عبداللطيف الزبيدي ما الذي تتفرد به قمة الرمزين الكبيرين في دولة الإمارات؟ الفوارق بينها وبين القمم الأخرى السياسية، لا تحصى، لكن يمكن تلخيصها في جملة. الرجل الذي يتبوأ مكانة عظمى بين أهل ديانة تشرق شمسها على المشارق والمغارب، تصبح للمفردات معان غير معانيها المعجمية. قداسة البابا وسماحة الإمام الأكبر لا تنطبق عليهما كلمة مسؤولية. هما يحملان الأمانة التي أبت الجبال حملها، وأشفقن منها. الأمانة فيها نفحة من الرسالة، حينئذ كل حسابات تحمل المسؤولية تبدو ضئيلة في حلبات القيم العليا. صاحبا القداسة والسماحة شخصيتان خارج المألوف، لا دخل لهما بالوظيفة العامة، بسلم المراتب، لقد بلغا تلك الآفاق التي لا يشملها التصنيف. ما هي الحدود الجغرافية والتاريخية والثقافية للروح؟ هذا اللقاء العظيم. الخليق بأن يطرح فيه بلا لبس، مدى رضا السيد عيسى بن مريم، عليه السلام، عن معاناة الشعب الفلسطيني، سبعة عقود من المظالم الفظيعة، بينما دول الغرب الكبرى المتقدمة، الرائدة تعليماً وبحثاً علمياً، مجمعة على أن«إسرائيل» قضت تلك السنين في الدفاع عن النفس، وكأن الصدور العارية والمقاليع، هي التي كانت تقتل وتدمر وتشرد وتحيل حياة المغتصبين جحيما فوق احتمال البشر. الأمانة لا تحتاج إلى صراحة، فالصراحة لسان كامن في الأمانة، وبيان يستمد قوته من عزم أصحاب الرسالات. أولو العزم لن تجد رائعة تعبر عن علياء شموسهم غير: «لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي، على أن أترك هذا الذي جئت به، ما فعلت». لن تتوقف الآمال عن انتظار المعجزة. أن توجد إرادة تحرير للإنسانية، تحرك أكثر من 3.5 مليار نسمة، مسيحيين ومسلمين، ويرى الناس من خلالها الرسول الأكرم، صلى الله عليه وسلم،والسيد المسيح، عليه السلام، وهما يرعيان هذا اللقاء التاريخي، ويباركانه في سبيل خلاص البشرية. يقينا، يستطيع الرجلان أن يقولا لجبابرة الأرض، إنكم تعيثون الفساد في رحاب القيم التي وضع أسس صروحها محمد وعيسى. لزوم ما يلزم: النتيجة الروحية: إذا استطاع أحد القضاء على الروح، فسوف يستطيع القضاء على العقائد. abuzzabaed@gmail.com
مشاركة :