يصر المسؤولون القطريون على إنكار الحقائق ومحاولة طمسها بتصريحات بتراء لا تستند الى منطق، بل تسخر من تفكير القارئ أو المستمع وقدرته على التحليل واستنباط الحقائق من بين سيل الأكاذيب الذي تبثه الآلة الإعلامية القطرية ليل نهار. وأمس السبت خرج علينا مسؤولان قطريان بتصريحات لا تمت إلى الواقع بصلة بل تحاول لي عنق الحقيقة والإستخفاف بالمواطن الخليجي والعربي.أول هذه التصريحات كان من وزير خارجية نظام الحمدين الإرهابي محمد بن عبد الرحمن آل ثاني،الذي شدد على أهمية اعتماد دول المنطقة الحوار القائم على الاحترام المتبادل، والابتعاد عما أسماه ب«المراهقة السياسية»، ولا يدري الوزير أنه هنا يتحدث عن نظامه الإرهابي الذي أجمع العالم بأسره أنه نظام لم يبلغ سن الرشد بعد وأن سياساته صبيانية مراهقة.وإدعى الوزير في تغريدات على حسابه في «تويتر» أن «افتعال الأزمات وخلق عدوٍّ وهميّ ليس بالسياسة الناجعة، خاصة في منطقتنا».وزعم آل ثاني أن «ما نحتاجه اليوم هو التنمية الحقيقية لشعوبنا، والحوار القائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وليس المراهقة السياسية»، الوزير لم يوضح كيف تكون التنمية الحقيقة للشعوب فهل تكون بالتآمر والتدخل في شؤونها الداخلية ومحاولة تغيير أنظمتها الحاكمة على غرار ما كانت ترغب قطر في حقبة الربيع العربي التي كانت عرابها وراعيتها.ومضي الوزير في أكاذيبه: أن «الحفاظ على حقوق ومكتسبات شعوبنا، وتوظيف مقدّرات دولنا لخدمتهم، أفضل بلا شك من إلهاء الشعوب وإشغالها بأزمات مفتعلة لا جدوى منها ولا طائل، ومحاولة خداعهم بانتصارات وهمية»، مستطرداً بالقول: «فالشمس لا تُغطّى بغربال»، نعم الشمس لا تغطي بغربال ولو كان الوزير صادقاً مع نفسه لاعترف بخسائر بلاده من المقاطعة العربية لها بسبب دعمها للإرهاب.آل ثاني لم ينس أن يختم وصلة أكاذيبه، بالزعم أن بلاده تواصل عجلة التقدّم، حيث ادعى أن «الدوحة ماضية في مسيرة نهضتها لتكون نموذجاً وأملاً لما يمكن أن يكون عليه عالمنا العربي.وأوضح: في قطر اتّحدت القيادة الصادقة الحكيمة والإرادة الجماعية الحقيقية، والنتيجة بفضل الله ومنّه نراها اليوم، ولن ندّخر جهداً للمحافظة عليها.بدوره، أنكر خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس غرفة التجارة القطرية تأثير المقاطعة على بلاده وزعم أن أفضل ما حدث للدوحة هي المقاطعة.وادعى خليفة بن جاسم آل ثاني، أن المقاطعة حفزت قطر على إعادة التفكير في استدامتها واستقلالها ومستقبلها، وفتح قنوات جديدة للتعاون مع الدول الصديقة الأخرى، وشجعها على فتح أبوابها أمام أسواق أخرى. كما ادعى أن الدوحة تغلبت على كافة التحديات وهزمت كل الصعوبات، ومنها المقاطعة، وأنه لا تزال كل الخطط الاقتصادية تسير على الطريق الصحيح، وأعمال البنية التحتية كافة والمشاريع المتعلقة بمونديال2022 تسير وفق وتيرة محددة.وزعم أن قطر استطاعت أن تواجه الأزمة بكل جسارة وثبات حيث اتجهت إلى البحث عن مصادر بديلة، ودشنت خطوطاً بحرية مباشرة ربطت ميناء حمد بموانئ بعض الدول الصديقة مثل عمان والكويت والصين وغيرها.ولعل السؤال الذي يطرح نفسه ويحتاج إلى إجابة من عباقرة نظام الحمدين هو: لماذا الصراخ والعويل والبحث عن مصالحة مع الرباعي العربي مادامت قطر قد تجاوزت المقاطعة وأصبحت بفضلها أحسن حالاً من ذي قبل ؟ ولماذا كل هذا الرهق والركض وقد قالت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب والمقاطعة للدوحة مراراً وتكراراً إن أزمة قطر صغيرة جداً جداً جداً والطريق لعودتها إلى الحضن الخليجي والعربي هو تلبية المطالب ال13 والمبادئ الست،وطالما قطر ليست على استعداد لتلبية تلك المطالب وترى أنها أصبحت في موقع أفضل بسبب المقاطعة فلماذا لا يصمت مسؤولوها ويتفرغون لما يقومون به ويتركون الرباعي وشأنه؟.
مشاركة :