في لقاء الصالون الثقافي مساء أمس الأول، اكتشف الحضور العديد من الجوانب المهمة في شخصية منى أبو سليمان الإنسانة الأكاديمية المثقفة، وكيف استطاعت تطويع كل هذا الإدارة، البرامج الدولية، سواء من خلال عملها أولا في مؤسسة الوليد الخيرية كمدير تنفيذي منذ 2002 حتى 2011 م، أو من خلال عملها مع المنظمات الدولية في مجال المسؤولية الاجتماعية، وبعد تجربتها الإدارية في مؤسسة الوليد أسّست شركة لمساعدة الجمعيات الخيرية على تنمية الموارد بطريقة صحيحة، وقدمت مبادرة «دلني على السوق» لتدريب روّاد الأعمال على التعامل مع العملاء أو «الزبون»، وتحدثت عن الشراكة الاقتصادية لتقديم أفضل خدمة اجتماعية من خلال المسؤولية الاجتماعية للشركات، وذكرت أن المسؤولية الاجتماعية مرتبطة بكيان «شركة» والأرباح المتحققة، كما عرّفها البنك الدولي. وبالنسبة لمسؤوليتها الاجتماعية، قالت إنها تعمل على توصيل المعلومات الصحيحة في الوقت الصحيح، أما بالنسبة لعملها في MBC فهو لا يأخذ من وقتها سوى يومين في الشهر وبقية الشهر تقوم بالعمل الاجتماعي. وعن معاناة العمل الخيرى داخل السعودية، قالت بأن المستوى التعليمي الضعيف للكوادر التي تدير الجمعيات الخيرية خارج المدن الرئيسية يؤثر على عمل الجمعيات، لذلك عملت على وضع شرط تدريب الكوادر العاملة لاستحقاق المنحة، وقامت بعمل دراسة مع أحد المؤسسات المتخصصة واختارت جمعية خيرية في أفقر منطقة في السعودية كنموذج للعمل عليه وتطويره، والعمل على تحقيق الأولويات، مثلا الفن يساهم في تكوين وجدان الطفل، لكن توفير التعليم الجيد أهم، ودعم توفير تطعيمات الأطفال ضد الأمراض من خلال وضع ختم يميّز منتج الشركة الداعمة لزيادة الأرباح. منى أبو سليمان وجه إعلامي، ولكن الوجه الآخر الإنساني أكثر رسوخًا، لأنه مبني على العلم والممارسة الشخصية على المستوى الدولي، ومن خلال الحوار الذي دار بينها وبين م. جواهر القرشي من جهة وبينها وبين الحضور من جهة أخرى كشف العديد من جوانب شخصيتها التي تبدو كسطح النهر هادئ ساكن، بينما يجري ويتدفق بسلاسة في قنوات الحقول يرويها بعذوبة. حضر اللقاء العديد من الشخصيات النسائية وعدد من مسؤولات الجمعيات الخيرية، وامتلأت القاعة بالحضور النسائي المميز بمداخلاته وأسئلته حول العديد من القضايا المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية والدور الضعيف للشركات، وأبدت منى أبو سليمان تفاؤلها بالوزير الجديد للشؤون الاجتماعية. شاركت في المداخلات كل من د. سعاد جابر، وفريدة شطا، وإلهام قشلان ، ود. مريم الصبان، وفاطمة محمود، ورشا حجازي، وشفيقه الجزار، وفاتن بندقجي، ورؤى يغمور، ونجاة أسعد، والشاعرة بديعة كشغري، وسعاد قنديل، ود. منى باقعر، والأديبة انتصار العقيل.
مشاركة :