في سياق قراءة حجم واقع العمل الإنساني في الدول العربية، سواء في الأنظمة والحكومات، أو من منظمات المجتمع المدني نحو المشروعات الإغاثية كافة أو التي تقدم كرعاية، وكذلك في مسار التنمية، لا يزال الإعلام الإنساني متأخراً عن اللحاق بالركب في هذا الاتجاه، ونشير هنا للجهات التي تهتم بالشأن الإنساني ومتعلقاته، كالتي تعني بالأخبار والتقارير عن مناطق الكوارث والأزمات، والمشكلات التي ترتبط بذلك كالنزوح واللجوء، وحجم تأثيراتها على الإنسان، إلى جانب التحديات التي ترتبط بالفقر والبطالة وغيرها، وكذلك تقديم تقارير محملة بمجمل المعلومات والأرقام التي ترتبط بها وبالمبادرات التي تقدم حلولاً تنموية لتدارك ولو بشكل طفيف هذا الواقع. من مقر المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، وبمشاركة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية نقدم هذا الأسبوع "ندوة الرياض"، حيث أكد المشاركون في الندوة على أن الإعلام الإنساني هو من يروّج لنتائج ما بعد النزاعات والكوارث وهو إعلام تفاؤلي وليس تشاؤمياً، حيث يهتم بمتابعة الأحداث وتقديم التقارير إلى المنظمات والهيئات لكشف حاجات الإنسان، ذاكرين أن هذا النوع من الإعلام يركز على جانب التسامح وقبول الآخر خاصةً فيما يتعلق بمشكلات النزوح واللجوء، مشددين على أهمية تفعيل الإعلام الجديد لإظهار الإنجازات خاصةً في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، وهو ما يسهم في كسب أكبر شريحة ممكنة من أفراد المجتمع. التركيز على جانب التسامح وقبول الآخر من خلال ما يشهده العالم من النزوح واللجوء مملكة الإنسانية في البداية قال الدكتور صالح السحيباني: الإعلام الإنساني له أبعاد كثيرة ولا يعني أن ننشر المآسي الإنسانية فقط ولكن يعني التوعية والإرشاد، وحينما أذكر الإعلام الإنساني فإنني أعني بذلك أربعة أبعاد هي: وقاية قبل أن تحدث الكارثة أو يحدث الحدث والنوعية التي يقابلها وصف للأحداث التي تكون من أجل تعزيز الدبلوماسية الإنسانية لمساعدة أولئك، ونحن في العمل الإنساني لا نصنف بل نترك للسياسيين تصنيفاتهم من حيث الطوائف والإرهابيين وغير ذلك من التصنيفات، إن جهود المملكة معروفة حيث مازالت المملكة تسمى بمملكة الإنسانية، وعندما نحاول نصنف جهودها نجد أنفسنا عاجزين إذ ليس من السهل أن نحدد بوصلة المملكة في العمل الإنساني، فإنها تعمل في جميع الاتجاهات شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً من دون من ولا أذى وغايتها الأساسية هي الإنسان، وأؤكد لكم أن المنظمة العربية التي يمتد تاريخها إلى 44 عاماً تم إنشاؤها عام 1975م، وأن ما تم إنجازه من أعمال وإنجازات بفضل الله تعالى ثم بفضل الدعم السخي من حكومة المملكة العربية السعودية إذ مازال هذا الدعم مستمراً، إضافة إلى جهود جمعيات الهلال الأحمر، والمنظمة العربية التي تعد مظلة لـ21 بلداً من خلال 21 جمعية للهلال الأحمر والصليب الأحمر اللبناني، كلها تعمل بجهود هذه الكوكبة وجهود الجمعيات الفاعلة في كل بلد. متابعة الأحداث وتقديم التقارير إلى المنظمات والهيئات المختصة لكشف حاجات الإنسان ليس إعلاماً تشاؤمياً وعن مفهوم الإعلام الإنساني أوضح بشير الرحماني: الإعلام الإنساني يهتم في الأساس بالعمل الإنساني والإغاثي وإبراز الدور الكبير للجمعيات العاملة في الميدان الإنساني، من هيئات ومؤسسات إنسانية وخيرية، كذلك يهتم الإعلام الإنساني بالترويج بمبادئ القانون الدولي الذي يعد لب الإعلام الإنساني، كذلك الإعلام الإنساني يروج لنتائج ما بعد النزاعات والكوارث وهو إعلام تفاؤلي وليس إعلاماً تشاؤمياً، وعادة ما نقرأ في الأخبار ونشاهد في الفضائيات الجانب السوداوي للقضايا الإنسانية، ونحن في الإعلام الإنساني نعمل على إلقاء الضوء على هذه المآسي، ولكن نحرص على إبراز الجانب التفاؤلي للأزمات، وأن أبسط مثال على ذلك في الإعلام الإنساني هو أننا لا ننشر صور الجرحى السيئة جداً المقرفة والمثيرة للحس الإنساني، وإذا كانت هناك جروح لأشخاص نحاول أن ننشر صورهم بعد إجراء العملية الجراحية حتى ننشر التفاؤل، بينما الإعلام العادي يحرص على الإثارة وهذه الإثارة ليست من العمل الإنساني في شيء، وكذلك يركز على الخروقات التي تتم ضد مبادئ القانون الدولي للإنسان، وأن في تركيزه على الخروقات لا يركز على النزاع من خلال تسميته بأسمائهم، ولكن يحاول التركيز على ضحايا الخروقات في النزاعات المسلحة، وضحايا خروقات أعمال العنف المتعددة التي تشهدها المنطقة العربية، إضافةً إلى ذلك يحاول الإعلام الإنساني التركيز على جانب التسامح وقبول الآخر خلال ما يشهده العالم العربي من موجات اللجوء، وموجات النزوح الداخلي القسري وغير القسري، وحالات اللا قبول في بعض البلاد العربية للاجئ كما نشاهد في لبنان، حيث هناك عدم قبول للاجئين السوريين، وكذلك في الأردن وفي العراق وليبيا، وهذه هي النقاط التي يركّز عليها الإعلام الإنساني. توثيق الحسابات الوطنية وتفعيل الإعلام الجديد لإظهار الإنجازات وكسب شرائح المجتمع وأكد على أن سبب تركيز الإعلام الإنساني على هذه النقاط تبرزه الأرقام، فإن 65 % من اللاجئين حول العالم من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأكثر من 40 مليون نازح داخلي، و68 مليون نازح قسري حول