سيداخلك العجب وتبلغ بك الحيرة مبلغاً لا تستطيع معه التيقن من أن من يسلك سلوكاً كهذا الذي أصفه بدون تزيد ولا مبالغة قد بلغ مبلغاً بعيداً من الجنون أو الحمق أو الانبطاح لتنفيذ ما يملى عليه أو العبث أو تطلب الشهرة وإعلان الوجود حتى لو بال في المسجد أو سار عارياً أو المناكفة لجيرانه أو الغيرة أو الحقد أو الانتقام أو أنه مصاب بانفصام الشخصية أو بهوس العظمة أو البحث عن تأثير في الوجود أو المغامرة المتهورة الحمقاء المؤدية للانتحار. ولنعدد ألواناً فاخرة من تناقضاته الفاخرة المجنونة: - يدّعي أنه ينتصر للفلسطينيين، ويدعم غزة «الحمساوية» ويذيع عبر «الجزيرة» أخباراً عن الطغيان والجبروت الصهيوني؛ فتشعر وأنت تتابع هذا الهذيان الإخباري عن فلسطين أن النظام القطري عروبي يرفع راية تحرير الأراضي المحتلة ويطالب بإقامة الدولة الفلسطينية كاملة غير منقوصة؛ بينما تجد في اللحظة نفسها رئيس وزراء إسرائيل القديم شيمعون بيريز أو الجديد نتنياهو يستعرضان في صور تذكارية مع طاقم قناة الجزيرة في إستيديوهاتها ويتبختران في جولات حرة بأسواق الدوحة، وتسمع عن تبرعات قطرية بمئات الملايين تتدفق على الكيان الصهيوني لبناء مجمعات سكنية يهودية في القدس. - يزعم أنه حريص على سلامة ونهضة وقوة الدول العربية؛ بينما يكيد لها عبر الجماعات الإرهابية (الإخوان المسلمين) أو التنظيمات السرية الثورية تحت مسميات منظمات المجتمع المدني ويشعل عبرها في المنطقة لهيب الثورات التخريبية التي أحرقت اليمن وليبيا وسوريا والعراق وكادت أن تدمر تونس ومصر. - يزعم أنه يحافظ على أقطار الوطن العربي ويدعم كل توجه لحمايتها من أي اعتداء؛ بينما يعلن ببجاحة أن إيران «شريفة» ويمد لها يد العون ويتبادل معها العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية؛ بل يحتفل الطيران الإيراني في سماء الدوحة باستعراضات احتفالية بمناسبة مرور أربعين عاماً على ثورة الخميني، وترفع أعلام إيران في سماء الدوحة، بينما رفعت لافتات الانتقام من العرب على أنقاض المدن العربية السنية التي سوَّتها بالأرض جحافل الحشد الإرهابي في العراق وسوريا. - يزعم أنه مع تحرير اليمن من الحوثي؛ بينما يدعم العصابة سراً وعلناً بالاستضافة والدعم المالي وتسريب المعلومات العسكرية وإعطاء معلومات كاذبة للتحالف لإيقاعه في أخطاء إلى أن تم كشف خيانته وتم طرده من اليمن. - يستضيف جماعة الإخوان ويمنحهم الإقامات والجوازات الدبلوماسية ومنصات العمل والتأثير ويبني في الوقت نفسه جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، مع معرفة ما بين المنهجين من تناقض وعدم اتفاق، لا يستحي من استضافة الجماعات الدينية المتطرفة التي تبدأ بالإخوان ولا تنتهي بالقاعدة بينما تفتح الدوحة مواخيرها وفنادقها للعربدة والمجون. ويحار العاقل أين العقل والمنطق في تقاطع الخطابات الأيدلوجية وتضارب الاتجاهات في سماء الدوحة بين الإخوان والسلفية المزعومة (جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب) والقومجيين والعلمانيين والصهيونيين (عزمي بشارة) كيف تظلهم سماء الدوحة؟!.. يتبع
مشاركة :