البطائح: «الخليج» احتضن مسرح حديقة البطائح الأمسية الرابعة من أمسيات مهرجان الشارقة للشعر الشعبي في دورته الخامسة عشرة التي تقام في أجواء بهية من الحضور الإبداعي لشعراء من مختلف أرجاء الوطن العربي، وأحيا الأمسية ستة شعراء هم: غازي المغليث من السعودية، وإبراهيم الشامي من الإمارات، ثورية القاضي من المغرب، وراشد العزاني من عمان، ومحمد الفاتح من السودان، وقمر صبري الجاسم من سوريا، وأدارت الأمسية الإعلامية علياء العامري، وذلك بحضور بطي المظلوم مدير مجلس الحيرة الأدبي ومحمد عبدالله راشد حليس الكتبي رئيس المجلس البلدي لمنطقة البطائح وجمهور كبير من محبي الشعر الشعبي. استهل القراءة الشاعر غازي المغليث الذي يميل في قصائده إلى النقد الاجتماعي والتقاط المواقف الإنسانية المؤثرة، ويتكئ على السرد الحكائي كأساس لقصيدته، يقول: وكان.. يا ما كان/ في سالف الأزمان/ طفل صغير ودره/ أسمه فهد حمدان/ يقطف من النوير/ ويرسم على الحيطان/ لوز وعرائس سكر/ وشقائق النعمان. الشاعرة ثورية القاضي قدّمت قصائد وجدانية تتحدث فيها عن الحب، وهي شاعرة ذكية الخيال قادرة على صنع الصور البديعة، متمكنة من تجربتها الشعرية، في شعرها أصالة بدوية جميلة تقول: أنا المقيده صبري/ نجيك ورقه فحلامك/ بلحبال لمتينه/ تبرابها بور ماتشفيها غير/شفت ما شفت قطرة مدادك. الشاعر إبراهيم الشامي قرأ عدة قصائد بين الوطنية والغزلية، وهو شاعر رقيق الطبع له حضور على المنصة، ينشد الشعر بصوت عذب يشد الآذان، يقول: من طول الغيبات جاب الغنايم/ واكبر غنيمه لو اجي بالحشيمه/ من عادني طفلن الى اليوم صايم/ ودروبي الي ما تعرف النميمه/ ابليس لو يبقى على طول حايم/ ما كنّي الا شخص دايم يضيمه الشاعر محمد الفاتح أبو عاقله قرأ مجموعة قصائد نوع فيها بين الحكمة والتوجيه الاجتماعي والغزل، وهو شاعر بدوي الطبع أصيل العبارة، يتبع الحكمة أينما وجدت، يقول: ظل السارية رفاي للبعيد ومترّك/ هضليم الكباس عسكر عليه وفرّك/ يا زارع السمح أولي اليتمي تحرّك/جف ريق اليتيم يابس يحن لي درّك. الشاعر راشد العزاني قرأ هو الآخر عدة قصائد، وقد أبدع فيما قدمه، وأظهر قدراً كبيراً من التمكن من ناصية الشعر، واحترافية عالية في خلق الصورة، يقول من قصيدة «بقاء الحرف»: بقاء الحرف والكلمة طموح الحبر والقرطاس/ حكاية حب فارسها القلم الأوراق تحبكها/ بدايتها نهاية غفوة الأفكار يوم الراس/ يخاصم حضن الوسادة الحنونه اللي يشابكها/ أهيم بوجهي الشاحب هموم ويعتريني ياس/ واسود خيوط تتلوى علي يا شمسه فكيها. الشاعرة قمر صبري الجاسم قرأت عدة قصائد، منها قصائد إنسانية ركزت فيها على معاني السلام والتسامح، ودعت إلى إنهاء الحروب، وقرأت قصائد أخرى تتغزل فيها بالحبيب، وكانت لغتها رقيقة وفي معانيها قرب مأخذ وصفاء وجداني جميل، تقول: أنا ورقه بحضن دفتر/ رسم طفل بقلم أخضر/ عليها شجرة واستنى/ لحتى تثمر وتكبر/ رسم شمس ورسم نهر/ ورسم خيمه ونهر أزرق/ كتب بحروف مكسوره إسم أمو وبكى وخنّق/ محا دموعو ورسم ضحكي. الأمسية شهدت أيضاً توقيع دواوين للشعراء إسراء عيسى من الأردن وعلي الهقيش من الأردن ونزار أبو ناصر من فلسطين.
مشاركة :