شجاعة الرأي تتصدّى لأوهام الرغي | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 2/14/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

بَدَأَتْ تَنْتَشر بَين النَّاس عِبَارَات مِثل: «احترم رَأيي»، «لا تَتعصَّب لرأيك»، «دَعني أُعبّر عَن رَأيي».. كُلُّ هَذه العِبَارَات جَيّدة، وتَحتاج إلَى مَزيدٍ مِن التَّوضيح حَول عَلاقة الإنسَان برَأيهِ، وتَعصُّبه لأفكَارهِ.. هَل يَتمسّك الإنسَان برَأيهِ ويُدافع عَنه؟ أم أنَّه يَفتح البَاب للاجتهَاد، ويَكون بَاحثاً عَن الحَقِّ والصَّوَاب، وهَدفه الحقيقَة، ولَيس هَدفه التَّمسُّك برَأيهِ..؟! قَبْل عَشَرَات السّنين قَال شَاعر الأُمرَاء «أحمد شوقي»: قِفْ دُونَ رَأْيِكَ فِي الحَيَاةِ مُجَاهِداً إِنَّ الحَـيَاةَ عَقِيـدَةٌ وَجِهَـاد هَذا البَيت يَحملُ مِن الخَطأ الكَثير، لأنَّ الشَّاعِر هُنَا لَم يَقُل: «قِفْ دُونَ الحَقّ مُجَاهِداً»، بَينما قَال: «قِفْ دُونَ رَأيك»، حتَّى لَو كَان هَذا الرَّأي يَمتَاز بالحُمق والغَبَاء..! وهُنَا لا بد أن نُميّز بَين البَحث عَن الحَقّ، وبَين حَمَاسة الإنسَان وشَجَاعته في طَرح رَأيه، لذَلك يَجب أنْ يَكون الإنسَان شُجَاعاً في طَرح رَأيه: الرّأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشّجْعانِ هُوَ أوّلٌ وَهيَ المَحَلُّ الثّاني فإذا همَا اجْتَمَعَا لنَفْسٍ حُرّةٍ بَلَغَتْ مِنَ العَلْياءِ كلّ مكانِ وَلَرُبّما طَعَنَ الفَتى أقْرَانَهُ بالرّأيِ قَبْلَ تَطَاعُنِ الأقرانِ إنَّ الإنسَان يُعْرَف بآرَائهِ، وفي ذَلك يَقول المَثَل الإنجليزي: (يُعْرَف الطَّائِر مِن تَغريده، والرَّجُل مِن رَأيه)..! ثُمَّ إنَّ الإنسَان إذَا تَعب في رَأيه، وحَصّله بَعد سَنوَات، يَجب أنْ يَضعه بَين أَيدي النَّاس، ويَطرحه للتَّداول، وفي ذَلك يَقول الشَّاعِر «أديب إسحاق»: إِذَا كُنْتَ ذَا رَأْيٍ فَكُنْ فِيهِ مُقْدِماً فَإِنَّ فَسَادَ الرَّأْيِ أَنْ تَتَرَدَّدَ إنَّ الرَّأي مَسؤوليّة كُبْرَى، وفي ذَلك يَقول الفيلسوف «بيلنجر»: (كَوّن رَأيك بحَذَر، وبمَزيد مِن الحَذَر غيّر هَذا الرَّأي)..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ أُشير إلَى أنَّ تَغيير الآرَاء؛ مِن المرُونَة وحَيويّة الفِكْر، وفي ذَلك يَقول الفيلسوف «كويل»: (وَحدهم الموتَى لَا يُغيّرون آرَاءهم)..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :