زيارة البابا.. ورسالة التسامح الإماراتية

  • 2/1/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد سعادة الدكتور علي بن تميم في كلمته بندوة «زيارة البابا..رسائل التسامح الإماراتية» التي انعقدت بإذاعة أبوظبي أمس، أهمية زيارة البابا فرنسيس للإمارات، والإرث الكبير من التسامح الذي انتهجه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وطرح في كلمته المعاني النبيلة التي تضمنتها كلمة البابا فرنسيس، بمناسبة زيارته للدولة.. وعلى هامش الندوة أعلن سعادته إطلاق «المجلس الإعلامي الثقافي» في إذاعة أبوظبي، ليكن برنامجاً ثرياً يواكب عام التسامح. في البداية، رحب حمد الكعبي، رئيس تحرير الاتحاد بالدكتور رضوان السيد ود.عمار علي حسن الباحث في العلوم السياسية، وهما من كتاب وجهات نظر بجريدة الاتحاد، ليشاركا في هذا المجلس الذي سينطلق بمناسبة زيارة البابا الفاتيكان، والذي يناقش 3 محاور: عام التسامح، ورسائل الإمارات في زيارة البابا، والتسامح بمعنى الاعتدال ورفض التعصب، وتعزيز التسامح كأسلوب حياة ومنظومة قيم. وأكد الكعبي، أن زيارة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى الإمارات تحمل رسائل سامية، وتشكل فرصة لتوثيق الروابط بين الأديان كافة. ونقل الكعبي الكلمة لسعادة الدكتور علي بن تميم، مدير عام شركة «أبوظبي للإعلام». وفي مستهل كلمته، رحب بن تميم بالدكتور رضوان السيد، وعمار علي حسن، ونخبة من قيادات أبوظبي للإعلام، ورئيس تحرير جريدة الاتحاد الأستاذ حمد الكعبي، والمدير التنفيذي للإذاعة عبدالله الزعابي، ورئيس تحرير زهرة الخليج بشاير المطيري، والأستاذ طلال المزروعي. وقال بن تميم: إذ نستغل زيارة الضيفين كي نعلن عن المجلس الإعلامي الثقافي الذي نريده أن يكون مستمراً، ومنصة للتواصل مع المستمعين في إذاعاتنا في «أبوظبي للإعلام»، حيث نسلط من خلال هذا المجلس الضوء على القضايا الملحة والأساسية التي تنزع نزعة اجتماعية وثقافية متكاملة. وأشار بن تميم إلى أنه في لقاء هذا اليوم سنتحدث عن عام التسامح، وزيارة قداسة البابا فرنسيس، قائلاً: لعل أجمل ما نبدأ به هو كلمة قداسته التي أذيعت أمس «يقول وهو يتوجه إلى شعب الإمارات- ويسميه «يا شعب الإمارات الحبيب»، وقداسته يرى أن هذه الزيارة هي صفحة جديدة للتأكيد على الأخوة الإنسانية، ويؤكد - ولظروف المحبة الغامرة- أن هذه الزيارة هي مصدر للسعادة بالنسبة إليه، فهو يرى أن الإمارات تقدم نموذجاً للأخوة الإنسانية واللقاء بين مختلف الحضارات، وهو يسعى في كل ذلك على إعطاء كلمة الاختلاف – كما هي دوماً- في الثقافة العربية والتراث العربي ذلك المعنى الإيجابي الذي نطمح إليه. ويقول بن تميم: لعل التراث رغم ما يحمله من نقاط مشعة يمكن الارتكاز عليها، إلا أنه يحتاج أيضاً إلى أن نعاود قراءته، وتفكيك الخطابات المتحيزة كافة، ولعلها اللحظة المناسبة بعد ما أعلنت دولة الإمارات عام 2019 بأنه عام التسامح. إنها دعوة- كما يشير قداسة البابا- من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للمشاركة في