رسالة جديدة من البابا فرنسيس لأساقفة الولايات المتحدة

  • 1/6/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

"محاربة ثقافة التعدي ومواجهة أزمة المصداقية انطلاقا من الإنجيل".. هكذا دعا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في رسالته إلى أساقفة الولايات المتحدة لمناسبة انطلاق رياضة روحية للأساقفة، وذلك للتأمل في موضوع التعديات الذي ضرب مصداقية الكنيسة.بدأ أساقفة الولايات المتحدة الكاثوليك في 2 يناير الجاري رياضة روحية تستمر حتى 8 من الشهر، وبهذه المناسبة وجه إليهم البابا فرنسيس رسالة ذكّر في بدايتها بأنه قد نصحهم خلال لقائه رئاسة المجلس في 13 سبتمبر الماضي بتنظيم هذه الرياضة الروحية كزمن خلوة وصلاة وتمييز له أهمية كبيرة بالنسبة لمسيرة لمواجهة أزمة المصداقية التي يمر بها أساقفة الولايات المتحدة ككنيسة، والرد على هذه الأزمة انطلاقا من الإنجيل. وتوقف البابا فرنسيس عند كلمات يسوع "فلَيسَ الأَمرُ فيكم كذلِك. بل مَن أَرادَ أَن يَكونَ كَبيراً فيكم، فَلْيَكُنْ لَكُم خادِماً. ومَن أَرادَ أَن يكونَ الأَوَّلَ فيكم، فَلْيَكُنْ لأَجمَعِكم عَبْداً". وقال البابا إن يسوع بهذه الكلمات أراد نهاء النقاش بين التلاميذ الذين أعربوا عن استيائهم من طلب يعقوب ويوحنا أن يجلسا أحدهما عن يمين يسوع والآخر عن شماله في مجده. ودعا قداسة البابا إلى أن تكون هذه الكلمات المرشدة للتأمل الذي يريد أن يقوم به مع الأساقفة. وتابع أن الإنجيل لا يخشى كشف وإيضاح التوترات والتناقضات وردود الأفعال في حياة جماعة التلاميذ الأولى. وأكد أننا مدعوون كجماعة إلى التيقظ كي تكون هذه اللحظات وقراراتنا، واختياراتنا وأفعالنا، ردا للرب الذي هو حياة العالم. وشدد على أهمية اليقظة والتمييز كي تكون لدينا قلوب متحررة مما يبدو يقينا، وذلك للإصغاء إلى ما يحسن عند الله في الرسالة التي أوكلت إلينا. وواصل قداسة البابا مشيرا إلى أن أفعالا كثيرة قد تكون مفيدة وجيدة وضرورية وقد تبدو صحيحة، لكنها تفتقد إلى مذاق الإنجيل، وشدد بالتالي على أهمية التنبه كي لا يكون العلاج أسوأ من المرض، وهذا أمر يتطلب الحكمة والصلاة، الكثير من الإصغاء وشركة أخوية. وتحدث البابا عن الفضائح التي ضربت مصداقية الكنيسة في الولايات المتحدة، وعن الضحايا الذين تعرضوا لتعديات سلطة وضمير وتعديات جنسية، وقال الأب الأقدس: إن مصداقية الكنيسة أصبحت موضع نقاش بسبب هذه الخطايا والجرائم، ولكن بشكل خاص بسبب الرغبة في إخفائها. وأكد قداسته الوعي بأن هذه الخطايا والجرائم وتبعاتها على الأصعدة الكنسية والاجتماعية والثقافية قد تركت أثرا وجرحا عميقا في قلب المؤمنين، وهو أمر يُستغل في أحيان كثيرة للتشكيك في الحياة التي يهبها مسيحيون كثر. وتابع البابا أن كلمة الإنجيل حين تصبح شهادة غير مريحة يكون هناك مَن يريد إسكاتها بالإشارة إلى خطايا وتناقضات أعضاء الكنيسة ورعاتهم.وقال البابا فرنسيس: إن محاربة هذه التعديات وجرح المصداقية، وأيضا التخبط، تتطلب منا تصرفا جديدا وحاسما، وأكد قداسته أنه لا يمكن حل الأمر بمراسيم أو تشكيل لجان جديدة أو تحسين أجهزة العمل، أي بمجرد إجراءات تنظيمية. وتحدث قداسته عن الحاجة إلى ارتداد في الأذهان، في أسلوب صلاتنا والتعامل مع السلطة والمال. هناك حاجة في هذه المرحلة الجديدة، واصل قداسة البابا، الى رعاة لديهم قدرة كبيرة على التمييز. ولفت البابا فرنسيس الأنظار إلى تهديد اللحظات الصعبة أيضا لشركتنا الأخوية، إلا أن هذه اللحظات يمكنها أن تصبح لحظات نعمة تعزز تكريس أنفسنا للمسيح وتمنح تكريسنا هذا مصداقية. وهذه المصداقية هي ثمرة جسد واحد يعترف بخطاياه ومحدوديته، قادر على تأكيد الحاجة إلى ارتداد. وشدد قداسته على ضرورة الابتعاد في علاقاتنا عن التكذيب والاستهانة، وذكّر في هذا السياق بما كتب في الإرشاد الرسولي "افرحوا وابتهجوا: "إن غياب اعترافنا الصادق، والبائس والمُصلّي، بمحدوديّتنا، هو الذي يمنع النعمة من العمل فينا بشكل أفضل، إذ إنّه لا يترك لها فسحة لكي تولِّد ذاك الخير الممكن الذي يندمج في مسيرة نمو صادقة وحقيقيّة" . وفي ختام رسالته إلى أساقفة الولايات المتحدة، أكد البابا فرنسيس أننا لسنا بمفردنا على هذه الدرب، فقد رافقت مريم ودعمت منذ البداية جماعة التلاميذ وحمتهم من اليتم الروحي الذي يقود إلى المرجعية الذاتية. وتضرع الباب إلى مريم العذراء كي تحافظ علينا متحدين ومثابرين.

مشاركة :