أساس فلسفة المفاهيم

  • 9/18/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

«تعرف الفلسفة بأنّها فنٌ يسهم بابتكار المفاهيم» جيل دولوز مفاهيم الشخصية الإنسانية لا تتوقف عند العقل ومنطقية التفكير، ولا الحدس وتوقعاته المسبقة، ولا البداهة والفكرة الواضحة، ولا الشك والأسئلة الافتراضية والاستنتاج الموضوعي، بل إن الشخصية الإنسانية هي دائرة تضم مجتمعاً من الصفات المتوافقة واللامتوافقة، صفات المعقول، وغير المعقول، ظاهر براق، وداخل غامض.. استخراج مستنطقات الفكر الشخصي للشخصية الإنسانية، متلازمة بارتباط متشتتات المفاهيم، بمواقع تجمعها في عقلية الشخص، وفرز متشابهات الفكر عن متناقضاته، وهو عمل أشبه بالدخول إلى غار مظلم يحمل من التيه عنواناً، وسط تضاريس فكرية لا رصيف تتوقف عليه، ولا مرسى صالح للركون إليه. لا شك أن استشعار ذاتية الشعور، وماهية التناقض بين العام والخاص في الفكر المحض، واستنباط ظاهر العقل وباطنه وفق تصور العقلية الشرهة المتشابكة الإحساس برغبات الخاطر، وتمنعات العقل، هي أشبه بالتلاعب اللفظي بمعنى واحد في عبارة واحدة، ويكون الناتج الفهمي واحداً، لا بد من التجربة واستخلاص الأدلة، واستيقاف البرهان، لنزع غير المتوافق من المتوافق، لرصد الحالة الشخصية بماهيتها الحقيقية، ومن ثم استصدار الإصلاحات الشخصية، بعد استنفاد تحليلها، وحساب نقائضها، لتتكون شخصية مفعمة بالإنسانية، متشبعة بها، وزاخرة. أساس فلسفة المفاهيم هو استقطاب لحالات فلسفية مختلفة عانى منها الفلاسفة، ولم يتفقوا حتى على تعريفها، لكل فيلسوف أدواته وفهمه وأطروحاته، حتى وكأنك تشعر بأن لكل فيلسوف فلسفة لا علاقة لها البتة بفيلسوف آخر، لا أحدثك عن مرتبطات البحث الفلسفي، وأبجديات فهمه، وأعلم كما يعلم ويقر العديد من قراء الفلسفة بأن الاختلاف في المحاور واضح، فسقراط وأفلاطون وأرسطو استغرقوا في تحليل المفاهيم وتمحورت أفكارهم حولها، أما رينيه ديكارت فتعمق في الوجودية والعقلانية، وأوجد بعدة حسابات رياضية معقدة الحالة المركزية للإنسان، معتمداً على عقله الباطن، وخضوع حقائق العقل للتحليل المنطقي، أما هيغل فقد أسس الميتافيزيقيا (مصطلح فكر فلسفي يعني: ما وراء الطبيعة) على منطق جديد هو المنطق الجدلي، وهو منطق يدور حول تحليل معنى الوجود. مساحة المقال لا تكفي للاسترسال أكثر، لكنني سأصل بأن الفلسفة الذاتية والموضوعية، هي المستخلصة لبرهان أساس فلسفة المفاهيم حول الشخصية الإنسانية، والتبصر في إحداثياتها العقلية، وتحليلها، مما يقرر الوجهة الفكرية لماهية العقل، وناتجه المنطقي.. لذا فتفاصيل الحالات العقلية وارتباطها بالفكر هي تجربة ذاتية، قد لا تصل إلى نتيجة موضوعية مرتقبة!   يوسف عوض العازميalzmi1969@

مشاركة :