.. ونواصل الحديث عن مكافحة الفساد من حيث انتهى بالأمس. إذ قال معالي رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد بن عبدالله الشريف في إجابته على ما شرحه الشيخ إبراهيم أفندي: «أبدأ من فقرة أن الفساد أصبح مؤسسيا وهذا الكلام نسمعه طبعا ونسمع كثيرا أن الفساد لا يحتاج دليلا، الفساد ظاهرة لكننا لم نلمس من المواطنين ما ينبغي من التدليل على قضايا معينة بذاتها قضايا ملموسة وليس كلاما كالذي يقال إنه موجود ولا يحتاج دليلا، وظاهر كالشمس، نسمع هذا الكلام مثلكم لكن الفساد يحتاج لضبط الأشخاص وإنها مهمة تحتاج إلى دليل». وهنا أقول لمعالي رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد: لقد فعلتها ذات عام، لمصلحة عكاظ وكانت النتيجة أن غضب علي الوزير الذي أصر موظفه على طلب المبلغ، وعنفني معلمي الذي لم ترق له فعلتي.. وأسوأ من هذا وذاك أن جميع المصالح بمن فيها من مسؤولين وحتى صغار الموظفين وقفوا مني موقف العداء، حتى بعدما تحولت إلى صاحب مؤسسة تجارية ومطبعة خاصة كان الجميع يقف مني ومن التعامل معي موقف الرفض لدرجة أنني اضطررت بعد ذلك لإغلاق المؤسسة وتحويل المطبعة الكبيرة التي كنت أؤمل أن أحصل لها على عمليات طباعية كبيرة تتناسب وقدراتها الكبيرة إلى مطبعة صغيرة تتعامل مع المؤسسات الأهلية العائدة لأصدقائي أو طباعة الأبواك وكروت الفيزيت. وهنا أسأل معالي رئيس الهيئة: كيف تريد من المواطن أن يتورط بالتبليغ.. ومن الذي سيحميه من عدوان إخوان الشياطين؟ ولئلا أطيل فسأكتفي بتعليق صاحب المعالي الدكتور الحبيب ناصر السلوم وزير المواصلات السابق الذي قال خلال الحوار: «في البداية أهنئ الجميع على الفتاة السعودية، بصراحة مشاركتها التي سمعتها شيء يثلج الصدر، وربنا يوفقهن إن شاء الله، والمرأة هي الأم وهي الأخت وهي الزوجة وهي الصديقة وهي الحبيبة وهي البنت أيضا، ومكانتها كبيرة والحقيقة لها دور كبير جدا في مكافحة الفساد، والهيئة عندما أنشئت هذا اعتراف بأن هناك فسادا، وبالتالي مكافحة الفساد، والفساد لا يمكن تصنيفه، هو عام، وبالتالي في أي جزء، لا أقول فسادا إداريا أو فسادا ماليا، ثم إن الدولة عليها واجبات ولا أضع كل شيء على المواطن والذي يعاني كثيرا في معالجة أموره الخاصة، فلذلك على الدولة أن تمارس عملها وتؤدي دورها في مكافحة الفساد، والفساد أراه منتشرا بشكل كبير جدا، ونسأل الله أن يوفق الجميع». السطر الأخير: كان للنبي عليه السلام غلام يقال له مدعم، وفي إحدى الغزوات أصابه سهم وهو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات. وجاء أصحاب الرسول يعزونه في خادمه، ويقولون: هنيئا له يا رسول الله لقد ذهب شهيدا ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أجابهم قائلا: «كلا، إن الشملة التي أخذها من الغنائم يوم خيبر، لتشتعل عليه نارا».
مشاركة :