لاحظنا جميعا التزايد الرهيب ببلدنا حاليا فى نسب الطلاق حيث أصبحنا نتعجب عندما نرى بعض الأزواج مستمرين فى الحياه الزوجية وكأن الطلاق أصبَحَ اسلوب حياة عكس ما كنا نسمع ونرى فى الأجيال السابقة، فنادرًا ما كنا نرى زوجين منفصلين و تعددت الأسباب الحالية المسببه للطلاق، فالبعض يُرجع السبب للظروف الاقتصادية وقسوتها والبعض الأخر يُرجعها لاستقلالية المرأة وخروجها للعمل والبعض يرى السبب فى تكاسل بعض الرجال وعدم تحملهم للمسئولية بالشكل المطلوب وآخرون يرجعون السبب لارتفاع نسب الخيانة الزوجية خصوصا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التى سهلتها بشكلٍ كبير.وفى حقيقة الأمر تعددت الأسباب والنتيجة واحده دمار بيت وتدمير نفسية أطفال أبرياء ليس لهم أي ذنب وبالتالي انهيار جيل كامل مما يؤثر على المجتمع ككل فهي دائرة واحدة فى نهايتها دمار دولة بأكملها.وفى الحقيقة أنا غير معترضة تماما على فكرة الطلاق فى حد ذاته ففي بعض الأحيان يكون الحل الأمثل فى حالة استحالة العشرة الطيبة بين الزوجين فهو أفضل بكثير من تواجد أطفال فى بيت مليء بالخلافات وخال تماما من المودة والرحمة فأساس الزواج كما نعلم هو المودة والرحمة كما ذكر الله عز وجل فى كتابه الكريم وإذا فُقدت المودة والرحمة والحب فالأفضل الانفصال ولكن بهدوء ورقي واحترام خصوصا فى حال وجود رابط أبدي بين الزوجين وهم الأولاد.لكن للأسف الشديد ما نراه جميعا الآن هو الكره الشديد والعند والقضايا بمحاكم الأسرة اكبر شاهد على ذلك فهي مليئة بقصص يندى لها الجبين والخاسر الوحيد فيها هم الأطفال الأبرياء.. اصبحنا نرى الصراع القاتل على حضانة الأبناء فكل طرف يريد الاستئثار بالأبناء ليس للحب الزائد لهم بل فقط لعقاب الطرف الأخر بحرمانه من رؤيتهم.والحقيقة أن عقلي لا يستطيع أن يستوعب مدى القسوة فى تعامل أب يتعمد حرمان أم من رؤية أبنائها وتشويه صورتها أمامهم لكي ينتقم منها والعكس صحيح عندما نرى أما تشوه صورة الأب في عيون أبنائِها لمجرد أنها انفصلت عنه وتريد أن تنتقم منه بحرمانه من أبنائه.يجب أن تعلموا يا سادة أن الانتقام الحقيقي فى مثل هذه الحالات هو انتقامكم من أبنائكم وليس من بعضكم البعض اعلموا انكم بمثل هذه التصرفات تقومون بتدميرهم نفسيا وتخلقون منهم اجيالا مشوهة بلا مشاعر لا يستطيعون ان يقدموا الحب لغيرهم، أجيالا لا تشعر بالأمان والاستقرار يملؤهم الشعور بالخوف والحرمان العاطفي لأن الطفل يحتاج إلى رعاية وحنان الأم لكي يشعر بالحب والحنان ويحتاج أيضا الى دعم ومساندة الأب لكي يشعر بالأمان والاستقرار ويجب ان لا نحرمه من الحنان والحب والأمان والاستقرار اي لا يُحرم من رعاية أمهِ وأبيهِ.لذا يجب أن تضعوا مصلحة أبنائكم فوق أنانيتكُم وتسلطكُم وإذا استحالة العشرة الطيبه بينكم فعليكم بالانفصال بهدوء دون مشاكل او قضايا أو عداوة. يجب أن تحافظوا على مساحة الصداقة بينكم من أجل مصلحة أبنائِكم والحفاظ على نفسيتهم يجب أن تقتسموا تربيتهم سويا وأن يقضوا الوقت بينكم بشكلٍ ملائم لظروفكم وظروف أبنائكم فكل شيء بالاتفاق يصبح سهلا وميسرا وبالفعل رأيت بعض حالات الطلاق بين بعض الفئات المثقفه انتهت بمنتهى الرقي وأصبحوا على علاقة طيبة بعد انفصالهما ويقتسمون سويا تربية أبنائهم بل إنهم يحرصون كل فترة على التنزه سويا او تناول الغداء او العشاء كأسرة طبيعيه مع أبنائهم .. وأنا أعلم جيدا أنه من الصعب تعميم هذه التجربة على جميع حالات الطلاق خصوصا فى حالة الإنفصال بسبب الخيانة الزوجية ففى هذه الحالة من الصعب جدا أن يصبحوا أصدقاء لكن على الأقل لا يجب ان تكونوا أعداء ولا تتعمدوا تشويه صورة بعضكم البعض فى عيون أبنائكم.نصيحتي لجميع الأزواج و الزوجات فى حالة رغبتكم بالانفصال حاولوا أن تفعلوا ذلك بهدوء ورقي كما ذكرت سابقا للحفاظ على سمعة أبنائكم وتذكروا أن الله غفور رحيم وأن التسامح من شيم الكرام وأنه فى يوم من الأيام سوف تقفون أمام الله ليحاسبكم على تقصيركم وظلمكم لأبنائكم فقد شرع الله الطلاق ولكنه ذكر أنه أبغض الحلال لأن الله عز وجل هو العالم القدير ببواطن الأمور ويعلم التأثير السيئ للطلاق على نفسية الأبناء وعلى كيان المجتمع ككل ولكنه سبحانه شرعه لكي يُستخدم فقط فى حالة استحالة الحياة بين الزوجين، تذكروا أن أولادكم أمانة وهبة من الله سوف يحاسبكم عليها بل إن أبناءكم أيضا سوف يحاسبونكم فى يوم ما على كل أفعالكم السيئة معهم.لذا أرجوكم أن تتذكروا دائما أن الطلاق لا يفسد للود قضية.
مشاركة :