دور البيئة الإدارية في إنجاح التغيير | سعيد الفرحة الغامدي

  • 2/16/2015
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

التغيير في أي تنظيم إداري له شروطه ومقوماته ينبغي توفرها لكي يحظى بالنجاح. ومن الشروط الأساسية أن يكون التغيير مدروساً من جميع جوانبه وأن يحدد له سقف زمني لتنفيذه بعد أن تكتمل جميع العناصر المطلوبة ومنها توفر البيئة الادارية. والبيئة الادارية في أجهزة الدولة والشركات والمؤسسات الكبرى المستهدفة في بعض الحالات تلعب دوراً هاماً وتساعد على تسريع وتيرة التغيير. وفي ظروف أخرى قد تعيق التغيير أو تعرقل مساره وتفقده ميزة التوقيت. والتغيير عادة ما يكون مطلباً ملحاً وفي ظروف أخرى يكون المحرك مزاجاً شخصياً لتحقيق رغبة ذاتية أو إحلال عنصر محل آخر. والأنظمة تحدث نفسها من خلال القيادات التي تتولى مهام الإدارة ويكون لها نظرة مختلفة في وقت معين. ولذلك يكون اختيار تلك القيادات من العناصر الرئيسية التي تؤخذ في الاعتبار. المؤهلات العلمية والخبرة والنضج الاداري وعمق واتساع المعرفة بالحقل الذي يكلف به الشخص شروط أساسية بجانب الثقة والموالاة. وللتدليل على ذلك نذكر المعاناة التي كان الحجاج يتعرضون لها في كل عام في مشعر منى من جراء الازدحام وسوء التنظيم وكثافة الاعداد التي يزداد حجمها في كل عام وعندما توفرت الإرادة والاصرار والاعتمادات المالية والعناصر الإدارية المناسبة تغير الوضع وأصبح الكل يشيد بما تحقق في فترة وجيزة. الأوامر الملكية التي صدرت مؤخراً تنم عن معرفة بمواقع نقاط الضعف والقوة في أجهزة الدولة ولذلك تم إلغاء بعض الهيئات والاكتفاء بهيئتين رئيسيتين يكون مرجعهما مجلس الوزراء واشتمل القرار على توجيه منسوبي تلك الهيئات للتنسيق فيما يخص دمج المهام وتوحيد المسؤوليات وتحديد أي من الهيئتين الجديدتين ستتولى اكمال الاجراءات بما في ذلك نقل الموظفين الى الجهة المختصة. والحديث عن التنظيم الإداري يأخذ في الاعتبار ان الاجهزة عادة ما تبدأ متواضعة الحجم والمسؤوليات ومع مرور الزمن تكبر وتزداد مسؤولياتها وأعداد موظفيها. وعندما يطرأ مايبرر التغيير حسب رؤية الادارة العليا تبدأ عناصر المقاومة لذلك التغيير تتحرك ببطء وهذا من طبيعة البيروقراطية لانها تميل على الدوام للحفاظ على ما يسمى سياسة الوضع القائم status quo وهنا تبدأ المقاومة الخفية التي لها دوافعها الخاصة. وعندما يكون التغيير كبيراً يطرح التساؤل حول قدرة البيئة الادارية على استيعابه. اليقظة من قبل الادارة العليا ووضوح الرؤى ودقة نصوص قرارات التغيير لها أهمية قصوى في سد اي ثغرة يمكن أن تشكل عائقاً لإنجاح التغيير. وتظل البيئة الادارية عاملا جوهرياً في مسيرة النجاح .. والله ولي التو Salfarha2@gmail.com

مشاركة :