هناك أمم تتبارى في منتجاتها التقنية وأخرى تتبارى في دفع الاموال لاقتناء تلك التقنيات. هذا واقع الحال في معرض لبورجيه الشهير الذي يعقد كل عامين في باريس . الدول المنتجة تستعرض وتسوق والدول المستهلكة تنبهر وتتسابق لدفع الأثمان لاقتناء أحدث ما وصلت إليه إبداعات الدول الصناعية من طيران ووسائل مدنية وحربية. الشركات الكبرى تعد العدة لتلك المعارض لأنها مربحة في التسويق والبيع والدعاية لمنتجاتها. قبل أربعة عقود من الزمن تقريبا كانت أمريكا مسيطرة على صناعة الطيران . استيقظت أوروبا وصنعت الكونكورد عالية التكلفة بشراكة بين فرنسا وبريطانيا ولكنها فشلت في نهاية المطاف لأسباب تسويقية وتقنية واستبدلت بتجمع اوروبي لصناعة ايرباص التي أصبحت منافساً رئيسياً لطائرات البوينج الأمريكية. تدرجت إيرباص ونمت حتى حازت على ما يقرب من 50% من السوق وتنافس على المكان الاول. الصفقات التي يعلن عنها خلال فترة المعرض يتم ترتيبها مسبقا لتصبح من أحداث المعرض البارزة وفي ذلك مصلحة للطرفين البائع والمشترى من حيث الدعاية والتسويق. في هذا العام اختطفت السعودية وقطر الاضواء بالإعلان عن أكبر الصفقات . قائمة الانتظار طويلة تصل الى عقد من الزمن في بعض الحالات لأن شهية السوق مفتوحة والحركة الجوية عالمياً في ازدياد. حجم الانفاق على النقل الجوي يدل على أن الاسواق واعدة، وان السيولة متوفرة، وأن الاستثمار في المميزات التقنية الحديثة التي توفرها الناقلات الجديدة سيعود على الصناعة بالنفع. والمحاذير التي تحيط بصناعة النقل الجوي في دول مجلس التعاون ان التنافس بين ثلاث شركات عملاقة في نفس المنطقة لابد أن يكون مستعداً للمنافسة القوية على شبكات الخطوط الدولية حتى يغطي تكلفة التشغيل العالية مقارنة بناقلات أخرى في آسيا وأوروبا. والجدير بالذكر أن كل مستلزمات الطيران من معدات أرضية وقطع غيار تعتمد على مراكز التصنيع في أوروبا وأمريكا الشمالية. ولذلك.. فتلك المراكز الرئيسية هي المستفيد الاكبر لإبقاء مصانعها حية ومعدلات البطالة فيها متدنية واقتصادها متحركاً . وهنا يطرح السؤال الى متى نتركهم يصنعون وسائل الحياة بدوننا في صناعة النقل وغيرها؟ بريق صناعة الطيران جذاب وخلاق ولكن زمامها في أيدي مبدعي تقنياتها. وعلى شباب الأمة أن يوجهوا نشاطهم نحوها بدلاً من الفوضى المدمرة لأوطانهم. إن التنافس الرابح على الإبداع خيار شباب الامة الوحيد بدلاً من التنافس على القتل والتدمير. Salfarha2@gmail.com
مشاركة :