نزار العوصجي يقال : ان ( انديرا غاندي ) سألت والدها (جواهر لال نهرو ) صاحب الكتاب القَيّم ( لمحات من تاريخ العالم ) والذي تسلم رئاسة وزراء الهند بعد اغتيال المهاتما غاندي ، سألته عن :ماذا يحدث لو سيطر الرعاع على السلطة ؟فرد عليها : ستعم السرقة وينهار الإقتصاد !فاجابته : وماذا يحدث بعد إنهيار الإقتصاد ؟فقال وملامح الجد والثبات على وجهه :ستنهار يا ابنتي أخلاق الأُسَر ومن ثَمّ المجتمع !فعادت لتسأله : وماذا يحدث أيضا لو أنهارت الأخلاق ؟فرد عليها بمنتهى الحكمة المقرونة بالحزن : و ما الذى يبقيكِ فى بلد أنهارت أخلاقه !!! انتهى ... الامر الملفت للنظر والذي شدني كثيراً ثم دعاني لكتابة هذه السطور القليلة، هو ما يتنافله الناس البسطاء في الشارع، ومن ثم يتحاور فيه البعض من سياسيي الصدفة، الا وهو موضوع سرقة معدات مصفى بيجي، من قبل مجموعة من الميليشيات التابعة الى مايسمى بقادة العملية السياسية العرجاء في عراق اليوم، ومن ثم بيعها الى شخص موجود في شمال العراق حيث يحتفظ بها هناك في مخازن تابعة له، وقد شكلت لجنة من الحكومة للتفاوض على شرائها منه، الا ان المفاوضات قد تعثرت بسبب الاختلاف على مبلغ الكومشنات التي تدفع الى اللجنة ...القصة او الموضوع برمته أشبه بالخيال، حيث ان المعدات المسروقة هي أموال عامة، والسارقون هم قادة المرحلة مع الأسف، والمشتري الذي يرغب باعادة بيعها بالقيمة نفسها الى الدولة هو مواطن عادي، واللجنة التي تتفاوض على شراء المعدات المسروقة والتي هي أموال عامة لجنة حكومية تعمل للحصول على نسبة من قيمة الصفقة ...اي مهزلة هذه وأي حكومة !!! لا يمكن لأى حضارة أن تقوم دون سند أو رصيد من قيم وأخلاق، ولا يمكن أن تنال أمة عزة أو شرفاً أو مكانة إلا إذا كان حظها ونصيبها من الأخلاق عظيماً، وقد عبر عن ذلك الشاعر احمد شوقى رحمه الله فى بيته المشهور عن الأخلاق بقوله : و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا وقال بقصيدة اخرى :و إذا أصيب القوم في أخلاقهم *** فأقم عليهم مأتما و عويلا.وكذلك قوله :صلاح أمرك للأخلاق مرجعه *** فقوّم النفس بالأخلاق تستقم لله درك ياعراق الشرفاء ...
مشاركة :