قطر واجهت الحصار ببرنامج التنمية الوطنية

  • 7/15/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة ـ قنا: أكد سعادة السفير بدر عمر الدفع، المدير التنفيذي للتحالف العالمي للأراضي الجافة، أنه بالرغم من الحصار المفروض على الدولة منذ أكثر من سنة، إلا أنها حققت إنجازات مبهرة في الكثير من المجالات ذات الصلة من خلال برامج عمل وطنية تركز على التنمية المستدامة وبناء القدرات ودعم أجهزة الإرصاد الجوي واستخدام التكنولوجيا المناسبة والتدريب في مجال الزراعة، فضلا عن انضمام الدولة لعدد من الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة، بجانب مشاريعها وبرامجها المتعلقة بالتصحر ومنها مشروع حصر وتجميع وتوصيف وحفظ النباتات البرية، وحماية نبات الغاف وإنشاء البنك الوراثي الحقلي ومشروعات تأهيل البر القطري وغيرها من الخطط والاستراتيجيات الحيوية. وأكد على أن قطر برهنت بهذه الإنجازات، على قدرتها في رفع التحديات، واعتمادا على رؤية قيادتها السياسية وإخلاص وتفاني طاقاتها البشرية الكفؤة. وقال إنه يمكن الاستئناس بالأرقام والإحصائيات الصادرة بهذا الشأن عن القطاعات الحكومية القطرية ذات الصلة، كوزارة البلدية والبيئة، ووزارة الاقتصاد والتجارة، ووزارة التخطيط التنموي والإحصاء. البرامج الإنسانية والتنموية ونبه سعادة المدير التنفيذي للتحالف العالمي للأراضي الجافة إلى أن التزام دولة قطر لصالح التنمية الدولية أمر معروف ومحل إشادة في كل المحافل، وقال إنه في إطار هذا الالتزام يمكن إدراج إنشاء التحالف العالمي للأراضي الجافة، باعتباره إسهاما من دولة قطر في إقامة منظمة دولية خاصة بالأمن الغذائي للدول ذات الأراضي الجافة، وهو أيضا دعم للمجهود العالمي لتعزيز السلم والأمن الدوليين، من خلال القضاء على الفقر والجوع . ولفت إلى أنه من المهم التنبيه أيضا إلى دور كل من صندوق قطر للتنمية وصندوق قطر للاستثمار في دعم التنمية المستدامة لعدد كبير من دول العالم سواء في الإطار الثنائي أو متعدد الأطراف. وقال سعادته إن مبادرة دولة قطر بإنشاء التحالف قد لقيت ترحيبا عالميا واسع النطاق، لأنها أولا مبادرة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، ولأنها تأكيد لالتزام دولة قطر حيال موضوع الأمن الغذائي، الذي يحتل الصدارة في الأجندة العالمية، سواء من خلال أهداف الألفية للتنمية أو أهداف التنمية المستدامة. ونوه سعادته إلى أن خطة عرض المبادرة أيضا كفيلة بحشد الدعم العالمي لها، حيث تم تقديمها إلى الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وإلى مجموعة نوعية من الدول ذات الأراضي الجافة في مختلف أنحاء العالم، فضلا عن بنوك التمويل ومراكز الأبحاث والتطوير. يذكر أن حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى قد طرح مبادرة التحالف العالمي للأراضي الجافة في خطاب ألقاه سموه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 68 في سبتمبر عام 2014. وأوضح السفير الدفع أن دولة قطر بوصفها صاحبة المبادرة، تكفلت بإعداد الوثائق المرجعية للتحالف ومراجعتها من طرف الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، واثنين على الأقل من أبرز بيوت الخبرة في المجالات ذات الصلة بالأمن الغذائي، مشيرا في سياق متصل إلى أن دولة قطر قد استضافت في الدوحة وفى مناطق أخرى من العالم (ريو دي جانيرو، نيويورك، روما، ميلانو، مراكش وتونس) عددا من المؤتمرات والندوات والملتقيات البحثية لتقديم مبادرة التحالف والتنسيق والتشاور مع الدول الداعمة لها والشركاء المهتمين والفاعلين من القطاعين العام والخاص. ولفت الدفع إلى أنه وفي المؤتمر التأسيسي المنعقد بالدوحة خلال شهر أكتوبر 2017 تحت الرئاسة الفعلية لمعالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، التزمت دولة قطر بالتكفل بالميزانية التشغيلية للتحالف خلال السنتين القادمتين، ووقعت مع وزارة الخارجية اتفاقية مقر تمنحه جملة من الامتيازات والتسهيلات على غرار المنظمات الدولية المماثلة، كما التزمت الدولة بمنح التحالف قطعتي أرض لإقامة مزرعة نموذجية ومركز أبحاث للمناطق الجافة. دعم المنظمة وأكد مجددا على أن دولة قطر هي صاحبة مبادرة إنشاء هذه المنظمة، وتحتضن مقرها في الدوحة، وتمنحها دعما ماليا ولوجستيا مهما سيساعد في ضمان استمرارية وفاعلية هذه المنظمة الدولية الجديدة. وقال إن هذا الدعم سيكمل موارد التحالف الأخرى المتأتية من مساهمات الدول الأعضاء والهبات وعائدات الملكية المشتركة من تطوير الأبحاث وبراءات الاختراع، فضلا عن التمويلات المشتركة مع البنوك والمؤسسات المالية الدولية والقطاع الخاص والهيئات الخيرية والإنسانية المهتمة بالأمن الغذائي.