مع ارتفاع عدد الوفيات إلى أكثر من 400، يزداد الوضع سوءًا بالنسبة للناجين من كارثة تسونامي التي ضربت إندونيسيا، بما في ذلك آلاف اللاجئين الذي يفتقدون إلى المياه النظيفة والأدوية. ووفقًا لصحيفة "sudouest"، يحاول رجال الإنقاذ اليوم الثلاثاء مساعدة المناطق التي اجتاحتها أمواج تسونامي في أعقاب ثوران بركاني بإندونيسيا، إلا أن نقص المياه النظيفة والأدوية كان واضحًا بشكل كبير في أوساط آلاف الأشخاص الذين فروا إلى مراكز اللاجئين. وقد حذّر العاملون في المجال الإنساني من مخاطر حدوث أزمة صحية، في حين أن ضحايا الكارثة وصل الآن إلى 429 قتيلًا، وقال ريزال أليمين، وهو طبيب في مدرسة تحولت إلى مأوى مؤقت "كثير من الأطفال المرضى، لديهم حُمى وصداع، ولا يوجد ما يكفي من المياه". وضربت أمواج تسونامى فجأة مضيق سوندا الأحد، وفصلت جزيرتي سومطرة وجاوة، ما أسفر عن مصرع وإصابة مئات، وفقدان عشرات، كما تم إجلاء أكثر من 5000 شخص. ويحذر الخبراء من خطر حدوث أمواج قاتلة جديدة بسبب النشاط البركاني. وتقول ننج سومارني البالغة من العمر 40 عامًا، والتي تنام مع أطفالها الثلاثة وزوجها في المدرسة مع نحو ثلاثين آخرين: "أمكث هنا منذ ثلاثة أيام.. أنا خائفة لأن منزلي قريب من الشاطئ". ويشير أبوسليم، المتطوع في تاجانا، إلى أن عمال الإغاثة يكافحون من أجل استقرار الوضع "اليوم، هناك تركيز على مساعدة اللاجئين في المراكز، وتركيب المطابخ، وتوزيع المعدات اللوجستية وخيام في أماكن أكثر ملائمة". وأوضح الناس "لا يزالون غير قادرين على الوصول إلى المياه النظيفة، وقد ذهب عديد من اللاجئين إلى المرتفعات ولم نتمكن من الوصول إليهم". وقام عمال الإنقاذ بنقل المساعدات بشكل رئيسي عن طريق البر، كما اتّجه قاربان حكوميان إلى عدة جزر بالقرب من ساحل سومطرة حيث حوصر السكان. وتحاول فرق الإنقاذ -مع حفارات ومعدات ثقيلة أخرى- إزالة الأنقاض. ووفقًا للخبراء، فالكارثة هي نتيجة ثوران بركان آناك كاركاتو، الذي سبب انهيارًا أرضيًّا تحت سطح المياه. وعلى عكس أمواج تسونامي التي تسببها الزلازل، فإن "الموجات البركانية" تترك القليل من الوقت للسلطات لتحذير الناس، في البداية، ذكرت وكالة إدارة الكوارث، أنه لا يوجد تحذير من تسونامي، حتى عندما اجتاحت الموجة القاتلة الساحل، وكان على الوكالة بعد ذلك الاعتذار، موضحة أن نظام الكشف كان فاشلًا. وهذه هي ثالث أخطر كارثة طبيعية تشهدها إندونيسيا خلال الأشهر الستة الأخيرة، في أعقاب سلسلة من الزلازل القوية التي ضربت جزيرة لومبوك في شهري يوليو وأغسطس، وموجات المدّ التي اجتاحت بالو، في جزيرة سيليبس في سبتمبر، ما أسفر عن مصرع 2200 وفقد الآلاف. وفي عام 2004، قتل تسونامي 220 ألف شخص في الدول المجاورة للمحيط الهندي، بما في ذلك 168ألف إندونيسي، وهو واحد من أخطر الكوارث في التاريخ. وتقع إندونيسيا، وهي أرخبيل يتكون من 17 ألف جزيرة في منطقة ذات نشاط زلزالي قوي، وانفجارات بركانية، ولديها 127 بركانًا نشطًا.
مشاركة :