فيما رأى سمو الشيخ ناصر المحمد، ضرورة ترسيخ التعددية الثقافية واحترام الديانات المختلفة، من أجل الحفاظ على السلام العالمي، شدد على أهمية التبادل الثقافي والعلمي والتعليمي والاهتمامات المشتركة بسلامة كوكبنا، بعد أن أصبح العالم قرية واحدة.واستقبل سمو الشيخ ناصر المحمد في قصر الشويخ أمس، رئيسة برلمان مملكة الدنمارك بيا كياسغار، والوفد المرافق لها، بمناسبة زيارتها للبلاد. وعقب الاستقبال أقام سموه مأدبة غداء على شرف الضيفة والوفد المرافق، ألقى خلالها كلمة، أعرب فيها عن إعجابه الشديد بالدنمارك وشعبها الصديق وبقصة النضال الذي قام به لتأسيس وطنه. كما أعاد سمو الشيخ ناصر المحمد إلى الأذهان «مساهمة الدنمارك بقوات رمزية في معركة تحرير الكويت، وهو موقف سنظل نذكره طوال تاريخنا». وفي ما يلي نص كلمة سموه: «بسم الله الرحمن الرحيممعالي السيدة بيا كياسغورئيس برلمان مملكة الدنمارك السيدات والسادة، أعضاء الوفد المرافق المحترمين، السيدات والسادة أعضاء السلك الديبلوماسيالضيوف الكرام مساء الخير يسعدني أن أرحب بضيفتنا رئيس البرلمان السيدة بيا كياسغو بمملكة الدنمارك، وبالوفد المرافق لها، والتي تزور الكويت، بدعوة رسمية من معالي السيد مرزوق علي الغانم رئيس مجلس الأمة بدولة الكويت، فأهلا وسهلا بها، وبالوفد المرافق، أهلا بكم جميعا بين اصدقائكم بالكويت.معالي الرئيسإذا كان هدف الزيارات الرسمية المتبادلة بين الدول في السابق هو تعميق العلاقات، وزيادة المصالح، فإننا في القرن الواحد والعشرين لم نعد نكتفي بذلك، بعد أن أصبح العالم قرية واحدة، فلقد برزت أهداف أخرى لتلك الزيارات، لا تقل أهمية عن الأهداف المعتادة، أهمها التبادل الثقافي والعلمي والتعليمي، والاهتمامات المشتركة بسلامة كوكبنا الذي نعيش فوقه جميعا، فهي اهتمامات تتجاوز الحدود الوطنية والإقليمية، وتسلط الضوء على مسؤوليتنا جميعا في الحفاظ على بيئتنا المشتركة، وسلامنا المشترك.ولأن عالمنا متنوع القوميات، ومتعدد الأديان والثقافات، ومتباين في جغرافيته، فإننا بحاجة لاكتشاف هذا التنوع والتعدد، والتعرف على القواسم الإنسانية المشتركة بيننا، في الفكر والدين والفنون والآداب والأغذية والفلكلور، وهذا لا يتم إلا بتبادل الزيارات مع بعضنا البعض، وسعينا جميعا نحو ترسيخ التعددية الثقافية في عالمنا اليوم، واحترام الديانات المختلفة، سواء التوراة والإنجيل وآخرهم القرآن الكريم وبقية الديانات الاخرى من أجل الحفاظ على مسيرة السلام العالمي واستمرارها.في ديسمبر عام 2009 قمت بزيارة لبلدكم العظيم مملكة الدنمارك، مترئسا وفد دولة الكويت في مؤتمر أطراف معاهدة تغير المناخ، والذي عقد في العاصمة كوبنهاغن، وأود أن أبدي إعجابي الشديد ببلدكم وشعبكم الصديق، وأشيد بقصة النضال الذي قام به الشعب الدنماركي لتأسيس وطنه، منذ عهد الفايكانج وهم يجوبون البحار في سفنهم المتميزة، ومرورا بعهد هارالد الاول ملك الدنمارك، وعهد الملك فالديمار الثاني أحد أقوى ملوك شمال غرب أوروبا، وانتهاء بمملكة الدنمارك المعاصرة، والتي تتميز بين الدول الأوروبية باقتصادها المستقر، ونظامها التعليمي المتطور، وانتاجها الثقافي المتقدم، وأود أن أشير إلى حضوري مؤتمر أطراف معاهدة تغير المناخ، فقد شهدت حواراتي الجانبية أثناء المؤتمر قلقا متناميا حول انخفاض درجات الحرارة في جزيرة غرين لاند، والتي هي أكبر جزر مملكة الدنمارك وأكبر جزيرة في العالم، إذ إن التغيرات المناخية باتت تشكل خطراً وتهديداً كبيرين على ثلوج غرين لاند، ولقد ازددت قناعة يومذاك، بأن القلق على جزيرة غرين لاند ليس قلقا خاصا بالدنماركيين فقط، لأنها جزء من وطنهم، بل هو قلق خاص بالإنسانية جمعاء لأنها كرتنا الأرضية التي نعيش عليها جميعا.إننا هنا في الكويت نكن لمملكة الدنمارك مشاعر المحبة والتقدير، فنحن لا ننسى موقفها المشرف إبان محنة احتلال الكويت عام 1990، والذي لم يكتف بالإدانة والشجب للاحتلال، والوقوف مع تحرير الكويت واستقلالها، بل ساهمت مملكة الدنمارك بقوات رمزية في معركة تحرير الكويت، ضمن قوات التحالف الدولي، وهو موقف سنظل نذكره طوال تاريخنا، ولهذا فإننا لا نحسبكم أصدقاء فحسب، بل أصدقاء أوفياء، ولقد أكد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر حفظه الله هذا الموقف لرئيس وزراء مملكة الدنمارك السيدة هيلي تورنينج، أثناء زيارتها للكويت عام 2015.في نهاية كلمتي، أود أن أكرر ترحيبي الشديد بكم وبأعضاء الوفد المرافق، مؤكدا بالغ اعتزازي بهذه الزيارة، وهي زيارة تعكس العلاقات الوثيقة بين بلدينا، والتي تقوم على التفاهم والاحترام المشترك، مع خالص تمنياتي لكم جميعا بالتوفيق والسداد».حضر المقابلة المستشار الدكتور إسماعيل الشطي.
مشاركة :