دبي: عبير أبو شمالة شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، جلسة كريستين لاجارد، مديرة صندوق النقد الدولي، حيث أكدت لاجارد، إن الاقتصاد العالمي لا ينمو تقريباً، أو ينمو بإيقاع أقل من المتوقع، وهناك 4 غيوم تخيم على آفاق النمو الاقتصادي العالمي، وتتمثل في التوتر التجاري، وارتفاع التعرفات الجمركية والتشديد المالي، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتباطؤ المتسارع للاقتصاد الصيني.ولفتت لاجارد خلال الجلسة التي أدارها ريتشارد كويست، الإعلامي في قناة «سي إن إن» إلى أهمية الاقتصاد قائلة: «عندما نتحدث عن الاقتصاد، فنحن نتحدث عن مستقبل العالم».واستعرضت لاجارد مستقبل الاقتصاد، والعلاقة بين الفساد والنمو، فضلًا عن أهمية دور المرأة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.وقالت إن الرسوم والتعرفات الجمركية والتوترات التجارية تؤثر في مستويات الثقة وكذلك في الأسواق، لا سيما في ظل سباق التحول الذي يشهده الاقتصاد العالمي، مطالبة دول العالم بالتوافق مع بعضها بعضاً، وتجاوز أزماتها لإرساء وتعزيز التجارة الحرة.وفي الوقت الذي أكدت فيه أن لسياسات التشدد المالي مزاياها وجوانبها الإيجابية، حيث تعد مؤشراً على عودة النمو، قالت إنها ستكون لها انعكاساتها السلبية في ظل ارتفاع مستويات المديونية المصدرة بالدولار.وأكدت أن مستقبل ما بعد «بريكست» مازال مجهولًا، ولا نعرف مدى تداعياته، لكنها قالت إن ما نعرفه ونستطيع تأكيده هو أن الوضع اليوم مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لن يكون أفضل منه بكل حال قبل خروجها، مطالبة دول العالم بالاستعداد عبر تدابير حمائية لمواجهة الأزمات التجارية وما سيترتب على مرحلة ما بعد «بريكست». وقالت إن على الشركات التحضير لمواجهة مرحلة ما بعد «بريكست»، وإن كانت تشك في قدرتها على القيام بذلك، في ظل التغيرات المتوقعة.وأضافت أن «جميع هذه الأسباب ترتبط ببعضها بعضاً ارتباطاً وثيقاً، وجميعها ستؤثر في الاقتصاد العالمي وحركة التجارة الدولية»، مضيفة أنه «عندما يكون هناك هذا العدد من السحب التي تخيم على الأجواء، لا يحتاج الأمر سوى شرارة برق واحدة لتبدأ العاصفة، وعلى الكل أن يتجهز ليكون الوضع الداخلي من القوة بحيث لا يتأثر بالعاصفة».ودعت دول العالم إلى عدم تقويض اقتصادها وتطبيق مبدأ الشفافية، واعتماد سياسة وحوكمة جيدة حتى تحافظ على اقتصاداتها، مؤكدة أن تصميم القادة السياسيين، هو الذي يقودنا إلى وضع مالي وتجاري أفضل.كما طالبت الدول بضرورة مكافحة الفساد، لما له من تأثيرات في تقويض السلطة وخفض مستوى الثقة، وكلما ازدادت معدلات الفساد تباطأ النمو الاقتصادي.وقالت: «إن أردتم النمو فعليكم بمكافحة الفساد، والأمر لا يرتبط بالنوايا، ولكن بالتطبيق من أعلى الهرم إلى أسفله». واستعرضت على هذا المستوى تجربة جورجيا التي تمكنت خلال خمس سنوات فقط من محاربتها لممارسات الفساد، من مضاعفة الإيرادات الحكومية لتزيد حصتها من الناتج المحلي من 12 إلى 25%.وقالت: يجب على الحكومات حماية بياناتها المالية وخصوصياتها من متطفلي الإنترنت والتطبيقات المتطورة، التي أدت إلى تسريب العديد من المعلومات في المجال الاقتصادي.نوهت لاجارد إلى تجربة الإمارات التي تقوم على تشجيع المرأة. وقالت: «المرأة في هذه الدولة لها مكانتها ويتم تشجيعها». ولفتت إلى أن نحو 70% من طلبة الجامعات نساء، وأمامهم فرص جيدة للعمل.وقالت إن الثورة الصناعية الرابعة سيكون لها تأثير في النساء أكثر من الرجال، ويجب على قادة الدول اتخاذ التدابير اللازمة للاستعداد لذلك؛ لا سيما وأن معظم وظائف النساء روتينية وتسهل أتمتتها.وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر في الوظائف بشكل عام، لافتة إلى أن دراسة أصدرها صندوق النقد الدولي، توقعت أن تتأثر 9% من الوظائف حول العالم، بتطبيقات الذكاء الاصطناعي.وأكدت أن العديد من السياسات والشركات الاستشارية، ترى أن عدد الوظائف سيتراجع بسبب التكنولوجيا الحديثة، ولكن هناك ملايين أخرى من الوظائف ستتغير. مكان في الجحيم للنساء اللاتي لا يدعمن النساء لدى سؤالها عن رأيها في مقولة دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي: «سيكون هناك مكان في الجحيم لمَن روّجوا «لبريكست» بلا تخطيط»، قالت لاجارد إنها تذكرها بمقولة مادلين أولبرايت إن هناك مكاناً في الجحيم للنساء اللاتي لا يدعمن النساء، وهي مقولة تدعمها لاجارد من دون شك، كما أكد المحاور.
مشاركة :