تحديث النواصي لتجديد إخلاصي | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 2/8/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

هَا نَحن في الشّهر الثَّاني مِن العَام الجَديد 2015، ومَازَالت النَّواصِي في ريعَان شَبابها، تُقَاوم عَوامل التَّعرية، ولَا أَدري أين اكتَشَفَتْ إكسِير الحيَاة الذي يَمنحها الشَّبَاب الدَّائِم؟! وكَأنَّها تُذكّرنا بأنَّ الدُّنيا "نَاصية كَبيرة"، ومَرَاحِل الحيَاة مُجرَّد نَواصٍ صَغيرة فِيها.. لَكن مَا يَهمُّ النَّواصي، لَيس قَصّ شريط العَام الجَديد، بَل مَا تَحمله أيَّامه مِن مُفَارقات وتَنَاقُضَات، تَقتاتُ عَليها لتَمدّها بطَاقةٍ مُتجدّدة، صَديقَة للبيئَة والكَائِنَات.. وهَذا آخر مَا قَطفتُه مِن ثَمَرَاتِ العَام الذي وَدّعناه –بأفرَاحهِ وأتَراحهِ- وَدَاعاً لَا لِقَاء بَعده، إلَّا إذَا صَمَدَتْ النَّواصي قَرناً كَاملاً، يَتناوب فِيهِ المُتوَاصون عَلى تَغذيتها؛ مِن الأحفَاد المُخلصين لأسلَافهم، لتُكمل سَعيها الدَّؤوب، حتَّى تَبلغ عَام 2114، ولَعلّ أوّل نَاصية تَبدَأ بالمَكان، لنُرجئ تَخرُّصات الأزمَان: * المَكان لَا يَصنع السّعَادة، بَل نَحنُ مَن نَصنعها، فتَجد التَّعيس يَنقل تَعاسته أينمَا ذَهَب، لأنَّه لَم يَشعر بالسَّعادة الدَّاخليّة، التي تَنعكس عَلى المَكَان الخَارجي، لذَلك أَقول جَازِماً: "في كُلِّ الأمكنَة البَهْجَة مُمكنَة"..! * بَعض مُوظّفينَا استفَادوا مِن النّحو، لَيس بالضّبط والإعرَاب، وإنَّما بالنّصب والكَسر والجَرّ..! **** * أَنتَ عِبَارة عَمّا تَتوقّع، فإذَا تَوقَّعتَ الخَير وَجدتَه مَاثلاً أَمَامك، وإذَا تَوقَّعتَ الشَّرّ كَان لَكَ بالمرصَاد، لذَلك تَفاءَلوا –يَا قَوم- بالسَّعَادَة..! * المَواعيد في مِصر مَضروبة لَدَى كَثير مِن العَامَّة، لأنَّها تَعتمد عَلى تَوقيت مَسَافة السِّكّة، وسَاعة مَسَافة السِّكّة لَا عَقارب لَهَا، فمَثلاً تَسْأل السَّائِق: كَم تَستَغرق مِن الوَقت لتَأتي إليَّ؟، يَردُّ قَائلاً: مَسَافة السِّكّة..! **** * يَقول السيّد "آدم أوزبورن": (الأخطَاء هي أكثَر الأمُور فَائدة، فلَو كُنتَ مِثاليًّا لمَا تَعلّمتَ أيّ شَيء)..! * سَامح الله الشَّاعر "محمود درويش" –رَحمه الله- حِين قَال: (قِف عَلى نَاصية الحلم وقَاتل).. لأنَّ نَواصينا مُسَالِمَة، ولَا تُؤمن بالثَّقَافَة "الدَّاعشيّة"، لَا في وَاقعها ولَا في أحلَامها..! **** * في الحيَاة أُحبّ أنْ أَكُون "هَمزة وَصل"، لَا "هَمزة قَطع"، وفي أعمَالي أُحبّ أنْ أَكون "الضَّمير البَارِز"، ولَيس "الضَّمير المُسْتَتر"..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي مِن النَّواصي أكثَر ممَّا حَمَلَته بطُون السَّنوَات المَاضِيَات، وحِين يَكفُّ القَارئ عَن مُتَابعتها، ستتوَارى عَن أنظَاره بهدُوء، لأُعلن انعتَاقي مِنها وخَلاصي..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :