انتابتنى روح من التفاؤل والآمال الطيبة عندما بدأنا العام الجديد بمزيد من سبل تأكيد الوحدة الوطنية وتقوية نسيج المساواة بين أبناء الوطن الواحد والإخاء بين مسلمى مصر ومسيحييها.. بل وكذلك ببدء تغيير الخطاب الدينى –بشكل فعلى-فى مواجهة الآخر وهو الأمر المحورى والهام فى مسيرتنا المشتركة التى استمرت لأكثر من ١٤ قرنا...وستدوم للأبد باذن الله.أيضا بدأ العام الجديد بانطلاقة أفريقية هامة ..وحيث لم تقتصر فقط على بدء تبوأنا رئاسة الاتحاد الأفريقى لدورة رئاسية مدتها عام وتبدأ من فبراير القادم" وإن كانت تقتضى مزيدا من العمل والجهد فى المجال الأفريقى من كافة المعنيين"..كذا امتدت الانطلاقة الأفريقية إلى مجالات أخرى وبالأخص: مجال الرياضة..فحظيت مصر بشرف تنظيم كأس الأمم الافريقية لعام ٢٠١٩، متوافقة بشكل مريح جدا على جنوب أفريقيا "المنافس العنيد"، وما يعنيه هذا ليس فقط بالنسبة لتهيئة الملاعب والاستادات التى ستخصص للفرق الـ24 القادمة بجانب توفير سبل الإعاشة والإقامة وتسيير الانتقالات,ولكن أيضا بالنسبة لتهيئة الرأى العام للتحلى بالروح الرياضية المفقودة حاليا تقريبا على المستوى المحلى فى ملاعبنا وكذا ضرورة حسن استقبال الضيوف الأفارقة فى مطاراتنا وموانينا وأماكن إقامتهم وحتى فى تنقلاتهم العادية...هذا ويضاف للإنجازات شرف فوز "محمد صلاح" ابن مصر البار وشرف العرب وأفريقيا بجائزة أحسن لاعب أفريقى للعام الثانى على التوالى, وما يعنيه هذا من انتصار هام للاعب وناديه ووطنه.واقتصاديا توقعت شبكة "بلومبرج" الشهيرة بأن تكون مصر من أفضل ١٠ اقتصاديات فى العالم فى المستقبل المنظور..وذلك من جراء سياسة الإصلاح الاقتصادى التى تتبناها والإنجازات الهامة التى تنعكس فى مجملها على المستقبل...ولعل هذه ليست المرة الأولى التى يذكر فيها مثل هذه التوقعات بل هو الأمر الذى تكرر من جانب هيئات ومنظمات دولية عديدة وكذا الإشارة إلى ارتفاع معدل النمو السنوى فى مصر لأكثر من 5% خلال عام 2019.وإنشائيا تتوالى المشروعات المتعددة والتعمير والإسكان والأبنية العملاقة والطرق ووسائل المواصلات وغيرها:ومعناها الحضارى والمعمارى والإنسانى..خاصة فى العاصمة الإدارية الجديدة وغيرها من المدن الموازية بأنحاء مصر.وفى خضم كل هذه الإنجازات والمشروعات يجب أن ننتبه ونكون جميعا يدا بيد "يد تبنى وتعمر ..والأخرى تحمل السلاح وتحمى مصر "وأن ننتبه وكما ذكر الرئيس.. وذلك لكل من يحاول الفتنة والترويج للإرهاب والتطرف أو تعكير الصفو العام فى كافة ربوع مصر ومدنها وقراها.يجب أن نتصدى أيضا للفاسدين والانتهازيين الذين تستبيح ضمايرهم النهب وسرقة جهد وعرق كل المخلصين من أبناء مصر..وهم كثر...لذا فلابد من أن يخضعوا للمحاسبة والعقاب عبرة لغيرهم.يجب كذلك أن نحافظ على نظافة بلادنا الحبيبة وألا نسمح لأكوام الزبالة أن تشوه الوجه الجميل لحضارتنا وإنجازاتنا.. وأن نكون يدا بيد مع الحكومة والمحليات نعمر ونبنى وننظف لنظهر الوجه الجميل لمصرنا الحبيبة...ولتكون واجهة مشرفة أمام العالم.وكذا يجب أن نتصدى وبكل قوة لكل جشع وطمع ومحاربة أى زيادة موازية فى الأسعار قد تصاحب الموجة الأخيرة والمتوقعة لتحرير أسعار بعض أنواع البنزين فى منتصف العام-إذا أعلنتها الحكومة: وفقا للاتفاق الموقع مع صندوق النقد الدولى-والمطلوب وقتها ضبط الأسعار والرقابة التامة على الأسواق وتوفير السلع والخدمات بدون أى زيادة مصاحبة غير مبررة قد تؤثر على معيشة المواطن الكادح.... بل على العكس يجب الحفاظ على المنجزات التى حدثت فى مجال السلع التموينية وحصص الخبز وعدم الإقلال منها,بجانب ضرورة المزيد من الاهتمام بأصحاب الدخول المحدودة والمعاشات الذين أفنوا عمرهم فى خدمة الوطن ويستحقون أن يحيوا حياة كريمة واجبة.يجب أن نتحرك فى الداخل وفى جميع المجالات..وأن يكون الاحترام والالتزام هو شعارنا فى الشارع وفى وسائل المواصلات وفى أماكن العمل والتنزه وفى المدارس والجامعات..يجب أن نمنع التحرش أو الإساءة لأى شخص وخاصة للبنات والسيدات, كالعالم المتحضر..من منطلق الفهم والاقتناع وضرورة احترام الآخر قبل أن يكون بيد القانون والعدالة.ويجب أن نستمر فى التنوع فى سياستنا الخارجية الناجحة مع العالم بأسره "شرقه وغربه" وأن نستثمر الانجازات التى تحققت عربيا وأفريقيا ودوليا لمزيد من رفعة اسم مصر عاليا وفى كل المنظمات القارية والدولية..وعلى كافة المستويات.
مشاركة :