العالم، وأكثر من 3.1 مليون طالب لجوء وأغلبيتهم من منطقتنا العربية، وأكثر من 13 مليون عربي لا يدخلون المدارس، وهذا الرقم يشمل اللاجئين والنازحين وغيرهم، وأن أكثر من 85 % من المهجرين حول العالم يعيشون في البلدان النامية وأغلبهم في المنطقة العربية، على هذا الأساس يعمل الإعلام الإنساني على التركيز على القضايا والأزمات، ولكن من خلال الالتزام بمبادئ معينة هذه المبادئ التي نحاول من خلال هذه الندوة أن ننشرها ونروج لها. هناك من قام بتسييس مساعدات المملكة إلى اليمن الشقيق.. ما ينافي الحقيقة مرجع قانوني وحول ما يتعلق بالتركيز على الضحايا قال بشير الرحماني: لا نركّز على أطراف النزاع مرجعتنا هي القانون الدولي الإنساني، وأن مرجعية الإعلام الإنساني هو القانون الدولي الإنساني، كذلك الإعلام الإنساني يحتاج للعاملين بالحقل الإنساني من متطوعين وأطقم طبية وغيرها، ويعمل على عدم التحريض مهما كانت الخلافات السياسية بين الدول أو بين المجتمعات، لأننا نريد أن نخفف من معاناة الناس مهما كانت توجهاتهم ودياناتهم، مضيفاً أن الإعلام الإنساني يحافظ على ذوق المتلقي من خلال نشر صور تفاؤلية وليست صوراً مثيرة، إضافة إلى ذلك فإن الإعلام الإنساني يركّز على دور المهاجرين في مسار التنمية في الدول، والعجيب أنني قرأت خبراً أن اللاجئين السوريين دعموا البنك المركزي اللبناني بأكثر من 37 مليار دولار، فهذه إحصائية تبيّن أن اللاجئ ليس مشكلة على الدولة المستضيفة في كل الأحوال، أيضاً نجد في ألمانيا قبولاً كبيراً للاجئين لأنهم غطوا نقصاً كبيراً في هذه الدولة، مشيراً إلى أن الإعلام الإنساني بناء على تلك الإحصاءات والأرقام والمحددات التي ذكرتها يختلف من جهة إلى جهة، فاللجنة الدولية للصليب الأحمر في إعلامها الإنساني تركّز على القانون الدولي الإنساني بحكم أنها المهمة الحارسة للقانون الدولي الإنساني.. أما الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر فيركّز على جانب الكوارث، وكيفية تغطيتها إعلامياً أو أزمات الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، لأن هذا مجال اختصاصه. جسور شراكة وعن تجربة المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر تجاه الإعلام الإنساني قال عبدالمحسن الحارثي: المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر منذ أن تسلم زمام الأمور فيها الدكتور صالح السحيباني أنشأ إدارة عامة للإعلام الإنساني، وبدأ مفهوم الإعلام الإنساني ينتشر في الهيئات العربية للهلال الأحمر من خلال الورش التي تقام بين وقت وآخر ومن خلال الاجتماعات والندوات والمؤتمرات المعنية بالجانب الإنساني، وذلك من خلال منظومة الإعلاميين في هذه الهيئات للهلال الأحمر، وان هذه المنظومة والشبكة الإعلامية ترسخت بينهم العلاقات المهنية والشراكة الحقيقية في إبراز الإعلام الإنساني بشكله النبيل، ولدينا هنا في المنظمة مجلة «معكم» الإنسانية وهي تعنى برصد كل ما يتعلق ويدور بالساحة الإنسانية من أخبار وتقارير وتطلعات ومن آراء وأفكار، ومن كتاب نستقطبهم أن هذه المجلة هي مجلة ورقية ورقمية ونشرة أسبوعية إضافة إلى وجود إصدارات وكتيبات تعنى بالعمل الإنساني والتعريف بهم وبأدوارهم وبالحقب التاريخية المتلاحقة للعمل الإنساني، أيضاً أردنا أن نشرك زملاءنا خارج إطار الإعلام العام الذي كان عبارة عن فضاء مفتوح نتحدث فيه عن السياسة والرياضة وفي كل شيء ولكن حينما انخرطنا في خارطة العمل الإنساني أصبحت لنا حدود لا نستطيع تجاوزها، وذلك من خلال المبادئ السبعة للحركة الدولية التي تؤطر العمل الإنساني بشكل عام، وبالتالي نحن في الإعلام الإنساني أردنا أن نمد جسوراً من الشراكة مع الزملاء في الإعلام العام، مبيناً أن مشكلة الإعلام العام هو أنه يلقي الضوء على موضوع معين في فترة محددة جداً في بدايتها ثم يتناسى تدريجياً هذا الحدث حتى لو كان مأساوياً، بينما الإعلام الإنساني عكس ذلك يتابع الحدث ويقدم تقارير عنه إلى المنظمات والهيئات والمعنيين بمتابعة حاجات الإنسان أين ما كان، إضافة إلى ذلك فنحن لدينا مشروعات في المنظمة لن أتحدث عنها بل سيتحدث عنها الدكتور صالح بحكم أنه الأمين العام ولكننا في الإعلام الإنساني ندعم بقوة هذه المشروعات إعلامياً ونقدمها عبر مجلتنا ومواقفنا وعبر الورش في عواصم عربية مختلفة ما بين تونس وبغداد والقاهرة والآن سنعود إلى تونس في مؤتمر يقام هناك وهو مؤتمر كبير إعلامي بعد شهرين تقريباً. كرامة الإنسان وفيما يتعلق بمشروعات الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية التي نفذت على مستوى العالم لإغاثة ضحايا الكوارث واحتياجاتهم من الأمن الغذائي والإيواء والمخيمات وكذلك التعليم والصحة وغيرها، أكد عزام العبيد على أنه لدينا في مركز الملك سلمان للإغاثة والخدمات الإنسانية أهداف من المنشآت، وأهم هدف من أي منشأة هو إخبار الناس أولاً بالاحتياج الإنساني في أي دولة مستفيدة، وثانياً: أن نقوم بإبلاغ الناس بجهود مركز الملك سلمان للإغاثة والخدمات الإنسانية حتى يهتدوا بهذه الجهود، ثالثاً: إن نبرز قوة الإنسان ولا يعني أنه لاجئ أن نصفه بالضعيف، مبيناً أنه كانت لدينا حملة قبل شهر ونصف الشهر في مخيم الزعتري في الأردن وكان الهدف الرئيسي منها هو أن نقول للجميع أن اللاجئ قوي بل أقوى منك، وقمنا بتسليط الضوء على هؤلاء اللاجئين واللاجئات وقمنا كذلك بتصويرهم ليس بحثاً عن دمعة بل قمنا بالتركيز عليهم وعلى كفاحهم فهم لاجئون وهذا يعني أنهم عانوا أكثر منا في هذه الحياة التي ننعم فيها بالأمن والأمان، وهم اضطروا لمغادرة بلادهم مما سبب لهم صدمة نفسية فيهم لذا فإنهم بحاجة إلى رعاية وإلى سكن، ولكن في المقابل قمنا بالتركيز على طريقة كفاحهم حيث إنهم كافحوا من أجل إيجاد فرص عمل لأنفسهم وقاموا كذلك بتنشيط الاقتصاد في تلك الدول بدلاً من أن يكون في حاجة إلى من يعينهم في تلك الدول، فهذا هو الهدف ويجب أن يكون الهدف من الإعلام الإنساني هو خدمة الإنسان ويجب أن يكون الهدف من أي مشروع في الإعلام الإنساني حفظ وصون كرامة الإنسان بحيث يكون هذا الإنسان الذي عانى الأمرين اقوى من أي شخص آخر، إذا السؤال هو ما الهدف من أي مشروع؟، المطلوب أن نضع أهدافاً سامية إنسانية حتى نتحرك. عمل وليس تنظيراً وعن المشروعات والشراكات لتأسيس إعلام إنساني فاعل ومؤثر، قال الدكتور صالح السحيباني: في الحقيقة إن الحديث عن المشروعات طويل وكثير وليس له نهاية، وأنا شخصياً لا أحبذ الحديث عن المشروعات والإنجازات؛ لأنها تتحدث عن نفسها، مضيفاً أنه عن كيفية تعزيز الدور الإعلامي أرى أن مثل هذه الندوة جزء من هذه الاستراتيجية، ونحن في الحقيقة في ميدان العمل الإنساني تعلمنا أن نكون عمليين لا أن نكون مكتبيين منظرين، كذلك تتلمذنا على يد من يعملون في هذا المجال ولديهم خبرة طويلة في الميدان «الحركة الدولية في العمل الإنساني»، لا ينتظر الكتابة ورسم الخطط بل هو للاستجابة السريعة لتحقيق حاجته الملحة، ذاكراً أن الإخوة في وكالة الأنباء الكويتية سباقون بأن خصصوا قسماً للإعلام الإنساني ووضعوا مراسلاً في هذا الميدان ونجده دائماً في الميدان في مناطق الكوارث ورغم المخاطر فإنه يغطي هنا وهناك وراتبه من الوكالة الكويتية للأنباء، إضافة إلى ذلك نحن نطلب من إدارة الإعلام الإنساني أن يكونوا قريبين من الإدارة القانونية للقانون الدولي الإنساني ليشعرهم بحقوق الإعلامي، فالإعلامي الإنساني والمصور والصحفي فإنهم محميون دولياً، لذا فإن الإعلامي الذي يعمل في هذا الميدان له حقوق وأن جزءاً من عملنا هو أن نوعي هذا الشخص الصحفي أو الإعلامي من خلال إشراكه في دورات تدريبية في النشرات والمجلات. وأضاف: وسائلنا في هذا الجانب كثيرة وهي إصدار النشرات والمطويات وإصدار المجلات الدورية في مجال الإعلام الإنساني والكتابة في هذه الأشياء إضافة إلى دعوة القنوات الفضائية لتكون قريبة منا ومن شركائنا في الميدان، إلى جانب هذا وذاك نقوم بعقد الاجتماعات والشراكات المعنية والمهمة بالعمل الإنساني، ونحرص كذلك بجعل العمل الإنساني في رأس أوليات الاجتماعات التي تعقد في اللقاءات العربية، والآن عقدنا ثلاثة اجتماعات دولية للمنظمة العربية بحضور جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية في 21 بلداً عربياً، نضع على هامشها دورة في ورشة عمل في الإعلام الإنساني من أجل تعزيز التوعية في الإعلام الإنساني. إعلام جديد وأوضح الدكتور صالح السحيباني أن هناك توثيقاً للحسابات الوطنية وتصميم مواقع لها، وعندما نذكر الجمعيات الوطنية نقصد بها جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية، حيث اكتشفنا أن بعض الجمعيات ليست لديها موقع إلكتروني وهذا يجعلها لا تتواصل مع الخارج ولا تستقبل من الخارج، لهذا فإن من جهود المنظمة أنها تبنت بعض المواقع وأن من جهودها كذلك هو توثيق الحسابات وتفعيل الإعلام الجديد ونحرص كذلك على دعوة المشاهير الذين لهم تأثير في المتابعين، والهدف من ذلك هو الحديث عن إنجازاتنا لمحاولة الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة، ونسعى من وقت إلى آخر لاستقطاب واستيعاب كل متطوع يريد أن يقدم عملاً، حتى هذه الأخت التي تقوم بالتصوير الآن نطلب منها أن تعمل معنا متطوعة في الإعلام الإنساني، حيث لدينا شراكات مع اتحاد المصورين العرب لأن مواردنا المالية قليلة وأعمالنا كبيرة ولكن الآخرين لا ينتظرون هذه الموارد أن تأتي إليك غداً، والحل هو أن نوجد من هذه الإشكالات حلولاً، مشيراً إلى أننا استطعنا أن نتبنى فريقاً إعلامياً عربياً حيث بدأ الزملاء العمل في هذا الاتجاه، وأؤكد لكم بكل فخر أننا تجاوزنا 200 صحفي عربي متطوعين مع المنظمة العربية في 21 بلداً عربياً، وهذا جعل رصيد المنظمة في عام واحد يكتب عنها حوالي ثمانية آلاف خبر من جهات علمية تعمل على رصد ما يكتب عن هذه الجهات، وهذا يؤكد أن الاستراتيجية التي نرسمها كبيرة وهذا يحتم علينا أهمية الشراكات. وقال بشير الرحماني: إن الجامعة العربية هي الهيئة الرسمية لجميع الدول العربية أقامت مؤتمرها الأول في القاهرة -المؤتمر الإعلامي للترويج للعمل العربي المشترك-، وفي الأشهر المقبلة ستقيم المؤتمر الثاني، لكن للأسف نجد أن البُعد الإنساني غائب في هذا المؤتمر!. لا نواجه ضغوطاً وسأل الزميل صالح الحميدي: هل تواجهون ضغوطاً؟