قطر واجهت الحصار بالتنمية والتنوع الاقتصادي

  • 1/2/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - إبراهيم بدوي: أعرب سعادة هانز أودو موتسل، سفير جمهوريّة ألمانيا الاتحادية لدى الدولة، عن تطلّع بلاده للتعاون مع قطر داخل منظومة الأمم المُتحدة، بعد انتخاب ألمانيا كعضو غير دائم في مجلس الأمن اعتبارًا من بداية هذا العام 2019. وأكّد في تصريحات خاصة ل  الراية  أنّ قطر شريك موثوق ويعتمد عليه بالنسبة لألمانيا، وأنهما تتشاركان مبدأ التسوية السلمية للنزاعات، مُعربًا عن امتنانه أن تكون قطر شريكًا في تعزيز هذه القيم في المحافل متعدّدة الأطراف مثل الأمم المتحدة. وأعرب عن ثقته في أنّ التحديات التي تواجه قطر في أزمة الحصار الراهنة، مثّلت دفعة قوية للإسراع في خُطط التنمية والاستقلال الاقتصادية وتنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030، مؤكّدًا استعداد ألمانيا للمشاركة في هذا المسعى، عبر خُطط تنويع الاقتصاد وتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة. وقال السفير الألماني: قطر تواجه بيئة دولية صعبة، ولكنها وضعت أهدافًا طموحة للتنمية المستقبلية للبلاد، مُشيرًا إلى أن قطر تمرّ بعملية تحفيز اجتماعية وسياسية سريعة إلا أن كيفية تبني القطريين للابتكار والتقنيات الجديدة وأيضًا تسامحهم تجاه الآخرين تعزّز يقينه بأن هذا التغيير سيكون لصالح قطر. وأشار السفير أودو موتسل، إلى أنّ عام ٢٠١٨، كان شاهدًا على احتفال قطر وألمانيا بمرور ٤٥ عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، كما شهد تعزيزًا لعلاقات الدوحة وبرلين القوية بزيارة سامية من جانب حضرة صاحب السموّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدّى، إلى ألمانيا، سبتمبر الماضي، وكانت هي الزيارة الثانية لسموّه إلى ألمانيا خلال ١٢ شهرًا فقط، ما يعكس العلاقة المميّزة بين البلدَين الصديقَين. وحول عضوية ألمانيا في مجلس الأمن والقواسم المُشتركة في السياسة الخارجية لكل من قطر وألمانيا، قال السفير أودو موتسل، إنّ كلًا من قطر وألمانيا تتشاركان في فكرة التسوية السلمية للنزاعات. وإننا مُمتنون لأن تكون قطر شريك في تعزيز هذه القيم في المحافل المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، ونتطلع إلى تعزيز هذا التعاون، خاصة خلال ولاية ألمانيا كعضو غير دائم في مجلس الأمن اعتبارًا من بداية هذا العام 2019. تعزيز العلاقات وفيما يتعلّق بالعلاقات الثنائية وأهمّ مراحل تطوّرها العام الماضي، قال سفير ألمانيا لدى الدوحة، شاهدنا زيارة حضرة صاحب السموّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدّى، والوفد المرافق لسموّه إلى ألمانيا سبتمبر الماضي. وكانت هذه هي الزيارة الثانية لسموّ الأمير إلى ألمانيا خلال 12 شهرًا فقط، ما يعكس العلاقة الخاصة بين بلدينا. وقد عزّزت لقاءات صاحب السموّ مع الرئيس الاتحادي فرانك فالتر شتاينماير، والمستشارة أنجيلا ميركل، ووزير الخارجية هايكو ماس، التعاون القائم بالفعل في العديد من المجالات. كما أعدّت هذه الزيارة، الأرضية لمزيد من تعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية بين قطر وألمانيا من أجل المنفعة المتبادلة لشعبَي البلدين. شريك موثوق وأشار السفير أودو موتسل، إلى أن قطر وألمانيا احتفلتا العام الماضي بمرور 45 عامًا