د. جوزيف رامز أمين يكتب: أمنياتى بالعام الجديد

  • 1/11/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

فى ظل حلول بشائر الأمل مع بدء العام الجديد 2021 أصبح الشغل الشاعل للعالم كله ترقب أن يحمل العام الجديد معه أياما أحسن مما سبقه.. وظروفا أفضل للبشرية بأكملها خاصة بالنسبة لنهاية وباء كوفيد 19، وكذا نهاية مماثلة للحروب والكروب والصراعات التى لا تنتهى وأن يحل بدلا منها الخير والسلام والأمان للجميع. والحقيقة أن عام 2020 قد ازدحم بأحداث جلل كثيرة وراح ضحية كورونا خلال العام المنصرم قرابة 2 مليون شخص فى أنحاء العالم وأكثر من 86 مليون مصاب.. كما انتشرت الحروب والصراعات فى أنحاء العالم بعضها بسبب القدرات النووية لإيران مع الولايات المتحدة ونظام ترمب ,وبعضها بسبب التدخلات التركية فى مناطق متعددة من الشرق الأوسط وسواحل المتوسط والصراع الدائر بينها وبين القوى الإقليمية والاتحاد الأوروبى.. كما نشبت صراعات أخرى بعضها بسبب النزاع التجارى بين الولايات المتحدة والصين وبعضها بسبب المناخ وكذا المفاوضات الخاصة بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبى والصراع العسكرى بين أمريكا وروسيا..والحرب التى دارت رحاها بين أرمينيا وأذربيجان وتورطت فيها روسيا وتركيا ودول أخرى فى المنطقة..هذا بجانب الحرب الأهلية التى دارت رحاها فى إقليم تيجراى حيث دخلت القوات الإثيوبية أراضى الإقليم وتوترت العلاقات بين السودان وإثيوبيا بسببها وشهد الإقليم فرار الآلاف من الاثيوبيين على الحدود المجاورة لكل من:السودان واريتريا وهو ما هدد الأمن والاستقرار فى منطقة القرن الأفريقى وحوض نهر النيل.إطلالة العام الجديد:ورغم أن إطلالة العام الجديد 2021 لم يظهر منها إلا قليلا فى خضم عام حافل ممكن أن يكون مليئا بالأحداث والمتغيرات، إلا أن هناك بعض الأحداث والفعاليات التى قد تكون أظهرت استقرارا نسبيا فى مسيرة العام الجديد، لعل أهمها داخليا ثبات التقليد الراسخ الذى أرساه الرئيس السيسى منذ قدومه وهو زيارته لكاتدرائية الكنيسة القبطية وتهنئته الأقباط بتفسه، وهذا العام رغم أن التهنئة تمت عن طريق"الفيديو كونفرانس"للظروف الاحترازية لمواجهة وباء"كوفيد تسعة عشر، والتى منعت الكنيسة ذاتها من الاحتفال بشكل طبيعى بالحدث الأهم وهو ميلاد السيد المسيح.. ولعل ثبات هذا التقليد بجانب ما تبذله الدولة ككل والحكومة وتقنيين أوضاع الكنائس والمساواة التامة فى إقامة دور العبادة بالمدن الجديدة.. كل ذلك يعنى اننا ماضون فى اتجاه الوحدة الوطنية كأقوى صخرة لمواجهة العنف والتطرف والارهاب ,وكعلم أو شراع ترفعه الدولة أو كحراك سياسى تنتهجه مصر فى سياستها الخارجية.                                                                                        ولعل الحدث الثانى الهام والذى قد يبشر بغد أكثر إشراقا هو بدء عملية المصالحة الخليجية بين السعودية والامارات ومصر والبحرين من جانب وقطر من جانب آخر,وفى ظل حضور وزير الخارجية السفير/ سامح شكرى  لقمة "العلا" وتوقيعه على بيان القمة ضمن الزعماء المشاركين، يعنى أن مصر توافق على المصالحة وتسعى لفتح صفحة جديدة يكون عنوانها الرئيسى رفض التدخل فى الشأن الداخلى لأى دولة ورفض دعم الإرهاب والقوى المتطرفة. ولعل زيارة وزير المالية القطرى ولقائه مع نظيره المصرى يوم انعقاد القمة يحمل معه دلائل إيجابية بزوال الشوائب فى العلاقات وامكانية فتح صفحة جديدة هامة لجميع الأطراف.                                ولعله من الأحداث والفعاليات الهامة أيضا استمرار انعقاد اجتماعات سد النهضة تارة بحضور وزراء الرى فى كل من: مصر وإثيوبيا والسودان، وتارة بشكل سداسى حيث ينضم إليهم وزراء الخارجية، ورغم اختلاف وجهات النظر المستمر من فترة وسوء النية المبيت والواضح لدى الجانب الإثيوبى، وهو ما ظهر فى تصريحات المتحدث الرسمى الاثيوبى بشأن مصر"السفير /دينا مفتى" واستدعاء الخارجية المصرية للقائم بالأعمال الإثيوبية بالقاهرة، وإدانة هذه التصريحات، رغم ذلك فمصر لديها إصرار على استكمال المفاوضات فى ملف هام يعد من أهم الملفات على مائدة الدبلوماسية المصرية فى العام الجديد.                                                                                                  أيضا ورغم فداحة الخسائر الناجمة عن فيروس كوفيد 19 وانتشاره بشكل سريع هذه الأيام فى أنحاء العالم مع ظهور وتفاقم الموجة الثانية من الوباء، واتجاه دول كبرى كبريطانيا وغيرها الى اتباع سياسة الإغلاق بشكل تام، إلا أن ظهور أكثر من فاكسيم ضد الفيروس يعنى أن العالم ماض فى اتجاه مكافحة الوباء ومحاولة القضاء عليه.                                                                                                        أمنياتى فى العام الجديد:وفى ضوء هذا وذاك اتمنى الخير والسداد لبلدنا مصر حتى فى ظل عالم متقلب ومتلاطم الأمواج، وأدعو الله أن يحفظ مصر: شعبا وجيشا ورئيسا وحكومة وشرطة وخلافه من المؤسسات، وأن تكون قادرة على تجاوز أى مشكلة مائية أو أمنية وأن تقتلع جذور الارهاب والعنف والتطرف.. مما يساعد على عودة السياحة وازدهارها كسالف عهدها.نأمل أيضا فى استقرار الوضع الاقليمى فى دول الجوار خاصة فى ليبيا وفى جنوب مصر سواء فى دول حوض نهر النيل أو القرن الأفريقى,وان يعم الأمن والاستقراروهو ما يؤثر على استقرار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية واستمرار عجلة التنمية والاصلاح والبناء فى كل ربوع مصر وفى المدن والتجمعات الجديدة العديدة والواعدة.                                                                                               نتمنى أيضا أن يحدث استقرار فى علاقاتنا بالولايات المتحدة مع الادارة الأمريكية الديمقراطية الجديدة وأن يكون هناك تفهما مشتركا لاستراتيجية العلاقات بين الجانبين: مصر كشريك رئيسى لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة والولايات المتحدة كفاعل دولى رئيسى ومؤثر... ومن مصلحتها تحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط وأفريقيا.. ولعل زيارة وزير الخزانة الأمريكى لمصر ولقاءه بالرئيس السيسى قبل أسبوعيين من قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة، علامة إيجابية على قدرة مصر على التواصل مع كل الأنظمة وهو ما يعد أمرا هاما نحو استمرار وترسخ العلاقات بين الجانبين.                    نتمنى كذلك استمرار التعاون والتنسيق مع كل القوى والفعاليات الدولية والاقليمية سواء مع: روسيا والصين وأوروبا أو مع دول جوار البحر المتوسط الصديقة لمصر ,خاصة:اليونان وقبرص، ومع كل الدول العربية والأفريقية والاسلامية على السواء.                                                                            نأمل كذلك فى المحافظة على قوة الجيش المصرى كأحد أهم الجيوش وأقواها فى المنطقة، والقادر على ردع أى محاولة للنيل من الوطن وسلامته، وصون ترابه ومائه وسمائه الغالية، وأن تكون هناك شرطة قوية تحافظ على استقرار الوطن وسلامة أراضيه.                                                                              وفى النهاية، أتمنى أن يظل ذراعا الوطن: الأزهر والكنيسة هما العمودان الرئيسيان لقوة الوطن وفعالية سياساته: داخليا وخارجيا، وأن يظلا رمزا للوحدة الوطنية الراسخة على مدار 14 قرنا من الزمان.

مشاركة :