، وما هي أدواتكم الإعلامية التي يمكن أن تساعدكم للوصول إلى مدى أوسع؟. وأجاب الدكتور صالح السحيباني قائلاً: لا نواجه ضغوطاً من أي جهة كانت بحكم أننا نعمل في الحقل الإنساني، وأن أهدافنا واضحة ومشروعاتنا مكشوفة، وبالتالي نحن نتلقى دعماً ولا نتلقى أي عقبات تحول بيننا وبين عملنا في الإعلام الإنساني، ولكن نحن محكومون بمبادئ سبعة في قانون الحركة الدولية، وحينما تريد أن تعمل في الحركة الدولية سواء كنت إعلامياً أو موظفاً عادياً في قطاع من القطاعات فعليك أن تلتزم أولاً وقبل كل شيء جانب الحياد، واتذكر هنا قصة حصلت في فلسطين حينما استدعت امرأة كبيرة في السن الهلال الأحمر الفلسطيني لإسعافها، وكان الهلال الأحمر الفلسطيني في طريقه إلى تلك المرأة الكبيرة، وفي الطريق وجد إسرائيليين مصابين في حادث وقام باسعافهم أولاً ثم انتقل مباشرة إلى تلك المرأة؛ لأنه في الأساس يتعامل مع الإنسان الذي أمامه ولا يهمه دينه وجنسيته ومذهبه، وبالتالي نحن لا نواجه أي ضغوط، ولكننا نواجه تلك الحدود التي لا نتجاوزها في إعلامنا الإنساني، لنكسب ثقة كل الأطراف التي نتعامل معها، فنحن في هذه المنظمة مظلة لـ21 بلداً عربياً، وفي كل بلد عربي توجد هيئة للهلال الأحمر، وكلنا نشكل منظومة واحدة، وبالتالي لا تستطيع أن تخرج من الإطار المحدد حتى ولو كنت إعلامياً. عدم التحيز وعلّق مختار العوض قائلاً: نحن حركة إنسانية وأن عملنا لا يقوم بالحكم على قضية معينة وليس من اختصاصنا الدخول في الصراعات والنزاعات، وإنما اختصاصنا الاهتمام بالإنسان الضحية ونعمل كل جهدنا للوصول إليه، أن جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في العالم العربي هي الجهات المقبولة عالمياً بسبب التزامها بالمبادئ السبعة، وأهمها الحياد وعدم التحيز، ونحن لا نقف مع طرف ضد طرف أخر؛ لأن هذا ليس قضيتنا وإنما قضيتنا هو الإنسان الذي يعاني في وسط النزاعات أو في اطار كارثة معينة ويحتاج إلى إغاثة طبية أو غذائية، لذا لابد أن نكون محايدين، أما قضية الحكم على المواضيع الأخرى فهي من تخصص جهات أخرى ضمن إطار عملها، وإن الرجوع إلى القانونيين ليس هروباً من المسؤوليات وإنما لضبط مصلحاتنا وضبط مواقفنا ومنهم من قال: إن هذا يخالف مبادئ القانون الدولي وهذه التسمية خاطئة، وعلى سبيل المثال ففي إحدى القنوات الإخبارية الكبيرة جداً كان هناك صحفي تكلم ولكنه لا يفرق بين محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية وهذا ترويج لمصطلح خاطئ، وأنه من العيب أن نكتب ونحن في الحركة الإنسانية ملتزمين بالقانون الدولي ونخطئ في استعمال المصطلحات، لهذا يجب على الصحفيين أن يقرأوا مبادئ القانون الدولي حتى يستطيعوا أن يقدموا معلومة صحيحة للقارئ، والمعروف أن الجنايات الدولية تهتم بمجرمي الحرب ومحكمة العدل الدولية تهتم بالدول لهذا فإن رجوعنا إلى القانوني من أجل ضبط مصطلحاتنا وضبط مواقفنا والتركيز على مبادئنا الأساسية. ذراع إنساني وأوضح عزام العبيد أن العودة إلى الفريق القانوني ليس هروباً وإنما للتأكد من المصطلح المستخدم بحيث لا يخالف القانون الدولي والأعراف الدولية، وأن هذا المصطلح لا يخدش إنسانية الإنسان الذي تتحدث عنه، ولا يقلل من قدر الجمهور المستفيد من المشروع. وقال بشير الرحماني: اسمحوا لي أن أعطيكم مثالاً لمرافقة المهاجرين العابرين للحدود ونحن في جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر حركة إنسانية مستقلة، وإن الجمعيات الوطنية هي الذراع الإنساني للدولة، ولكن تحكمها الحراك الدولي لهذا فإننا عندما نتعامل مع المهاجرين والعابرين للحدود وفي البحار نسعى إلى توعيتهم بمخاطر الهجرة، ولكن لا أقول له لا تهاجر؛ لأنه حر ومن حقه أن يهاجر، وإذا دخل إلى الدولة التي هاجر إليها يجب أن توفر له الدولة الكرامة، فإذا جاء شخص لاجئاً إلى المملكة العربية السعودية فإنها توفر له الكرامة والعيش الكريم ولا تقول له لا تهاجر؛ ويجب أن أعطيه بيانات الهلال الأحمر الخاص بالبلد الذي يريد أن يهاجر إليه، هذا هو مجال عملنا، وهناك جهات أخرى مخولة بأن تتكلم عن مخاطر الهجرة والصعوبات التي يواجهها المهاجر في الطريق ونحن من مهامنا أن نوفر للمهاجر أو اللجوء العيش الكريم في المكان الذي هو فيه. ثقافة التطوع وتحدث عبدالمحسن الحارثي قائلاً: إن الإعلام الإنساني معني في الأساس بنشر ثقافة التطوع ونشر ثقافة الإنسانية ونشر ثقافة الايثار بين المجتمعات أما أن نقوم بتلميع الصورة لاي بلد من البلدان فهذا ليس من شأننا، ولعلكم تعلمون أن الإعلام أنواع وأشكال ولكننا سنبقى في دائرة الإعلام الإنساني بحكم التخصص، وحينما نقول نشر ثقافة لسنا مقتصرين على كتابة خبر صحفي أو تقرير صحفي وإنما نتجاوز ذلك إلى أشكال مهمة جداً قد لا يراها الإنسان تصب في صلب الإعلام لكنها أقوى أنواع الإعلام، عندما كنا في دبي كان الدكتور صالح السحيباني هو الملحق الثقافي هناك وكنت أعمل معه أقمنا معرضاً فنياً عن الحرمين الشريفين للفنانة السعودية سوزان اسكندر وكان المعرض يصور المشاعر المقدسة للحرمين الشريفين، وقد عملت الفنانة لمدة تسعة أعوام لإعداد هذا المعرض بشكل مهني وتقني رائع وتمت إقامة المعرض في سوق دبي، وفوجئنا برجل صيني يتجول ويقف أمام كل لوحة ولم يخرج من المعرض إلا بعد أن أشهر إسلامه بسبب تأثير العمل الفني الرائع في مشاعر هذا الإنسان، وإذا أعطيناه 100 كتاب عن الإسلام ربما لم يسلم في تلك اللحظة، ولكن اقتادته مشاعره الإنسانية من خلال ما رأى ومن خلال ما اندمج به، واعتدنا في الإعلام الإنساني أن