من بدء تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الدوحة وبرلين. وأضاف: نحن نفخر بهذه العلاقة الوطيدة والمستمرة منذ فترة طويلة. واليوم، قطر هي شريك موثوق ويعتمد عليه لألمانيا في المنطقة، وتتعاون قطر بشكل وثيق مع ألمانيا في مناطق متعددة. حصار قطر وعن الأزمة الخليجية وتداعيات الحصار الجائر المفروض على قطر والموقف الألماني المشرف بالتزامه قواعد القانون الدولي الحاكم لعلاقات الدول والشعوب، أعرب السفير الألماني، عن ثقته في أن التحديات السياسية الحالية التي تواجه قطر في منطقة الخليج، لن تساهم إلا في التنفيذ المتسارع لرؤية الدولة لعام 2030. وقال: قطر حوّلت تداعيات الحصار إلى حافز ودفعة قوية للإسراع في خُطط التنمية والاستقلال الاقتصادية وتنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030.. وألمانيا على استعداد للمشاركة مع قطر في هذا المسعى، وتعرض التعاون من أجل تنويع الاقتصاد، وتأسيس اقتصاد قائم على المعرفة. وأضاف: قطر تواجه بيئة دولية صعبة، ولكن مع رؤية قطر الوطنية 2030، وضعت البلاد لنفسها أهدافًا طموحة للتنمية المستقبلية للبلاد. ونأمل لدولة قطر تحقيق هذه الأهداف بأفضل نجاح ممكن. تغيير سريع وبشأن أهمّ التغيرات التي لاحظها في قطر هذا العام، أشار سفير ألمانيا لدى الدوحة، إلى أن قطر تمرّ بعملية تحفيز اجتماعية وسياسية سريعة وتشكل تحديًا لجميع السكان. ولكن ما نراه من كيفية تبني القطريين للابتكار والتقنيات الجديدة وأيضًا التسامح تجاه الآخرين وأنماط الحياة فإنني على يقين من أن هذا التغيير سيكون لصالح قطر. التبادل التجاري وحول مسار العلاقات الاقتصادية والتجارية بين قطر وألمانيا، أشار السفير أودو - موتسل إلى أنّ حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 3 مليارات يورو العام الماضي، بينما بلغ حجم الاستثمارات القطرية في ألمانيا نحو 25 مليار يورو، وتعهّدت قطر باستثمارات أخرى بقيمة 10 مليارات يورو خلال 5 سنوات. وتعدّ قطر الشريك التجاري الثالث لألمانيا في منطقة الخليج، وتعمل بها حاليًا نحو 100 شركة ألمانية. كما أن هناك مُباحثات للتعاون في تطوير مستودعات ميناء حمد الدولي لتخزين البضائع والانتقال إلى مرحلة التصنيع، فضلًا عن العلاقات المتميزة في قطاعات مختلفة مثل التعليم والصحة والقطاع المصرفي، وغيرها من مجالات التعاون ذات الاهتمام المُشترك. تنوّع وانفتاح وقال سفير ألمانيا لدى الدوحة، إنّ قطر مثيرة للإعجاب كواحدة من أكثر الدول التي زرتها على الإطلاق، انفتاحًا وتنوّعًا. ويعمل بها الناس من جميع أنحاء العالم ويعيشون في هذا البلد الرائع، ويُساهمون بخلفياتهم الثقافية المميزة لكل فرد في التنوّع الثقافي والديناميكية التي تشكل أساس الإبداع والابتكار. وسوف يكون ذلك أحد الأركان الأساسية للتنمية الاقتصادية على أساس المعرفة في قطر في المُستقبل. ٣٠ألف تأشيرة وعن رؤيته لتطوّر التواصل بين شعبَي البلدَين خلال العام الماضي، نوّه السفير الألماني بإصدار السفارة لما يقرب من ٣٠ ألف تأشيرة العام الماضي، مُشيرًا إلى أنه بمُناسبة العام الثقافي المُشترك بين قطر وألمانيا، جاء إلى الدوحة معرضان بارزان حول التصميم الصناعي والفن الألماني المعاصر. وساعدت العديد من الفعاليات الثقافية الأخرى على تعزيز العلاقات الشخصيّة والمجتمعيّة بين شعبَي البلدَين.

مشاركة :