حقائق ستواجه عضوات مجلس الإدارة «1 من 2»

  • 2/6/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أتيحت لي الفرصة خلال قمة IW50 التي انعقدت في حزيران (يونيو) للاحتفاء بالذكرى السنوية الـ50 لتخريج أول امرأة من برامج إدارة الأعمال في "إنسياد"، فرصة لقاء امرأتين متميزتين، والحديث عن الدول التي ننحدر منها، ومسيرتنا الناجحة في مجلس الإدارة، إضافة إلى خبرتنا في كلية إنسياد، جمعتنا بعض الأشياء المشتركة رغم أننا لم نتبع أسلوبا تقليديا في مسيرتنا المهنية. تحدثت هيلين بوليكس من "إنسياد" عن رحلتها كأول امرأة مرشحة لشهادة الماجستير في إدارة الأعمال إلى توليها منصبا تنفيذيا في «بكتل إنداستريز»، من خلال عملها في كل من القطاعين الخاص والعام. بدت رغبتها في الحصول على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال أمرا مستحيلا، حتى في الولايات المتحدة. ونظرا لعدم قبولها في برنامج ماجستير إدارة الأعمال في جامعة بركلي كاليفورنيا، حصلت على ماجستير في الإدارة العامة عوضا عن ذلك. قبلت هيلين ما هو متاح حينها، وتابعت كفاحها للحصول على ما تريد. على سبيل المثال، انضمت إلى "ماكينزي" باحثةً، في حين تم تعيين زميل لها في إدارة الأعمال مستشارا، ومن ثم تمت ترقيتها إلى منصب استشاري بعد نصف عام. لم يكن ذلك الطريق الذي تطمح إليه، لكنها تقول: "كنت آمل أن يكون لذلك أثر إيجابي في مسيرتي المهنية"، ونجحت بالفعل في تحقيق ذلك. تتشابه خبرتي مع هيلين بعض الشيء، فعندما انضممت إلى "ماكينزي" 1986، اقترحت عليَّ الشركة بداية الانضمام إلى فريق الأبحاث، كما حصل مع هيلين، ولكن قبلوا حالتي، ولحسن الحظ طلبي بتولي منصب استشاري أو الاعتذار عن أي منصب آخر. خلال 17 عاما عملت خلالها في مجال الاستشارات، كنت أول امرأة على مستوى العالم يتم انتخابها شريكا بالاعتماد على العمل الجزئي، الأمر الذي ما زلت ممتنة له. واجهت كارين فان جينيب خريجة "إنسياد" التي تتولى منصب الرئيس التنفيذي لبنك ING في فرنسا تحديات أخرى. ارتأت جينيب حينها أنه في حال عملت بجد وبالأداء نفسه، ستحصل على المزايا نفسها التي يحصل عليها زملاؤها من الرجال، لكنها اكتشفت على مر السنين أن الترقيات والمهام والمناصب الجديدة كانت حكرا على الرجال. وأدركت حينها أنه في حال عدم وجود رجل يرغب في انضمام امرأة إلى فريقه لن يحصل ذلك. بالنظر إلى مسيرتها، ربطت جينيب نجاحها بوجود رجل ذي عقلية منفتحة، فعندما طلب منها العمل في الحكومة الهولندية بطلب من رئيس الوزراء، أخبرته جينيب أنها مهتمة بالعمل، لكنها كانت على وشك تأسيس أسرة حينها. فرد عليها بسؤال مهم: في حال لم أطلب منك الآن، ماذا سيعني ذلك بالنسبة لتحرر المرأة في هولندا؟ لتصبح جينيب بعدها أصغر وزيرة للتجارة الداخلية، وأول امرأة حامل في مجلس الوزراء بهولندا عام 2004. عقب ست سنوات من العمل السياسي، انتقلت جينيب إلى بنك ING، ومرة أخرى يعود الفضل في ذلك إلى رجل رأى في التنوع بفريقه أمرا جوهريا، لتبدأ مسيرتها في القطاع المصرفي في أيلول (سبتمبر) 2008، في وقت كان يصعب فيه العمل كمصرفي، وتذكرنا جينيب بعبارة "لا حقك أحلامك"؛ حيث تابعت مسيرتها المهنية المزدهرة مع البنك حتى يومنا هذا. اعتدت وبلويكس على فكرة كوننا الامرأتين الوحيدتين في مجلس الإدارة، لكن الأمر لم يعد كذلك. فاليوم يوجد ثلاث أو أربع نساء في المجلس. ولضم عدد أكبر من النساء إلى مجالس الإدارات، قامت بعض الدول مثل: فرنسا، وألمانيا، وبلجيكا، بتخصيص نسبة لتمثيل النساء في بعض الشركات. بينما يوجد في دول أخرى، مثل هولندا وإسبانيا، الأمر نفسه ولكن بطريقة مرنة؛ حيث لا يتم فرض عقوبات على الشركات التي لا تلتزم بنسبة تمثيل المرأة كما هو مطلوب. ترى جينيب في أسلوب الحصص الملاذ الأخير. حسب المعدل الحالي ودون تطبيق ذلك الأسلوب لن تصبح نسبة تمثيل المرأة مساوية للرجل في المستقبل القريب. لا تستطيع النساء عمل مزيد، دون مواجهة التحيزات غير الواعية فهي الخطوة الأولى. على سبيل المثال، عندما تصل سيدة تنفيذية إلى المجلس، يجب أن تركز عضوات مجلس الإدارة على الحوار، وتصحيح أي سوء فهم ناتج عن اختلاف لغة الحوار. تقول جينيب: "أعتقد أن بإمكانك أن تحدث فرقا، سواء كنت في مجالس الإشراف أوالتنفيذيين على حد سواء". ذكرت جينيب أيضا طرقا فاعلة لضمان توظيف النساء، أو على الأقل تزكيتهم لمناصب. فقد يطلب من شركات التوظيف ترشيح امرأة واحدة على الأقل ضمن قائمة المرشحين الثلاثة الأوائل لضمان التنويع. فإذا ما أظهرت التزاما فستتغير الأمور نحو الأفضل. فعندما بدأ بنك ING عملية التحول إلى "أجايل"، تم اختيار مجموعة من المديرين يقومون بمهام مختلفة "تكنولوجيا المعلومات وتطوير المنتجات"، وكانت مهمتهم استعراض المرشحين، وخلصت النتيجة بتعيين عدد من السيدات، وهو أمر غير مسبوق بحسب جينيب. بمجرد وصول المرأة إلى مجلس الإدارة ستكون مهمة دعم السيدات في الشركة، والحرص على استخدام نفوذها لمساعدة الأخريات على التطور جزءا من مهامها في اعتقادي كعضو مجلس إدارة. كما أوضحت بلويكس: "أوصي الآخرين بالقيام بما قمت به، وهو قضاء أكبر وقت مع المديرات الجديدات من السيدات بمجرد تعيينهن، وإطلاعهن على ديناميكيات مجلس الإدارة، وطبيعة عملهن، ومعلومات عن أعضاء المجلس، وطريقة عملهم". يساعد ذلك على استكشاف المكانة التي يرغبن فيها. وأضافت "تتم بعدها مناقشة مهارات معينة، والمكان الأفضل للنجاح حتى في ظل عدم امتلاكهن معلومات عن الشركة والدور الذي بإمكانهن توليه". في قطاع المصارف توصي بوليكس بانضمام المديرين الجدد إلى لجنة التدقيق كمراقبين؛ لفهم الشركة بشكل أفضل. وذلك ما فعلته بوليكس مع إحداهن التي لا تزال شاكرة لها هذه النصيحة. ترى بوليكس أيضا أن أعضاء مجلس الإدارة في حاجة إلى برنامج تعريفي يلبي احتياجاتهم. فعندما بدأت مسيرتها المهنية في أول مجلس إدارة، طلب منها لقاء الأعضاء كلٌّ على حدة. لم يكن ذلك متوقعا في السابق: "لم يسبق أن جلس معهم أحد من قبل، ولكن تم قبولها". استطاعت من خلال تلك اللقاءات الحصول على معلومات أكبر عن الشركة، وأصبحت أكثر قدرة على اتخاذ القرارات... يتبع.

مشاركة :