«السنع في الضيافة الإماراتية».. آداب شعب يستقبل ضيفه بالعطور

  • 12/26/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الباحثة منيرة الحميدي، أن مراسيم الضيافة الكريمة عند أهل الإمارات تصاحبها عبارات الترحاب والبهجة، وإبداء السعادة بالزيارة، مشيرة إلى أن «السنع في الضيافة الإماراتية» وعادات الزيارة لا تختلف اليوم كثيراً عنها في الأمس، إذ يحرص أهل الإمارات على استقبال ضيوفهم برش العطور، وإكرامهم بـ«الفوالة». جاء ذلك، خلال المحاضرة التي نظمها معهد الشارقة للتراث عن السنع في الضيافة الإماراتية، على مدار يومي الأحد، في مقر المعهد فرع دبا الحصن، والإثنين في المقر الرئيس للمعهد في المدينة الجامعية، التي قدمتها الحميدي، واستهدفت موظفي المعهد وكوادره، والباحثين والمختصين في التراث، وفقاً لأجندة المعهد التي تركز على الجانب المعرفي العلمي للتراث، من خلال المحاضرات والندوات التي تتطرّق إلى مختلف عناصر ومكونات التراث. وبينت الحميدي مفهوم السنع في اللغة، مشيرة إلى أنه جاء من «سنع»، بمعنى طال وارتفع، وجمل وحسن، مضيفة: «السنع مفردة من مفردات اللهجة المحلية في مجتمع الإمارات، وترتبط بالدرجة الأولى بالتربية وحسن الأخلاق، ويعدّ السنع سلوكاً يومياً، وأسلوباً يملك الرقي والتهذيب في أساليب التعامل مع الآخرين، فالسنع والمذهب والذرابة، كلها مرادفات للتربية القويمة الصحيحة». مجلس وسلطت الحميدي الضوء على مجلس الضيوف، وأهميته ومكانته في المجتمع، فهو المكان الذي يستقبل فيه صاحب البيت ضيوفه وزوّاره، إذ يأمر بتقديم القهوة لضيوفه، والقهوة في هذه الحال تعني تقديم الطعام والشراب للضيف، أو ما يسمى بالفوالة، إضافة إلى القهوة. وإذا كان الزائر على عجلة من أمره، أو أراد الاعتذار، يكتفي رب البيت بجلب (دلة) للقهوة فقط، غير أنه من النادر عند أهل الإمارات، وهم المعروفون بكرمهم وحسن ضيافتهم، النزول عند رغبة الضيف، إذا اعتذر عن تناول الطعام والشراب فيوافقونه ظاهراً ثم يقدمون له التمر، ثم دلة القهوة، ومن ثم الطعام، وتقدم القهوة في فناجين يديرها الساقي على الجالسين بيده اليمنى، وفي يسراه (الدلة)، فيبدأ بالزائر أولاً، إلّا إذا كان حاضراً من هو أجل منه قدراً، فيقدم عليه أو يقدمه الزائر على نفسه. لا اختلاف وأشارت الحميدي إلى أن مراسيم الضيافة الكريمة عند أهل الإمارات تصاحبها عبارات الترحاب والبهجة بلقاء الضيوف، وإبداء السعادة بالزيارة التي قاموا بها وشكرهم الجزيل عليها. وتطرّقت إلى البخور والعطور، إذ إن عادات الزيارة والضيافة عند أهل الإمارات، اليوم، لا تختلف كثيراً عنها في الأمس، فالضيف اليوم يستقبل من قبل مضيفه برشّ العطور، وإذا كانت الضيفة امرأة استقبلت بصينية كاملة من زجاجات العطور العربية الصافية، ولعل المخلط الذي تبتكره المرأة هنا هو واحد من العطور الأكثر تميزاً حتى الآن، فهي تحضر أنواعاً عديدة من العطور المتفرّدة مثل العنبر والصندل والزعفران والياسمين وماء الورد، وأنواعاً أخرى، ثم تقوم بتخميرها بطرق خاصة لشهور أو أسابيع عدة في وعاء مخصص لهذا الغرض. تعزيز الهوية الوطنية قال رئيس معهد الشارقة للتراث، الدكتور عبدالعزيز المسلم: «إن المعهد يركّز في مختلف برامجه وأنشطته العملية والميدانية والأكاديمية على كل المجالات في عالم التراث، بما يسهم في صونه والحفاظ عليه، ونقله للأجيال، من بينها الندوات العلمية والمحاضرات التي يقدمها ويشارك فيها باحثون ومختصون في التراث». وأضاف: «تهدف هذه المحاضرات إلى تعزيز الهوية الوطنية والشعور بالانتماء عن طريق التعرف إلى الموروثات الشعبية ودورها في الترابط والتماسك الاجتماعي، وترسيخ القيم والأعراف الأصيلة والمتوارثة أباً عن جد، وتعريف جيل الشـباب بالمبادئ والأنماط السـلوكية المستمدة من العادات والتقاليد، إضافة إلى تصحيح بعض المفاهيم والقيم السـلوكية الدخيلة، والاهتمام والعناية بالجيل الجديد، وتوجيهه نحو اتباع الأساليب الحديثة في التنشئة الاجتماعية». منيرة الحميدي: • «السنع سلوك يومي، وأسلوب يملك الرقي والتهذيب في التعامل مع الآخرين».طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :