أساس فلسفة التعلُّق!

  • 1/31/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في فلسفة الطباع الإنسانية وطبيعتها، وماهية دوافعها النفسية والفكرية، تظهر ودائع مرتكزة بمكامن الطبيعة للإنسان ذاته، إذ لا تفسر ماهية الوجودية للنفس بمعزل عن اصطفاف الفكر داخل النفس وإشارة توجهاته المرتبطة بمسافاته الفكرية. ومن أبرز بنود الفكر داخل النفس هناك بند يؤثر في الشكل العام لنفسية الإنسان، تنبثق عن هذا البند عدة مؤشرات تبين وتلخص ماهية هذا الفكر، وماهية توافقاته ومختلفاته، ولعل أكثر ما يتم التأثر به في فكر الإنسان هو ما يسمى «التعلق»، وهو مصطلح أو صفة تتوارد مباشرة مع العاطفة، ويشكلان معا «ملخصا مرشدا» للشخصية وبنيتها الأساسية. التعلق هو مضاد الفقدان، عندما تتعلّق بشيء (مهما كان هذا الشيء) تتكون لديك حالة أشبه بالعقدة المنعقدة حولك، هي جدلية التعلق ووطأته على النفس، واللامبالاة وتقبل الفقد، عندما بحثت في هذا الأمر وجدت أن عالمة النفس التطويري ماري أينسورث قدمت بحثاً في ما بين 1960 و1970، والذي يعزز بدوره المفاهيم الأساسية للنظرية، وقدمت مفهوم القاعدة الآمن، وطورت منهجاً لعدد من أنماط التعلق عند الأطفال: التعلق الآمن والتعلق الانطوائي والتعلق القلق/المشوش. وفي وقت لاحق، تمت إضافة نمط رابع للتعلق وهو التعلق المشوش أو غير المنتظم، وفي عام 1980 امتدت النظرية لتشمل التعلق عند البالغين، وفسرت علاقات أخرى كأحد مكونات سلوكيات التعلق. وشملت هذه التفسيرات علاقات الأقران في كل الأعمار، الجاذبية العاطفية والجنسية، واستجابات لذوي الاحتياجات من الأطفال أو المرضى وكبار السن.. للتعلق أنماط وصفات ومقاصد، فهناك الملتزم دينياً المتعلّق قلبه بالمساجد، وهناك المتعلّق بالوطن، والمتعلق بهوايته وميوله، لن أتحدث عن التعلق بإنسان في حالة العشق مثلاً، فهذه حالة إنسانية إن تشابهت مرحلتها التعلقية بالتعلق الفلسفي أو الإنساني، فإنها ولا شك لا تنتمي إلى المقصد المطلوب، لأن لها مداخل ومخارج مختلفة عن المستقصد بهذا الكلمات.. هنا الحديث متشابك فلسفياً ونفسيا وحتى نقديا، لأن للتعلق رؤية تختلف بحسب التعلق الحاصل، ولا شك في أن أعظم ملاذات التعلق هي التعلق بالإيمان بالله تعالى، فهو باب يفتح متفقات التعلق ومتناقضاته، صعب أن تجد مؤمنا لا يتحكم بتعلقه النفسي، عندما تبدأ كطفل فإنك تتعلق بوالدتك وبوالدك ثم بالمحيط بك من الأسرة، ثم تتعلق بألعاب الأطفال، ثم بحسب الوازع المزروع بك، والذي جبلت عليه قد تتعلق بمسجد بعبادة بمدرسة، ثم تحلم وتتعلق بزوجة، وعمل تتمناه، ورزق تسعى إليه، هذه الحياة وتعلقاتها، ومتعلقاتها، فالتعلق يأتي من النفس، ولا يفرض عليها. يوسف عوض العازمي@alzmi1969

مشاركة :