إن المتابع لما تطرحه أجهزتنا الإعلامية بمختلف اتجاهاتها المقروء والمرئي والمسموع من نقد وتوجيه يقع الحيز الأكبر منه باتجاه الخدمات التي تقدمها أمانة جدة وهذا بالتأكيد يضع جهازها في قفص الاتهام والإدانة بالتقصير لما يكتنف تلك الخدمات من مؤشرات التقصير ومدلولات الخلل إما بسوء التقديم أو انعدامه والعجيب وما يدعو للتساؤل أن الأمانة ممثلة في القائمين عليها قد ألزمت نفسها بالصمت والتجاهل واتخذت لذلك شعار ( لا أسمع . لا أرى . لا أتكلم ) ولعلي هنا ومن خلال هذا المنبر أطرح بعض أوجه ذلك القصور فعلى سبيل المثال لا الحصر: - خدمة النظافة أراها تزداد سوءاً يوماً بعد يوم في كافة شوارع وميادين ومسارب المدينة وخاصة أحياء الوسط والجنوب والشرق منها وما يؤكد ذلك تناثر النفايات وانتشار الروائح الكريهة وامتلاء حاويات النظافة وما حولها بتلك النفايات في منظر في غاية السوء والعبث وافتقاد تلك الحاويات للتعقيم والنظافة المستدامة مما يجعلها مرتعاً لكافة الحشرات والقوارض والبعوض والذباب التي انتشرت في كل مسارب المدينة بصورة لافتة جداً وما تقوم به الأمانة من رش لايحمل المواد الحقيقية والفاعلة لمكافحتها كونها مجرد دخان الديزل المرشوش وهذا ما تأكدت منه يقيناً من أحد عمالة الرش وفي مقابل ذلك نجد أن أغلب عمالة النظافة قد انشغلت بالتسول بأساليب مكشوفة وخاصة عند اشارات المرور التي قلما نجد أحدها خالياً من تلك العمالة فأين الأموال المخصصة للنظافة والى من أوكلت؟ وهل من محاسبة للمقصرين؟ - الحدائق المتزينة بالأشجار والأزهار والملاعب ودورات المياه والكراسي والمماشي المستوجب توفيرها من الأمانة في كل حي من الاحياء مفقودة في الأغلبية العظمى من أحياء المدينة وإن وجدت فهي مجرد مربعات متصحرة لاحراك فيها وقلما نجد مثل تلك الحدائق الجميلة المهيأة الا في بعض الأحياء الراقية التي يسكنها بعض المسئولين . - اضاءات أعمدة الشوارع وخاصة الأعمدة داخل الأحياء معطل بعضها منذ أشهر طويلة وبعضها مكشوف ويحمل خطورة الاقتراب وفي داخل الاحياء توجد الكثير من الحفر غير الآمنة لفقدان سبل الحماية لها وللأسف الشديد أن البلاغات الموجهة الى الأمانة لاتقابل بالاهتمام المطلوب ولمن يرغب قياس حجم الخلل بتلك الخدمات فليحصر عدد البلاغات الموجهة الى الأمانة خلال شهر فقط وليبحث عن عدد مرات أعمال التكسير والبناء للأرصفة كمثال حي لمجرى السيل بحي الصفا 9 شرق شارع أم القرى وسيجد الاجابة الشافية لكل تلك المخالفات .