نقيم مثل هذا المعرض الذي يجسد معاناة الإنسان سواء كان معرضاً تشكيلياً من إبداع الفنانين أو معرضاً فتوغرافياً بصورة حقيقية لمعاناة إنسان يتألم نازحاً مصاباً وجريحاً لاجئاً مشرداً أياً كان وضعه، لذلك استخدمنا الفن باعتباره رسالة إنسانية، وكما أشرت سابقاً أن البعض قد يرى أن هذا الفن بعيد عن مجال الإعلام، وأنا أؤكد أن هذا الفن يصب في صلب العملية الإعلامية بحكم أنه يخاطب وجدان الإنسان أينما كان. لا نُسيّس وحول من يتهم الإعلام بتسييس الإعمال التي يقدمها، وأن ما يقدمه الإعلام الإنساني هو عمل مسيس ولا علاقة له بالعمل الإنساني، أكد الدكتور صالح السحيباني في الحقيقة نحن ننطلق من قاعدة ثابتة ونحاول دائماً أن نعد الخبر من خلال مطبخ صحفي، وبالتالي فإن الذين يعدون الخبر تجدهم مروا بمراحل تدريب من أجل الحرص على المصداقية ولا تزج بصحفي جديد لم يتلق التدريبات الكافية، ولم يزاملنا ويعمل معنا في الميدان، وإنما يمر بمراحل تأهيلية، وكما أسلفت فإننا نعمل ضمن منظومة متكاملة ولا نريد لهذه المنظومة أن تنفرط في أي لحظة، مضيفاً أنه من حق أي صحفي أن يقوم بواجبه الوطني بأن يدافع عن وطنه وأن يكتب عن وطنه ضمن سياسة صحيفته وهذا من أبجديات العمل الصحفي، ولكن كيف أصف من دون أن أصنف وكيف أستطيع أن أكتب وأنقل؟، لهذا نحرص على إقامة الدورات ونسعى جاهدين على تقديمها، وبالتالي فإنه في هذه الحالة سيميل الصحافي تدريجياً من الجانب السياسي إلى الجانب الإنساني والإعلام الإنساني من خلال التأهيل واكتساب الخبرات واللقاءات المتعددة، وكلنا نعلم أن في الصحف اليومية الورقية والإلكترونية توجد صفحات خاصة بالأخبار السياسية، ونحن لا ندخل في غمار الأمور السياسية لأنها معقدة في عالمنا الحالي، لذلك نتركها للسياسيين الذين يجيدون الخوض فيها ونحن ندعي بأننا نجيد الخوض في الإعلام الإنساني الذي لا يخرج من إطار الأعمال الإنسانية البحتة، وهذا تخصص يتطلب أن يكون الصحفي الذي يعمل في المجال الإنساني متخصصاً في الإعلام الإنساني حتى يتجاوز جميع العقبات. توطين المساعدات وقال عزام العبيد: من أراد في أي وسيلة من وسائل الإعلام المحلية أو الإقليمية أو الدولية أن يسيّس المساعدات ضد المملكة عليه أن يعود إلى الأرقام لأن لغة الأرقام لا تحتاج إلى مجادلة وهي اللغة الدقيقة التي لا تشوبها كذب، وللأسف هناك من قام بتسييس المساعدات السعودية إلى اليمن وذكروا بأنها مرتبطة بارتباطات معينة لا أود ذكرها، وأقول لهؤلاء عودوا إلى الوراء وانظروا إلى المساعدات التي قدمت منذ سنوات طويلة للأخوة في اليمن، كذلك لدينا منصة المساعدات السعودية في موقع إلكتروني والرابط متاح للجميع الذين يريدون أن يطلعوا على الأرقام الدقيقة الخاصة بالمساعدات والخدمات الإنسانية البعيدة كل البعد عن المصالح السياسية وباللغتين، ونعمل الآن على الاستفادة من لغة ثالثة لذا أؤكد لكم أن الأمور واضحة والمعلومات دقيقة.. أما بخصوص توطين المساعدات فسأعطيكم ثلاثة أمثلة على عجالة إذ إن من أهم أهداف مركز الملك سلمان للإغاثة والخدمات الإنسانية هو توطين المساعدات الإنسانية وقد عمد المركز على إنشاء ثلاثة مشروعات في غاية الأهمية ومنها برنامج إعادة تأهيل الأطفال المجندين في اليمن ومراكز الزطراف الصناعية في اليمن ومشروع مسام لنزع الزلغام من الأراضي اليمنية، أما فيما يتعلق بالأطفال المجندين فنجد أن الاختصاصيين النفسيين المعلمات والمعلمين هم من اليمن يقومون بتدريبهم من أجل توطين المساعدات في اليمن، بحيث يصلون إلى مرحلة عدم احتياجهم إلى أحد لمساعدتهم، وفيما يتعلق بالأطراف الصناعية تقوم كذلك بتأهيل وتدريب الكوادر اليمنية على تعلم كيفية صناعة الزطراف الصناعية وتركيبها حتى لا يحتاجون في يوم من الأيام إلى أحد. وذكر أن مشروع مسام لنزع الألغام فهو مشروع يكون من عدة فرق يتجاوز عدد العاملين فيه أكثر من 400 شخص وهو عمل حساس، وقد استعنا كذلك بالجيش اليمني الوطني حتى يتعلموا كيفية نزع الالغام، لهذا أؤكد لكم أن توطين المساعدات هو أحد الأهداف المهمة لمركز الملك سلمان للإغاثة والخدمات الإنسانية ونحن نقوم بتنفيذ بشكل منظم. اهتمام ضعيف وعن استفادة المؤسسات الخارجية بدعم جهودها من خلال الإعلام الإنساني الذي تملكه، وما ملامح إمكاناتها قدراتها في هذا الصدد، أوضح بشير الرحماني أن الإعلام الإنساني مرتبط ارتباطاً مباشراً مع العمل الإنساني وكل المؤسسات الإنسانية كالمنظمة العربية وجمعياتها الوطنية والهلال الأحمر السعودي والشركاء الدوليين في الاتحاد الدولي، ومركز الملك سلمان للإغاثة والخدمات الإنسانية، مضيفاً أن الإعلام الثاني هو ذلك الإعلام الذي يواكب أعمالهم ويحاول أن يصنع اللحمة بين هذه المؤسسات والسلطة بحكم أن الحركة الدولية وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر الذراع الإنساني للدولة، ولكن للأسف الشديد نجد أن الاهتمام بهذه الجمعيات في بعض الدول العربية ضعيف جداً، وبعض وظائفها المهمة تعطى للحماية المدنية مما أدى إلى إضعاف نشاط جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في بعض الدول العربية وإنها غير منفتحة على الجهود بسبب ضعف نشاطاتها. اهتموا بالمتطوعين وشدّد الدكتور صالح السحيباني على أنه يجب الاهتمام بما يتعلق بالمتطوعين الذين