تتعرض باريس في هذه الأيام لموجة برد قارصة، نجم عنها كما هو متوقع موجة من الأمراض ، وخاصة الالتهابات الرئوية، وكنت واحداً من ضحاياها، وذهبت إلى قسم الطوارئ في المستشفى الذي أعالج فيه عادة، وأجريت الإجراءات اللازمة، ثم قيل لي إننى لا أحتاج إلى تنويم، وإنني أستطيع أن أكمل العلاج في منزلي، بما في ذلك تلقي المحاليل في الدم، إذ من الممكن أن تأتي ممرضة إلى المنزل وتقوم بهذه المهمة، وحين أعربت عن تفضيلي للنوم في المستشفى قالوا لي إنّ هناك أزمة فى المستشفيات، بسبب كثرة الإصابات بالالتهابات الرئوية ، وإنّ الغرف الخالية إن وجدت مقصورة على الحالات الحرجة، وهكذا عدت إلى المنزل وأكملت العلاج فيه، وهذا درس يجب أن نتعلمه، فالعديد من الناس يذهبون عندنا إلى المستشفيات وخاصة الحكومية، التي تعاني من الاكتظاظ دون حاجة حقيقية إلى ذلك، ولهذا على إدارة المستشفيات ملاحظة هذا الأمر وتلافيه، وعلى المواطنين التخلي عن إيثار النفس الذي يلحق الضرر بالآخرين، ودون ذلك سيأتي مريض في حالة حرجة تحتاج إلى تنويم ولا يجد غرفة خالية، وتزداد خطورة حالته في الوقت الذي لا يستطيع فيه أن يدفع تكاليف مستشفى أهلي. مرة أخرى: هل نتعلم من هذا الدرس؟