«اللي ما يشتري لا يتفرج»!

  • 1/25/2019
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر كثيرون - وأنا منهم - التسوق تسلية، ليس بالضرورة من خلال الشراء، وإن كان امتلاك الأشياء التي نحبها يمدنا بالسعادة وهذا موضوع آخر، ولكن من خلال التسكع في المحال والبوتيكات والمولات والفرجة على البضائع والناس.اعتدنا على هذا السلوك داخل الكويت وخارجها، فرغم توافر الكثير من البضائع في الكويت، إلا أننا نحرص على اقتنائها من الخارج، معللين ذلك باختلاف الأسعار من دون الأخذ بتكاليف السفر في الحسبان باعتباره سياحة.دفعتنا السياحة الشرائية إلى السكن في فنادق ملحقة في المولات، لأنها أكثر قدرة على إدخال السعادة والسرور بممارسة سلوكنا في التفرج والشراء و«اللي ما يشتري يتفرج».جميع ما سبق يحدث هنا، لا مكان له هناك، في العالم الآخر، خارج العالم الذي نعيشه والذي يعج بـ«الحلطمة» و«التطنيش»، يحدث التغيير، في سلوك البشر، ثم يتم تصديره لاحقاً، أو استيراده بالتقليد، في مطلع العام الحالي، لاحظت خلال تواجدي في نيويورك أن الكثير من المتاجر العالمية الضخمة والوكالات الكبيرة قامت بإغلاق أبواب محلاتها وبوتيكاتها نهائيا أمام الزوار، هروباً من تحمل تكلفة الإيجارات المرتفعة وأجور العاملين و و و... لتبدأ نهجا جديدا من التسوق الإلكتروني فقط من دون وجود بديل واقعي، فالتكنولوجيا هي واقع الذين لا وقت لديهم للذهاب إلى السوق في مواعيد إغلاقه وإشغاله، لكنهم في المقابل لديهم وقت في تصفح الصحف الورقية، أثناء تنقلهم إلى أعمالهم بوسائل المواصلات العامة... ألم أقل انه عالم آخر!أما نحن، السباقون - دائماً - نحو السوق والتسوق الالكتروني أيضاً، فلا دافع لدينا نحو التوجه الفعلي له سوى هوس الاقتناء والامتلاك، والتكدس والشكوى من قلة المساحات والوقت!نهدر أوقاتنا في السوق، ولا نجد وقتاً لتصفح جريدة، لنظل دائماً وأبداً نتسكع في الأسواق و«اللي ما يشتري يتفرج» بينما هم حسموا أمرهم في إغلاق أبوابهم فـ«اللي ما يشتري لا يتفرج».هل يشهد العالم تحولاً نحو التسوق الإلكتروني، يوازي انحسار المتاجر الحقيقية، توفيراً لتكلفة العمالة والإيجارات الباهظة؟ توحيد العالم أمر صعب جداً في العالم، ولكن تبادل أدوار مناطقه وبقاعه حسب سلوك شعوبها، فالمتجر الذي يغلق أبوابه لديهم، يفتح فرعا له لدينا، ضمن لعبة الأرباح والخسائر، لأن مصائب قوم عند قوم فوائد، وعليه، لا نستبعد أن يصبح لإحدى الماركات العالمية بوتيك وحيد في العالم موقعه الشرق أوسط!

مشاركة :