يعملون بجهد وتفانٍ، لابد من إبراز جهودهم، إضافة إلى الزشخاص الذين يعملون في الإسعافات وفي الإغاثة، يجب علينا وعلى الصحفيين أمثالكم إلا ننساهم وأن نذكرهم من وقت لآخر بالرغم من أنهم ليسوا لحاجة، والاهتمام بهم يعزز من دورهم ويستجلب أشخاصاً جدداً، وأن المشكلة التي يعاني منها المتطوعون هو الاحتراق النفسي، فمثلاً الأزمة في سوريا لها أكثر من سبع سنوات، حيث أصبح الذين يعملون في الإغاثة والعمل الإنساني في حالة تعب وإرهاق شديدين، إذ كانوا يظنون أن الأزمة ستستغرق عاماً أو عامين، ولكن للزسف استمرت أكثر من ذلك، واتضح أننا نهتم بالبعيد ونعالج المصابين وننسى القريبين من حولنا، لذلك نجد المنظمة العربية اهتمت بهؤلاء ومعالجة احتراقهم النفسي، وتبنت مشروعهم بدعم المملكة العربية واستضافت كذلك ذوي الشهداء الذين استشهدوا في الحد الجنوبي للحج والعمرة ومن هذا التكريم تمت زراعة ألف شجرة على عدد الذين استشهدوا في جبهات القتال. ورش عمل وقال عبدالله الحمد: إن مفهوم الإعلام سابقاً كان يقتصر على إدارة علاقات عامة تعنى بإرسال الأخبار إلى وكالات الأنباء وإلى الصحف وينتهى دوره عند هذا، وهنا أدركت المراكز والعديد من الجهات بأهمية إدارات الإعلام التي تعنى بنقل الصورة كما هي وليس مجرد خبر عابر، مضيفاً: نحن في الإعلام الإنساني أقمنا ورش عمل تدريبية لأشقائنا العرب في عواصم عربية مختلفة حيث اشتركنا مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومع الاتحاد الدولي للصليب الأحمر من خلال الشراكة الفاعلة بيننا وبينهم، لا نريد تجاهلهم بل نسعى إلى بناء جسور، ومد جسور بيننا وبينهم، إذ استعنا بخبراء منهم لتدريب منسوبي الجمعيات الوطنية العربية للهلال الأحمر حيث كانت هذه الخطوة طيبة، ومازالت بيننا وبينهم شراكة بحيث أصبحوا يدعوننا ونحن ندعوهم، وهذه المنظمة انتقلت من الإعلام إلى التدريب باعتبار أن التدريب يعد شيئاً مهماً جداً، ولقد لاحظتم أن جمعية الهلال الأحمر السعودي وقعت اتفاقية مع مركز التدريب، ونحن يتدرب لدينا كثيرون سواء من طلاب الجامعات أو المواطنين الآخرين، وتقام في الجمعية من وقت لآخر تدريبات على الإسعافات الأولية كتوعية للجمهور خصوصاً العنصر النسائي لأنها في البيت ربما يتعرض أطفالها لبعض الأذى وبالتالي لا بد من أن يكون لديها فكرة. وتساءلت الزميلة فدوى المهدي قائلةً: هل يعد إعلامنا اليوم إعلاماً إنسانياً بنسبة جيدة أم أنه إعلام قائم على صناعة المصالح الذاتية؟. وأجاب مختار العوض: نحن نقوم بعمل يتعلق بحشد الدعم للعمل الإنساني وإبراز الأعمال الإنسانية، ونسعى كذلك لمعالجة الكثير من القضايا، ونعمل كذلك على نشر الوعي السلوكي بين المجتمعات خصوصاً تلك المجتمعات التي تعاني من ويلات النزوح، ومن الضروري يكون الإعلام على اتصال مستمر مع هذه المجتمعات بوضع حد لأي مشكلة إنسانية.. موقف ثابت وحول دور الإعلام في حماية المنظومة الإنسانية والمساهمة في تطوير القوانين الجنائية التي تحرم جرائم الإبادة البشرية البشعة وجرائم الحرب، قال عبدالمحسن الحارثي: لو التزمنا بمبادئ القانون الدولي الإنساني لأصبحت الدنيا بسلام حتى لو عانت من بعض الحروب والنزاعات، ولكن هناك من يخترق مبادئ القانون الدولي ولا يعبأ بها وبالتالي يصبح هذا القانون الدولي، والمشروعون عاجزين عن محاسبة المتسببين في معاناة الإنسان في كثير من بلدان العالم، وكما أن العالم لم يتفق على تعريف مفصل لمعنى الإرهاب حتى الآن حيث نجد هناك من ينظر إليه بأنه المقاومة وآخر يفسره بأنه إرهاب، وهناك أيضاً إرهاب الدولة، والإرهاب الفردي، والجماعات الإرهابية الخارجة عن القانون، وبالتالي أصبحت المعاناة مضاعفة لدى الإنسان من خلال عدم تحديد دقيق والتزام دقيق بمبادئ القانون الدولي الإنساني خصوصاً في النزاعات، أما فيما يتعلق بمسألة الإبادة الجماعية فلها العديد من التفسيرات فمنهم من يراها أنها مطاردة لفلول إرهابية مختلفة في مواقع مختلفة لا يعبأ بها ولا يعترف بها بأنها إبادة جماعية، حتى لو كان يعرف في داخله ما قام به من فعل هو إبادة جماعية، ولا شك أننا في عالم مضطرب وأنه من المؤسف أن معظم من يخترق القانون الدولي هي الدول العظمى في عالمنا ويتسبب في معاناة الإنسان، ونأمل أن يكون هناك موقف ثابت وواضح للكثير من المنظمات الحقوقية والدولية أمام انتهاكات القانون الدولي أو الإبادة الجماعية، سواء كانت جرائم حرب، أو إبادة جماعية أو تشريد أو تهجير، أو تدمير. مبادرة وشكر وعن مبادرات المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر تجاه الإعلام الإنساني، وتبني بوادر إنشائه، أكد عزام العبيد على أن المبادرة مطلب، لهذا نشكر المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر على هذا الإنجاز، وأن أي مبادرة فيما يتعلق بالإعلام الإنساني وغيرها من المبادرات فإنه من المؤكد أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية سيرحب بها، وسيقوم بدراستها مع أي شريك. وفيما يتعلق بالعلاقة التكاملية ما بين وسائل الإعلام التقليدية والجديدة لمساندة الإعلام الإنساني، أوضح مختار العوض أن هناك إعلاماً شاملاً وإعلام متخصصاً، وقد يكون إعلاماً إنسانياً أو إعلاماً ثقافياً أو رياضياً، أما الإعلام الشامل فقد كان يقوم على خطط معينة ننطلق منها، ووضع بصمة عامة وليست إنسانية، والهدف هو تحقيق الربح للصحيفة، وأنه من دواعي سروري أن الصحافة السعودية مازالت تدور في إطار النظام الدولي، وتلتزم بالقيم الإعلامية المعروفة.