قُتل 3 من عمال جمعية الهلال الأحمر السوداني وأُصيب رابع في مكمن نصبه لهم مسلحون في طريق عودتهم من مهمة توزيع مساعدات انسانية للمحتاجين في ولاية النيل الأزرق المضطربة، فيما أقرّ زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي المقيم في القاهرة باتصالات يجريها نجله عبدالرحمن الصادق المهدي مساعد الرئيس السوداني عمر البشير لإصلاح العلاقة بينه وبين الحكومة. وقال الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر عثمان جعفر إن مجموعة من الشبان المتطوعين في الجمعية تعرضوا لإطلاق نار على بُعد 65 كيلومتراً من مدينة الكرمك قرب الحدود الأثيوبية، بعد مشاركتهم برنامج الغذاء العالمي في توزيع معونات للمحتاجين. وذكر جعفر أن المناطق التي حصل فيها «الهجوم المؤسف» تشهد دخول بعض المتسللين. وأضاف أن الجريح نُقل إلى مستشفى الدمازين. وشجب المفوض العام للعون الانساني أحمد محمد آدم الاعتداء، مشدداً على ضرورة عدم الزج بالمسائل السياسية في العمل الانساني. ودعا الحركات المسلحة لاحترام القانون الدولي الإنساني ومبدأ حماية العاملين في مجال الإغاثة وتقديم المساعدات. من جهة أخرى، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان «أوشا»، أن المواجهات بين القوات الحكومية والحركات المسلحة في دارفور المستمرة منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أدت حتى 1 شباط (فبراير) الجاري إلى فرار 36 ألف شخص، سُجِلوا كنازحين جدد في ولاية شمال دارفور، حيث تمركزوا حول الفاشر عاصمة الولاية ومنطقتي طويلة وأم برو. وأفادت النشرة الدورية الصادرة عن المكتب الدولي بأن المنظمات الإنسانة وردتها تقارير من السلطات المحلية وقادة المجتمع من النازحين الجدد في أجزاء من منطقة جبل مرة، بأن العدد ربما يكون أكبر، إلا أن المكتب قال إنه لم يتمكن من التحقق بسبب القيود المفروضة على حرية الوصول إلى تلك الجهات. وأضافت النشرة: «تمكنت وكالات الإغاثة حتى الآن، من الوصول إلى المواقع التي وصل إليها 36.170 من النازحين الجدد في ولاية شمال دارفور». على صعيد آخر، أقر الصادق المهدي المقيم في القاهرة باتصالات يجريها نجله مساعد الرئيس عبدالرحمن الصادق المهدي لإصلاح العلاقة بين حزبه والحكومة. وقال المهدي إن الحكومة ترسل له كل يوم مبعوثاً. ورهن الصادق قبول الواسطة بوجود آلية دولية وفقاً لمنظومة اتفاق «نداء السودان» الذي وقّعه مع تحالف متمردي «الجبهة الثورية». وأضاف: «إذا أراد النظام أن يقول لنا أي شيء فعليه اللجوء إلى الآليات الدولية المعتمدة أما الأشياء الاخرى فلا داعي لها». ورأى المهدي إن وجوده داخل السودان أفيد بكثير من وجوده في الخارج. وكان زعيم حزب الأمة غادر البلاد في آب (أغسطس) الماضي وتوعد البشير باعتقاله ومحاكمته فور عودته وتقديمه الى محاكمة لتحالفه مع المتمردين. وطلبت السلطات من مسجل الأحزاب تجميد نشاط حزبه. وفي سياق آخر، أظهرت مجموعة ضخمة من الملفات المسرّبة وجود 209 حسابات مصرفية مرتبطة بالسودان في الفرع السويسري لمصرف «اتش.اس.بي.سي». وأظهرت بيانات مصلحة الضرائب، وفقاً لموقع الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين (ICIJ)، أن السودان يأتي في المرتبة 96 من بين الدول التي تملك أكبر حسابات بالدولار. وأظهرت الملفات أن حسابات السودانيين بلغ مجموعها 130 مليون دولار.
مشاركة :