آلية مبتكرة لتمويل البرامج والمشاريع حول عقد التحالف لشراكات محلية ودولية للتغلب على تلك التحديات، قال سعادة السفير الدفع: نحن في التحالف نعتمد على مثلث متكامل هو القطاع العام والقطاع الخاص والشركاء الدوليون، سواء كانوا من الممولين أو المانحين أو مراكز أبحاث وتطوير.. وانطلاقا من الدوحة بدأنا في إقامة شراكات مع بعض الجهات المتخصصة في التنمية بمفهومها الواسع، أو المهتمة بموضوع الأمن الغذائي والعمل الإنساني مثل صندوق قطر للتنمية، والهلال الأحمر القطري، فضلا عن مستثمرين قطريين في مجال الزراعة والأبحاث. وتابع قائلا: على المستوى الخارجي، لدى التحالف تفاهمات مع وكالات الأمم المتحدة المتخصصة مثل «الفاو» وبرنامج الغذاء العالمي وبنوك التنمية ووكالات التعاون الأوروبية، منوها أنه على ضوء تحديد الأولويات المذكورة، سيتم إعداد المشاريع والبرامج بالشراكة في التمويل والتنفيذ والمتابعة بين التحالف والدول المعنية والشركاء كل حسب مجال تخصصه واهتمامه. وفي إجابة على سؤال حول آليات تمويل مشاريع التحالف لدعم الأمن الغذائي في الدول التي تعاني من موجات الجفاف والتصحر، أوضح الدفع أن التحالف سيعتمد آلية مبتكرة ومستدامة تساهم في تمويل البرامج والمشاريع ذات الأولوية بالنسبة للدول الأعضاء، وتعزز الموارد المالية للمنظمة، مشيرا في سياق متصل إلى أن لدى التحالف العالمي للأراضي الجافة شراكات في التمويلات على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية مع بنوك التنمية. وقال ردا على سؤال حول ما حققه التحالف، إن الحديث عن إنجازات على الأرض سابق لأوانه، لأن المنظمة أنشئت في أكتوبر عام 2017، وبالتالي يجب منحها بعض الوقت لاستكمال إجراءاتها الداخلية وشراكاتها وعلاقاتها الخارجية، بجانب التنسيق مع الدول الأعضاء بشأن الأولويات التي جرى ذكرها. وردا على سؤال يتعلق بإحصاءات عدد سكان الأراضي الجافة في العالم ممن هم في حاجة للمساعدة، والدول التي يعيشون فيها ونسبتهم في المنطقة العربية، ذكر سعادته أن إحصائيات الأمم المتحدة تؤكد أن ثلث سكان العالم يعيشون في دول ذات أراض جافة، وأن الأراضي الجافة تمثل أربعين بالمائة من المساحة الكلية للأرض، وتنتشر في أكثر من أربعين دولة في مختلف أنحاء العالم، وخصوصا في العالم العربي. خطط واستراتيجيات لدعم جهود الأمن الغذائي قال سعادة المدير التنفيذي للتحالف العالمي للأراضي الجافة إن تحقيق الأمن الغذائي يحتاج ترتيبات للأولويات بالتنسيق مع الدول الأعضاء والشركاء لإعداد خطط واستراتيجيات علمية مدروسة وقابلة للتطبيق على أرض الواقع، مبينا أنه لهذا الغرض تم مؤخرا تنظيم ندوة دولية للخبراء رفيعي المستوى حول الأمن الغذائي في دول التحالف بالتعاون مع كل من معهد المناطق القاحلة في تونس ومنظمة الأمم المتحدة للزراعة الفاو في روما، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا الإسكوا في بيروت، إلى جانب ممثلين عن دول التحالف، وذلك بهدف الاطلاع على واقع وتحديات وأولويات الأمن الغذائي في هذه الدول، لافتا إلى أنه تم خلال هذه الندوة تقديم الأوراق البحثية والعروض الشاملة التي ستمكن التحالف من وضع خارطة طريق لأولويات عمله في المراحل القادمة لصالح الدول الأعضاء. وبشأن ما إذا كانت هناك نية لجعل التحالف واحدا من منظمات ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة، وكذلك إنشاء صندوق خاص تابع له لتقديم المساعدة العاجلة في حالات الكوارث والطوارئ، أوضح سعادة السفير بدر عمر الدفع المدير التنفيذي للتحالف العالمي للأراضي الجافة، أن التحالف منظمة دولية تأسست على اتفاقية بين عدد من الدول ذات الأراضي الجافة، وليست من وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، بل هي مكملة لها وليست منافسة لها أو مندمجة في إطارها. وقال إنه بخصوص الصندوق الخاص للتدخل في حالة الكوارث، فإن التحالف يتدخل على مستويين، الأول هو الوقاية من الأزمات الغذائية من خلال تحسين السياسات الزراعية للدول الأعضاء وتعزيز مخزونها الاستراتيجي من الغذاء، والإنذار المبكر باحتمال وقوع الأزمات، والاستفادة من الابتكارات العلمية والتجارب والخبرات والتطبيقات الجيدة ذات الصلة بالمياه والري والزراعة والبذور والأسمدة والتخزين وشتى مراحل سلسلة الانتاج. أما المستوى الثاني فهو التدخل في حالة الأزمات الغذائية، ويتم عبر توفير الكميات الضرورية والعاجلة للبلد المتضرر، ومساعدته على استعادة المخزون الاستراتيجي الذي فقده لسبب من الأسباب الوجيهة، مضيفا إنه يتم اعتماد آلية التدخل عند الحاجة من طرف المجلس التنفيذي للتحالف المكون من الوزراء المعنيين بالأمن الغذائي في الدول الأعضاء. وشدد سعادته على أن المهمة التي سيضطلع بها التحالف كبيرة وعظيمة، نظرا لحجم التحديات التي تواجه الدول المعنية والفقيرة خاصة منها.

مشاركة :