الإعلام الإنساني يصف ولا يُصنِّف..! قال بشير الرحماني: إن أول مبدأ يلتزم به الإعلام الإنساني أنه إعلام يصف ولا يصنف، وأقرب مثال الأزمة اليمنية، فنحن في المنظمة العربية من خلال الترويج للإعلام الإنساني حينما نناقش الأزمة اليمنية لا نسمي أطراف النزاع بمسمياتها؛ لأن ما يهمنا هو أن تصل الإغاثة والمستلزمات الطبية والصحية والإغاثية وكل مصادر العيش الكريم للضحية مهما كان، لأن التركيز على أطراف النزاع سيمنع المنظمة من أن تكون طرفاً من أطراف النزاع، وعندما نقول المنظمة نقصد الجهات المكونة لها مثل الهلال الأحمر السعودي، أو الهلال الأحمر اليمني، أو الهلال الأحمر السوري في سورية. وأضاف أن من مبادئ الإعلام الإنساني عندنا أن مادتنا الإعلامية يكتبها الإعلامي ويراجعها القانوني خصوصاً أننا عندما نكتب موضوعاً معيناً نعطيه للمستشار القانوني ليراجعه، والسبب في ذلك هو أننا عندما نقرأ الصحف، أو نسمع التلفزيون أو الإذاعة نرى كثيراً من الخلط في المصطلحات حيث نسمي المهاجرين غير النظاميين، في حين انتشر في الإعلام مصطلح غير الشرعيين يعد حكماً قيمياً على الإنسان، ولا ندري ما السبب الذي جعل هذا الإنسان يهاجر فهو له مبررات مشروعة مثل الفقر والنزاعات الداخلية والحروب، ولكن نسميه غير نظامي؛ لأنه دخل دولة أخرى بطريقة غير قانونية، وهذا المصطلح يؤدي إلى صون كرامة الإنسان، وكذلك نجد أن كثيراً من الصحفيين لا يفرقون بين اللاجئ والنازح، ونراهم يخلطون بين النازحين واللاجئين. وأشار إلى أن اللاجئين هم الذين انتقلوا من بلدهم إلى بلد آخر، أما النازح فهو الذي ينتقل من مدينة أو منطقة إلى منطقة أخرى داخل البلد الواحد، إن استخدامنا لهذا المصطلح يعطي المعنى الصحيح للناس والقراء حتى يفرقوا بين المصطلحات أيضاً لغة خطابنا يجب أن تكون لغة إنسانية ويجب أن نركز على الجانب التفاؤلي حتى لا نُثير الناس من خلال صور معينة أو قضايا أخرى مثل الإشارة إلى الطوائف والقبائل والأنظمة وإبراز صور مثيرة جداً مما تؤدي إلى إشعال نار الإثارة داخل هذا الإنسان، ولكن تأكدنا من خلال دراسات أن هذه الإثارة ستختفي بعد أسبوع أو أسبوعين. وتابع: في الحقيقة أعجبتني صورة نشرها مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز وهي صورة لشخص ضحية تمت زراعة أطراف صناعية له، وأصبحت هذه الصورة أفضل بكثير من أن ننشر له صورة وهو جريح، لأن الناس سيرون نتيجة عملك وسيقدمون على التبرع، وهذا هو المطلوب لأن العمل الإنساني والأزمات الإنسانية بحاجة إلى دعم مادي.مشروعات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تجاوزت 518 مشروعاً عن مركز الاتصال والإعلام الدولي بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ذكر عزام العبيد أن مركز الملك سلمان للإغاثة والخدمات الإنسانية يقدم العمل الإنساني بحياد دون تمييز ومن دون الوقوف مع جانب دون جانب. وأضاف أن مشروعاتنا تجاوزت 518 مشروعاً حتى الآن فيما يزيد على 42 دولة، ونتعامل كذلك مع يزيد على 125 شريكاً تشمل المنظمات الدولية والعربية والإقليمية والمحلية في الدول المستفيدة، وأن شريحتي المرأة والطفل حظيتا باهتمام كبير جداً من مركز الملك سلمان للإغاثة والخدمات الإنسانية ودائماً نكرر أن السبب واضح لهذا الاهتمام بالمرأة؛ لأنها تشكل نصف المجتمع وهي التي تربي النصف الآخر والطفل هو مستقبل أي مجتمع، فبالتالي فإن التركيز على المرأة والطفل سببه واضح لدينا في مركز الملك سلمان للإغاثة والخدمات الإنسانية. وأشار إلى أن لدينا في المملكة ما يزيد على مليون ومئة ألف لاجئ وهذا العدد قد يخفى على الكثيرين وهم من سورية واليمن ومن ميانمار، ولكن في العرف الدولي هم لاجئون ونحن هنا في المملكة لم نطلق عليهم اسم لاجئين وإنما أسميناهم زائرين وذلك حفاظاً على كرامتهم، وفي العديد من دول العالم - وهذا ليس تقليلاً من شأن هذه الدول - تم وضع هؤلاء اللاجئين في مخيمات، ونحن لم نضع أي زائر من الزوار في أي مخيم من المخيمات، بل انخرطوا مع أفراد المجتمع ويحظون بالخدمات الطبية بشكل مجاني وتعليم مجاني، ولهم الحق في المنافسة على الفرص الوظيفية بشكل مجاني، ولعلكم تدركون أن رقم مليون ومئة ألف شخص هو رقم كبير وليس رقماً قليلاً، والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل التقى أحد السعوديين أو المقيمين لاجئاً في المملكة؟ الإجابة واضحة لا؛ لأنهم انخرطوا مع أفراد المجتمع ولا نفرقهم عن أفراد المجتمع. وحول عدم التصنيف قال: مهم جداً وكذلك موضوع الحياد مهم جداً، وإن خير مثال على حيادية المركز وموضوعية المركز في العمل الانساني هو مستشفيان في صعدة وحجة باليمن، وكلنا نعلم أن صعدة وحجة تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وهذان المستشفيان تقوم المملكة حتى الآن بتشغيلهما ودعمهما من دون حياد وتحيز، وهذه النقطة تثبت أن المملكة بعملها الإنساني ومن خلال ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة والخدمات الإنسانية لم تقف مع جماعة دون جماعة في تقويم خدماتها الإنسانية والإغاثية.