مؤتمر مهم أيضاً هو، «مؤتمر الأخوة الإنسانية» الذي يهدف للقاء وتعزيز الحوار بين الأديان، تتزامن هذه الزيارة مع زيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الذي أسهم إسهاماً كبيراً في التحضير لهذا اللقاء. إن هذا اللقاء- حسب البابا- جاء بفضل الشجاعة، وبفضل العزم اللذين يقودان أو ينطلقان من الإيمان بالله، ذلك الإيمان الذي يجمع ولا يفرق، ويتجاوز الاختلاف بالمعنى السلبي إلى الإيجابي. إنها صفحة جديدة للعلاقات بين الأديان. الأخوة هي الأساس.. الأخوة التي تحترم الاختلاف. البابا يُحيي في كلمته أيضاً عيال زايد في دار زايد..دار الازدهار والسلام، ودار التعايش..دار الشمس والوئام واللقاء. زيارة قداسة البابا فرنسيس، مرحلة جديدة للحوار بين الأديان، خاصة الديانتين الإسلامية والمسيحية، مرحلة مشرقة للأخوة الإنسانية، والإمارات تسعى من خلال هذه الزيارة إلى تحقيق المعنى الجوهري في تسميتها لعامنا هذا بعام التسامح. علي بن تميم يتوسط المشاركين في الندوة بحضور حمد الكعبي علي بن تميم يتوسط المشاركين في الندوة بحضور حمد الكعبي سنذكر بكلمة قداسة البابا عام 2013 أمام ممثلي 180 دولة معتمدة لدى الفاتيكان التي أكد فيها أهمية تعزيز الحوار مع المسلمين وغيرهم، وأكد أنه لا يمكن تجاهل الآخرين، والسعي المستمر لردم مآرب القوى الشريرة التي تعمل على تشويه الدين.. يتميز البابا إذن بالصدق والشجاعة الإنسانية، عندما يعلن- كما نعرف جميعاً- وقوفه مع المهاجرين واللاجئين والمستضعفين، نتذكر مع هذه الزيارة، زيارة مهمة للغاية، زيارة الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لحاضرة الفاتيكان عام 1951، زيارته كانت قبل قيام دولة الاتحاد، دولة الإمارات العربية المتحدة، لعل الراحل الكبير حينما ذهب في هذه الزيارة إلى أوروبا والفاتيكان كان يريد أن يتعرف إلى القوى المضيئة في العالم التي يمكن من خلالها استلهام معانيها في البناء والتنمية. فقبل 6 عقود- يقول بن تميم- لم يسجل الشيخ زايد، رحمه الله، في حاضرة الفاتيكان، مجرد لحظة آنية عابرة، بل كان يؤسس للمستقبل الذي نراه اليوم، والذي نشاهد تجلياته ونعيشها لحظة بلحظة. ولعل هذه الزيارة وهذه البادرات، وهذا العام يستحق المزيد من تسليط الضوء وأيضاً كشف أهدافه المهمة، ولعل أفضل من يتحدث عن هذا الموضوع هو الأستاذ الدكتور رضوان السيد الذي لديه جهد كبير على المستوى العالمي والعربي. وانتقلت الكلمة للدكتور رضوان، مشيراً إلى أن الأسبوع المقبل، سيكون أسبوع «الأخوة الإنسانية»، وسيجري الحديث بعمق عن معنى الأخوّة، خصوصاً وأننا في عام التسامح الذي يأتي بعد عام زايد، ويقول السيد، إنه سيترأس ثلاث ورش في مؤتمر الأخوة الإنسانية، وحضر الاجتماع التحضيري للمؤتمر في القاهرة، وأبوظبي، وفي الجلسة الأولى من هذا «المجلس الثقافي»، يقول السيد: ما هي خصوصية البابا فرنسيس؟ وماذا نستطيع، نحن المسلمين، أن نستفيد منه. يقول رأيت البابا الحالي مرتين يجادل مع البابا السابق في أن العلاقات مع المسلمين أساسية، ومنذ أن كان فرنسيس كاردينالاً، أي منذ عام 2008، نستطيع الاستفادة من هذه اللحظة، لأن الكاثوليك عددهم في العالم مليار و400 مليون تقريباً، كعدد المسلمين تقريباً، لكنهم حتى تجاه الديانات الأخرى، لديهم سلطة أخلاقية فائقة الأهمية، فالفاتيكان مرجع أخلاقي عالمي مؤثر في السياسة، ومؤثر في هوية أوروبا. ولفت رضوان إلى مقولة «أندرو باتشي» الباحث الكبير في المسيحية الإيطالية، وهو أستاذ بجامعة «تامبوني»، إن هذا البابا إذا عاش ما فيه الكفاية يمكن أن يغير علاقات 700 سنة من العداء مع المسلمين. ثم وصلت الكلمة إلى الدكتور عمار علي حسن، الباحث المصري في علم الاجتماع السياسي، الذي هنأ الحضور بإطلاق المجلس الجديد الذي يتمنى أن يتسع كي يتناول قضايا مهمة تشغل المجتمع في الإمارات والخليج العربي، وفي العالم العربي كله. وأشار في مستهل مداخلته، إلى أن الإمارات أطلقت على عام 2019 عام التسامح وزيارة البابا تأتي في هذا الركاب، وأكد أن مجتمعاتنا بحاجة ماسة إلى أن تتسامح، لأن في ذلك طريقاً مُعبداً لتحقيق التماسك الاجتماعي وطريقاً أيضاً لمواجهة الإرهاب والعنف، وتعزيز القوى الناعمة لدولنا، لتتم إضافتها إلى القوة المادية من سلاح وموارد اقتصادية وبشرية. ودعا حمد الكعبي الأستاذ سلطان العميمي للمداخلة، الذي رحب بالزيارة التاريخية التي سيقوم بها بابا الكنيسة الكاثوليكية للإمارات، والتي وجدت ترحيباً كبيراً من أهل الإمارات والمنطقة، كما عبر قداسة البابا عن سعادته من هذه الزيارة. وهناك تاريخ قديم تتمتع به دولة الإمارات في مجال التسامح، وحرية العبادات لدى غير المسلمين، وليس أدل على ذلك من الكنيسة التي تم اكتشافها في إمارة أبوظبي، والتي يعود تاريخها تقريباً إلي القرن السابع الميلادي. وبارك أحمد الحميري الإعلامي الإماراتي، إطلاق المجلس الجديد، وقال: نحن وصلنا إلى مرحلة استطعنا خلالها التنظير في مجال التسامح، واستطعنا أن نمارسه فعلاً، لكن ما هي الخطوة التالية؟ على سبيل المثال، في الإمارات عند السعي إلى تشجيع الشعر والحفاظ عليه، تم تدشين جائزة للشعر، ثم أكاديمية للشعر، وبالنسبة للتسامح، ما هي الخطوة اللاحقة؟ يمكن تدشين مجموعة تقود هذا التسامح، لمواكبة الجهد الجبار الذي تبذله القيادة السياسية، وكذلك أسلافنا، وأجدادنا الذين أرسوا هذا التسامح. وأشار سلطان البازعي الخبير السعودي المهتم بالثقافة إلى أهمية التسامح في البداوة العربية، والتسامح قيمة أصيلة في البيئة العربية، خاصة في ظل البيئة القاسية، فقيمة الود والحب يحب أن تكون مقدمة عند التعامل مع الآخر.ووجه عبدالله الزعابي الشكر لسعادة المدير العام على إطلاق البرنامج، مؤكداً المجلس سيكون رافداً مهماً للمستمعين لإذاعة أبوظبي، وسيغطي جوانب أسياسية في عام التسامح، وأثناء زيارة قداسة البابا. وفي ختام المجلس، أعرب حمد الكعبي عن أمله في أن يكون المجلس الإعلامي منصة تجمع بين كافة أشكال الإعلام الصحفية والتلفزيونية، وأيضاً الإعلام الرقمي الذي سيضيف رونقاً جديداً على المحتوى وسيكون إضافة نوعية في نقل رسالة أبوظبي للإعلام.

مشاركة :