طالبت صحيفة «واشنطن بوست» -بالتزامن مع توقيع أكثر من 200 أكاديمي عالمي خطاباً موجهاً للحكومة السعودية لإطلاق سراح الأكاديمية والناشطة الحقوقية هتون الفاسي وناشطات أخريات- الكونجرس بالتدخل وفرض عقوبات على السعوديين المتورطين في تعذيب واحتجاز النساء وفق قانون «ماجنيتسكي».قالت الصحيفة الأميركية، في افتتاحيتها، إن واشنطن ينبغي لها أن تربط التعاون العسكري والاقتصادي مع النظام السعودي بالإفراج عن الناشطات المسجونات، معتبرة أن النظام الذي يسجن ويعذب المدافعين السلميين عن حقوق المرأة لا يجب أن يعامل كحليف للولايات المتحدة. وذكرت الصحيفة أن الفاسي تعد إحدى أبرز الأكاديميات السعوديات وأكثرهن احتراماً على الساحة العالمية، فقد كتبت وألفت على مدار ربع قرن العديد من الكتب عن تاريخ المرأة في المملكة المحافظة، ونالت على ذلك جوائز دولية رفيعة، كما عكفت الفاسي منذ عقد على الدفاع عن حقوق المرأة في بلدها وطالبت بحقها في الاقتراع وحق القيادة، وهو ما أدخلها سجون النظام منذ يونيو الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن الأكاديمية السعودية من بين أكثر من 10 ناشطات حقوقيات اعتقلن ضمن حملة قمعية تفتقر للمنطق أطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منذ يونيو الماضي، وسط حديث عن احتجازهن في سجون انفرادية لفترات طويلة بينما تعرض بعضهن لتعذيب وحشي، وتم تشويه سمعتهن في وسائل الإعلام التابعة للنظام دون إدانتهن بأية جرائم حتى الآن. وتابعت الصحيفة القول إنه «لا يعرف الكثير عن قضية الفاسي أو حالتها الصحية عقب نقلها من السجن الانفرادي إلى سجن الحائر»، مشيرة إلى تقارير لمنظمات حقوقية تفيد بتعرض المعتقلات لتعذيب شديد وتهديدهن بالاغتصاب على يد أحد أهم مساعدي بن سلمان ويدعى سعود القحطاني، كما أكدت عائلة الناشطة لجين الهذلول ذلك. وانتقدت الصحيفة موقف إدارة الرئيس دونالد ترمب مما وصفته بالسلوك السعودي الصادم، وذكرت انتقاد كندا لأوضاع حقوق الإنسان في المملكة وما تلاها من أزمة دبلوماسية بين الرياض وأوتاوا، إذ دعا البيت الأبيض الطرفين لتسوية خلافهما، بينما كان على ترمب مؤازرة الكنديين في موقفهم الحقوقي. وأشارت الصحيفة إلى تجاهل السعودية مطالب وزير الخارجية مايك بومبيو بإطلاق سراح الناشطات المعتقلات عندما كان في زيارة الرياض مؤخراً، وقالت إن سماح ترمب لابن سلمان بالإفلات من جريمة قتل الصحافي المعرض جمال خاشقجي أعطى انطباعات للأمير الشاب أن الولايات المتحدة لن تحاسبه على انتهاكات حقوق الإنسان.;