البناء على القمة الروحية

  • 2/5/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عبداللطيف الزبيدي ‪ هل كان على رموز الإسلام والمسيحية أن تتحرك حين انطلقت خلايا أخوات القاعدة و«داعش»، تتقاسم وتتكاثر؟ قيم التعاليم في جميع الأديان لا تختلف في الكليّات. ما يستهدف ديناً ينال من جوهر الأديان الأخرى. من هنا تتباين منطلقات السياسة، وأمانات العقيدة. كان العالم يحبس الأنفاس، وهو يتابع تسونامي برابرة العصر. أغلب الظن أن تحركاً تاريخيّاً، مثل الذي تشهده دولة الإمارات، لم يكن ممكناً بعد سلسلة الانهيارات، التي جاءت بعد ظهور النبات الشيطاني، الذي اجتاح بلداناً عربية عدّة. اليوم هدأ الطوفان «وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي»، ولا بدّ من التفكير بأناة في إنقاذ قدسية الأديان، وحرمة الشرائع جميعاً. الإنسانية متساكنة في كوكب واحد، ولا يمكن لأصحاب ديانة أن يحترموا دينهم، إذا لم يحترموا عقائد غيرهم. القمّة الروحية في الإمارات، التي جمعت قداسة البابا وسماحة الإمام الأكبر، جاءت وشاحاً على صدر الدولة، فهي البلد العربي الوحيد، وربما الإسلاميّ الفريد، الذي تحيا في أحضانه مئتا جنسية وأكثر. الإمارات ملتقى أديان وحضارات وثقافات ولغات، وتلاقح أفكار وآراء. لا شك في أن الضيفين الكبيرين، سيستلهمان من الإمارات الكثير من الرؤى الرائدة في فنّ التعايش السلمي الفائق، وتناغم الخلفيات الجغرافية والتاريخية والاجتماعية والثقافية. قمة لا كسائر القمم، لأنها قمّة القيم، في عالم أضحت فيه السياسة الدولية، التي تفرضها فئة من القوى الكبرى، مطاحن للشعوب الضعيفة. باتت المنظمات التي أنشئت للدفاع عن حقوق المظلومين، هي التي تسلبها حقوقها. حين يلتقي شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، فذلك يعني أن الإنسانية بكاملها حاضرة. حين يتجلى الإسلام والمسيحية في حوارات القمّة، لا يكون سكان الكوكب غائبين. ما ننتظره، هو قرارات صارمة تعيد الاعتبار لعقائد البشر. نتوقع أن يقول صاحبا الأمانة بجرأة ومسؤولية، أفكاراً صريحة، لكي تعرف سياسات القوى العالمية، أن السلطات الروحية المعنوية تراقبها، وأن كل الأديان تؤمن بالإمهال لا الإهمال. لزوم ما يلزم: النتيجة الأمليّة: ما يبعث على التفاؤل هو أن الإمارات لا تدع القرارات بلا متابعة. abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :