رأيت أن عبارة "آخر النفق" مستحدثة عن الأنفاق في الرياض، وجدت من يوافقني أن الأنفاق المرورية الجديدة في مدينة الرياض أحسن وأجمل وأكثر علمية وراحة من بعض الأنفاق القديمة، لكون بعضها القديم ربما أنشئ على عجل. أو لم يتوقع المخططون فيها انفجار النموّ المروري بالشكل الذي نراه الآن. نفقان وأكثر مررنا بها هذا الأسبوع أثبتت أن بالإمكان الإبداع والإخلاص والنزاهة، زادنا الله منها أكثر. سمعت أخيراً عبر برنامج إذاعي طبي - نفسي شكاوى من بعض السائلين عن شعوره بالرعب.. والخفقان، والتعرق عند قيادة مركبته داخل النفق أو فوق الجسور، وقد أجابه الطبيب بما يجب عليه عمله، وان هذا نوع من الخوف أو «الفوبيا». وفي ظني أن الأنفاق والجسور الجديدة على صحرائنا العربية والتي تعودنا أن نراها ممتدة يميناً وشمالاً ومن الأمام والخلف، والتجديد في هذه البيئة أوجدا لتلك الشريحة ما يشبه الخوف أو «الفوبيا». الناس الآخرون - في غير بيئتنا - تعودوا عليها، فالإنجليز استعملوا محطات قطار الأنفاق ملاجئ آمنة للاختباء فيها من هجمات القنابل الألمانية. ووجدتُ في الهند أنفاقاً بولغ في طولها وامتدادها وقِدَمها. فهي تخترق جبالاً وتُقصّر المسافات. كذلك نجد الكلمة في الأدبيات والأخبار «ضوء في آخر النفق» وربما كان لترديدها فائدة تخلصنا من «فوبيا الأنفاق»..!! للأنفاق أيضا في مدينة الرياض فوائد أخرى، فهي عادة تستعمل لتحديد المواقع فنسمع دائماً «بعد النفق ادخل يمين» وهذا بحد ذاته فائدة عملية ربما أن أمانة مدينة الريض غفلت عنها..! أما في مسألة امتلاء بعضها بالسيول في مواسم الأمطار فهذا شيء آخر، فقد كتب إليّ أحد معارفي من أهل التجارة الذين يتعاطون بيع المضخات ويعرفون مقدار الحاجة، وهو جامعي يدير مؤسسة خاصة به، أنقل ما كتبه نصاً. «وأريد إضافة شوية معلومات من العبد الفقير الذي شارك ببعض الرأي في السنوات الماضية مع الهيئة العليا لتطوير الرياض في وضع ملاحظات على تصميم المضخات في الأنفاق وطريقة وأسلوب عملها. هناك عدد من الأنفاق في الرياض تقريباً فيها نفس المشكلة وتم تداركها قبل شهور بعملية صيانة وتغيير لبعض المضخات ولكن المشكلة مازالت قائمة وهي «ان تصميم ونوعية المضخات غير ملائمة إطلاقاً لهذا المشروع ولا تستطيع أن تعمل المضخات في حال وصول المياه إلى مستوى معين من النفق» فإذا لم يتدارك هذا الأمر حالياً فسوف يحصل التعطيل وتذهب الجهود سدى. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :