تناقضات فاخرة

  • 2/20/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت مصلحة الإحصاءات العامة أنها المصدر الرسمي الوحيد للإحصاءات والمعلومات بالمملكة، وأن الأرقام التي تعلنها عن مؤشرات البطالة والتضخم وقياس تكلفة المعيشة ونحوها هي الصحيحة، وأي أرقام إحصائية تصدرها الجهات الحكومية الأخرى تعتبر غير رسمية، وقال مديرها العام المكلف، في المؤتمر الصحفي الذي عقده بالرياض الأسبوع الماضي لإعلان أرقام القياس الجديدة، إن مصلحة الإحصاءات العامة تقوم بدور الطبيب في الكشف وإظهار الحقيقة، وعلى الجهات الحكومية الأخرى تبني ما تعلنه من أرقام والقيام بعملية وصف العلاج. ومع أنه إعلان صادم لمصادرته جهود واجتهادات جهات رسمية أخرى؛ كوزارة العمل ومعدلات البطالة والتوظيف التي تعلنها، ووزارة المالية ومؤشراتها الاقتصادية، أو ساما ومعدلات سعر الفائدة، ووزارة الخدمة المدنية وأرقام توظيفها، وحتى وزارة الداخلية ومعدلات الجريمة، وهي معدلات المفترض أن يعزز بعضها الآخر، إذا ما كان مصدرهما واحدا، المفترض أيضا أن تزود الجهات ذات الصلة معلوماتها وأرقامها لمصلحة الإحصاء لتبنيها بحكم قرب أولئك من ميدان معلوماتهم وتخصصهم. لكن لنتجاوز هذا، ولنتجاوز أيضا أن المصلحة ــ التابعة لوزارة التخطيط ــ هي من قدم أرقام وإحصاءات خططنا الخمسية التي ما زلنا نتحسسها، وهي ــ المصلحة ــ من كان يتفاجأ كل عام بمعدلات نمو السكان. بعد استعراض مهام المصلحة الذي قدمه سعادة مديرها المكلف في المؤتمر الصحفي، تكتشف أن المصلحة ما زالت بصدد الانتهاء من برنامج نظام المعلومات الوطني، وأن رؤيتها لـ«الاستراتيجية الوطنية للتنمية الإحصائية بالمملكة»، والتي سمعنا عن إعدادها وخطواته والانتهاء منه مرارا وتكرارا طوال العامين الماضيين، ما زالت لم تقر بعد، فعلى أي برنامج لم يكتمل بعد أو أية استراتيجية لم تعتمد بعد يريدنا سعادته أن نعتمد؟ كيف السبيل لفهم تناقض الأرقام هذا، تعلن وزارة العمل أو الخدمة المدنية رقما لمعدلات التوظيف التي تمت في القطاعين العام والخاص، وبأرقام عالية، تأتي مصلحة الإحصاء لتؤكد أن معدل البطالة ارتفع من 11.5% إلى 11.6%، وبرغم أنه تغير سلبي طفيف، إلا أنه ينسف جهود كلتا الوزارتين، فمن نصدق؟ هل بالغت الوزارتان في استعراض جهودهما، أم أن أرقام مصلحة الإحصاء أقرب للواقع؟ تعود وتسأل أي واقع وأنت ترى صفوف العاطلين وأرقام المتقدمين للوظائف المعلنة وهي تتصاعد، تسأل مرة أخرى هل ما زالت مصلحة الإحصاء تتفاجأ بنسب المواليد، أم أن الأمر خبط عشواء لعينات إحصائية عشوائية؟.

مشاركة :