لماذا نهرب إلى الخارج؟

  • 2/8/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بمجرد حلول إجازة مثل الأسبوع الماضي في المملكة العربية السعودية، فإننا نكون في حالة تشبه الخروج الجماعي للشباب السعوديين من وطنهم، فهم يتسابقون في قضاء وقت إجازاتهم خارج وطنهم، بل إنهم يخططون لذلك مسبقاً ويجاهدون أنفسهم في تذليل ما يعيق ذلك. منهم من يتجه إلى دول ذات ثقافة وبيئة مختلفة تماماً عن بيئتنا وثقافتنا كالذي يتجه إلى إحدى الدول الأوروبية. ومنهم من يتجه إلى دول مشابهة لوطننا في المناخ والحالة البيئية كالذي يتجه لإحدى دول الخليج الشقيقة. أعتقد أن هذه الحالة ينطبق عليها عنوان (الاعتراض اللامباشر)، فعندما يتسابق المواطنون الشباب بهذه الطريقة اللافتة للخروج من وطنهم أثناء وقت الإجازة وحصول حالة نفور شبابي ملحوظ، فهنا لدينا حالة تستدعي البحث فيها. لا أخفي على القارئ أنني أحد أولئك الذين يجاهدون أنفسهم دائماً لقضاء وقت الإجازة خارج الوطن، ومن البديهي أن يسأل سائل عن سبب ذلك وسأجيبه. فأنا عندما أذهب إلى دولة أخرى فإنني لا أجد مشقة في الحصول على مسكن مناسب لأنني شاب أعزب! ولا أسمع من موظف الاستقبال بشكل متكرر تلك العبارة العامية المستفزة (آسف ما نسكن عزاب) التي تشعرني أنني أنتمي إلى وطن العائلات فقط! أو كأنني خطيئة متحركة في هذا الوطن ينبغي ألا يكون لها مكان كسائر الفضلاء! وإن منّ الله عليّ ووجدت سكناً، فإنني ما أزال طيلة رحلتي السياحية في جهاد مع تلك الجملة الإقصائية ومشتقاتها بدءاً بأنه لايمكن إسكان العزاب في الشقق والفنادق السكنية، وإنتهاءً بممنوع دخول العزاب للمجمعات التجارية والمتنزهات والفعاليات. سأذهب أنا وآلاف الشباب من إخواني السعوديين لنقضي إجازتنا عند أولئك الذين لا يتعاملون مع هوية أي منا كشاب أعزب وكأنه خطيئة ينبغي إقصاؤها ونفيها. وسأستمتع ولو لأيامٍ معدودة بابتسامات الترحيب بنا كأشخاص أسوياء في مجتمع يؤمن بإنسانيتنا.

مشاركة :