قال لـ"الاقتصادية" مختصون إن النفايات الإلكترونية تعتبر ثروة معدنية ضخمة بسبب العوائد الكبيرة الناتجة عن إعادة تدويرها، خاصة بعد أن ارتفعت نسبة المخلفات، التي نتجت عن سرعة نمو الصناعات التحويلية عالميا، وزيادة التطور التقني، مؤكدين أن القطاع به ثروات مهدرة وفرص ذات عوائد مالية كبيرة تنتظر من يستثمرها. وأوضحوا، أن إعادة تدوير هذه النفايات تمثل تحديا أمام الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، بسبب تراكمها وصعوبة التخلص منها، ما تتسبب في مخاطر بيئية وصحية، وتشمل مخلفات الأجهزة الإلكترونية والكهربائية بأنواعها. وقال حسام الغامدي المحلل الاقتصادي، إن النفايات الإلكترونية ثروة ضخمة، خاصة بعد أن ارتفعت نسبة المخلفات الإلكترونية التي نتجت عن سرعة نمو الصناعات التحويلية عالميا مع زيادة النمو الاقتصادي وارتفاع معدل التطور التقني، موضحا أن المملكة استوردت في عام 2018 هواتف نقالة بلغت نحو 20 مليون هاتف بقيمة تجاوزت 17 مليار ريال، وفي عام 2017 بلغت الواردات من الجوالات أكثر من 25 مليونا بقيمة تجاوزت الـ 18 مليارا، مشيرا إلى أن حجم النفايات الإلكترونية والكهربائية في المملكة يمكن معرفته من خلال عدد مشتركي خدمة الجوال، التي تجاوز 42 مليون مشترك مقارنة بعدد الأجهزة الإلكترونية التي سيتم استخدامها وارتفاع عدد المشتركين يؤدي إلى زيادة الإنتاج النفايات الإلكترونية. وأضاف، أن النفايات الإلكترونية هي كل ما انتهت صلاحيته من أجهزة إلكترونية وكهربائية، لذلك لا بد من تنفيذ حملات وبرامج توعوية عامة حول مخاطر هذه النفايات، والفرص الاستثمارية عند إعادة تدويرها والاستفادة منها، التي تفتح مجالا جديدا أمام المستثمرين لضخ استثماراتهم، معتبرها ثروات ضخمة مهدرة رغم نموها المطرد. وأوضح، أن إعادة التدوير يمثل تحديا أمام الدول المتقدمة والنامية بسبب مخاطرها في ظل النمو السريع للتكنولوجيا، وذلك لأن للنفايات الإلكترونية مخاطر بيئية وصحية بسبب تراكمها وصعوبة التخلص منها، وتشمل مخلفات الأجهزة الإلكترونية والكهربائية بأنواعها. من جانبه، قال محمد أبو داود المختص في مجال التدوير الإلكتروني، إن عملية إنشاء مصنع لإعادة تدوير المخلفات الإلكترونية، مكلف جدا ويتطلب توفير معدات وعمالة، إلا أنه يحقق عوائد ضخمة، مبينا أن أرباح مشاريع إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية بالملايين، وذلك لأن النفايات تحتوي على معادن وخامات يمكن استخراجها وبيعها بأسعار مرتفعة، عبر تفكيكها واستخراج المعادن والخامات منها، مثل الألمنيوم والنحاس، وإعادة بيعها للشركات والمصانع المتخصصة لتزويد المصانع المختلفة بالخامات اللازمة للإنتاج. وأشار إلى أن خطورة هذه النفايات تكمن في المواد السامة منها، مثل الرصاص والزئبق والزرنيخ، وهي ذات خطر كبير على البيئة وعلى الإنسان، موضحا أن النفايات الناتجة عن الأجهزة الإلكترونية والمخلفات الإلكترونية والهواتف النقالة وأجهزة الحواسيب وأجزائها والأجهزة اللوحية والبطاريات وأجهزة الراديو، بعض الأجهزة الطبية والروترات وأجهزة الشبكات والدوائر المطبوعة والأجهزة الكهربائية المختلفة مثل التلفزيونات والميكروويف وأجهزة الطباعة وماكينات التصوير والكاميرات، تتجاوز 50 مليون طن سنويا. بدوره أوضح أحمد الحارثي المختص في الصناعة التحويلية وإعادة التدوير، أن مراحل إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، تمر بجمع المخلفات، والفرز الأولي، وتصنيف المخلفات، وإرسالها إلى مصانع تدوير مختصة، والتفكيك والتكسير لاستخراج المعادن والخامات، وبيع المعادن والخامات المستخرجة إلى المصانع، لتقوم بصهرها لتحول إلى خامات للتصنيع، وتتم إدارة النفايات الإلكترونية وإعادة تدويرها من خلال تعاون الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع عبر إقامة الشراكة مع الأطراف المعنية لإدارة النفايات الإلكترونية.
مشاركة :