دور المملكة في ريادة العمل الإنساني.. تاريخ طويل أكد الدكتور صالح السحيباني على أن دور المملكة العربية السعودية في ريادة العمل الإنساني لا نستطيع أن نؤرخ له، فالمملكة هي قبلة للعمل الخيري والإنساني، وعندما أقول إنها قبلة أو منصة دولية للعمل الإنساني فلن تستطيع الجمعيات الخيرية حصر وتحديد جهودها في الأعمال الخيرية، حيث نرى دخول جمعية جديدة كل يوم، وأن البلد برجاله ونسائه وأبنائه صغاراً وكباراً كلهم يهتمون بالعمل التطوعي بل هو مزروع فيهم منذ الصغر. وقال: عندما نأتي إلى القيادة الرشيدة لحكومة المملكة العربية السعودية على رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فهو - لمن لا يعرفه - أول من تولوا عملية دعم اللجان الشعبية في فلسطين والجزائر، ثم تاريخ عريق جداً أهّله بكل جدارة لأن يفوز بجائزة الملك فيصل للعمل الإنساني، إضافةً إلى جهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء في دعم العمل الإنساني، إذ لا يكاد يمر أسبوع في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلاّ ونرى الوفود الكثيرة التي تأتي من جميع أنحاء العالم ليستفيدوا من المشروعات والبرامج التي يقدمه هذا المركز الوليد الذي حقق العديد من الإنجازات الكثيرة والكبيرة، حتى أصبح كأن له عقوداً من الزمن نتيجة للعمل الذي يقدمه من المشروعات النوعية أو المبالغ المالية التي تقدم بسخاء من دون منّ ولا أذى، ومن دون أن نحدد بوصلته؛ لأنه يسير في كل الاتجاهات في الشمال والجنوب وفي الشرق والغرب وإلى كل الناس. وأضاف: الآن توجد العديد من الجهات الدولية قريبة من هذا المركز، والتي تعمل في العمل الإنساني ما كان لها أن تكون هنا لولا انفتاح المملكة وجهودها والتسهيل لها أن تعمل داخلها، وكثير من المآسي التي كادت أن تكون مؤلمة جداً، خاصةً في منطقتنا العربية لولا دعم وجهود المملكة ومناصرتهم في كل الاتجاهات. وأشار إلى أن تاريخ المملكة العربية السعودية في العمل الإنساني طويل وحافل بالعديد من الإنجازات، ولا أستطيع أن أختزله في دقائق، بل يحتاج كتباً كبيرة، مُسجلاً من هذا المنبر كثيراً من الفخر والاعتزاز بجهود المملكة في العمل الإنساني وعلى رأسهم دعم المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر التي تعمل منذ 44 عاماً، ومازالت تحظى بالدعم السخي من حكومة خادم الحرمين الشريفين. وقال عزام العبيد: إن الملك سلمان بن عبدالعزيز يعد الأب الروحي للعمل الإنساني في المملكة، والدليل على ذلك هو رئاسته لجاناً شعبية عدة عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، مضيفاً أن العمل الإنساني السعودي هو عمل ممتد منذ سنوات طويلة.انطلاق مشروع محطات القصص الإنسانية.. قريباً أوضح عزام العبيد أن هناك مشروعاً حيوياً سنطلقه خلال الأيام المقبلة وقد اكتمل قبل أسبوعين وهو مشروع «محطات القصص الإنسانية المختلفة»، وهو مشروع إعلامي بحت، وسنسلط الضوء من خلاله على الجانب الإيجابي والخفي عن أوضاع اللاجئين والأشخاص الذين يعانون من النزاعات والصراعات سواء في دولهم أو في مواقع اللجوء في دول أخرى. وقال: اخترنا نحو 15 محطة تحتوي مشروعات لمركز الملك سلمان للإغاثة والخدمات الإنسانية، وسنقوم من خلال هذه المحطات بتسليط الضوء على قوة اللاجئ وقدرة تحمله، وأول قصة هي قصة خاصة بلاجئة سورية من درعا في مخيم الزعتري، وإن هذه القصة ستجعل أي شخص يتساءل بعد مشاهدتها وهي لم تستغرق أكثر من دقيقة ونصف الدقيقة فقط، وسيقول المشاهد لهذه القصة: «أنا إيش ناقصني»، وسيقوم الشخص بعد مشاهدة المقطع بترك الجوال والآيباد وأي جهاز آخر يرى من خلاله هذا المقطع ويغيّر حياته بشكل كامل؛ لأن فاطمة التي رأيتها بأم عيني وجلست بجوارها في مخيم الزعتري وهي من البنات العاملات التي تعلمت اللغة لوحدها حتى أصبحت مترجمة للمنظمات العاملة في المخيم بالساعة، وتقوم بتدريس اللغة الإنجليزية - خصوصي - مجاناً لأطفال اللاجئين، إضافة إلى ذلك فهي طالبة تدرس التمريض، فهذه الفتاة وقصتها مثال للعديد من القصص التي ستخرج إلى النور، وكلها قصص تظهر لنا مدى قوة اللاجئ المحتاج، وتكشف لنا أنه ليس محتاجاً بل أعطاه الله فرصة أن يثبت للعالم كله بأنه أقوى من الكثيرين من الناس الذين ينعمون بالأمن والأمان.المشاركون في الندوة الدكتور صالح السحيباني الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر عبدالمحسن الحارثي مدير الإدارة العامة للإعلام الإنساني بالمنظمة العربية للهلال الأحمر بشير الرحماني مدير الإعلام الجديد بالمنظمة العربية للهلال الأحمر مختار العوض مدير تحرير مجلة معكم ومستشار إعلامي عبدالله الحمد مدير الشؤون الفنية بالمنظمة العربية للهلال الأحمر مهند باريان مخرج بالمنظمة العربية للهلال الأحمر عزام العبيد مدير مركز الاتصال والإعلام الدولي بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبدالمجيد الحميضي أخصائي تواصل دولي بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية د. صالح السحيباني وعبدالمحسن الحارثي وبشير الرحماني والزميلة نوال الجبر حضور الندوة من جانب « الرياض» عبدالمجيد الحميضي وعزام العبيد حــضـــور«الرياض» نوال الجبر عذراء الحسيني فدوى المهدي صالحة العتيبي صالح الحميدي مفضي الخمساني
مشاركة :