يا أمانة جدة.. الأمانة مطلب | د. محمد سالم الغامدي

  • 9/14/2013
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يعجبني كالكثير غيري مسمى (الأمانة) الذي يُطلق إدارياً على المؤسسات ذات العلاقة بتقديم الخدمات البلدية للمدن كأمانة مدينة كذا.. ومصدر إعجابي حول هذا المُسمَّى أنه مرتبط بالكثير من القيم والمبادئ الإسلامية الفاضلة، كقيم الصدق والوفاء والإتقان ومبادئ العدل والمساواة والإحسان، وجميعها بالتأكيد مدرجة ضمن أهداف ومهام وبرامج تلك المؤسسات، وهذا ما يدفع المواطن دائما أن يطالب بها عند تنفيذ كافة المهام، وعند حدوث أي تقصير من قبل تلك الجهات، كما وأن له الحق في المحاسبة الدقيقة لتلك الجهات كون تلك المهام الموكلة إليها تُعدُّ فرضاً موجب التنفيذ أمر به ولي الأمر –يحفظه الله- وأوكل تنفيذه إليها، ومن هذا المنطلق أستطيع أن أنادي بل وأرفع صوتي مطالباً أمانة مدينة جدة بتحري العدل والمساواة والإحسان والإتقان عند توزيع تلك الخدمات على كافة الأحياء دون تمييز أو تخصيص، فكم هو محزن أن تجد بعض الأحياء المعروفة تحظى بأعلى درجات الرعاية والاهتمام من حيث النظافة والتنظيم والرعاية الوقائية، وتوفير الخدمات الفورية السريعة عند الطلب، بينما العكس تماماً كلما اتجهنا جنوب المدينة، حيث تفتقد الكثير من الأحياء بجنوب مدينة جدة للكثير من الخدمات المماثلة لأحياء شمالها، فمثلاً مخلفات بعض المشروعات ودرجة تسارعها تختلف اختلافاً بيّناً بين شمالها وجنوبها، حيث نجد مخلفات بعض المشروعات تستمر لأعوام في جنوب المدينة، بينما التنفيذ يكون حسب الخطة المدرجة في الشمال، فعلى سبيل المثال لا الحصر مجرى السيل الذي يخترق المدينة من شرقها لغربها، جاء الأمر من أمير المنطقة قبل عدة أعوام بتغطيته والاستفادة من تلك المساحة "المتوسطة للمدينة" لإقامة مشروعات ترفيهية للمواطنين، بعد أن يتم رصفها وتشجيرها، ووضع المسارات المخصصة لممارسة رياضة المشي، وزراعة المناطق الأخرى لاتخاذها أماكن للراحة، وقد تم فعلاً تنفيذ تلك التعليمات التي أعرف تماماً أنها شاملة لكل المجرى من شرق المدينة إلى غربها، لكن الذي حدث أن التنفيذ بتلك الصورة -التي أمر بها أمير المنطقة- تم فقط على المنطقة الشمالية الغربية للمدينة، أما الأحياء الشرقية والجنوبية فقد اكتفت الأمانة بتغطيتها بصورة مخجلة، بعد أن تركت بقايا المشروع من أتربة ومخلفات تشوّه صورته، والغريب أن بعض الأحياء في شرق المدينة كحي الصفا 9 قد سُحب منه مشروع التغطية بعد أن استلمه المقاول وبدأ التنفيذ الفعلي، فلماذا حدث ذلك، ألم يكن له ميزانية، ولماذا ترك مفتوحاً كحالته القديمة تجري به بقايا الصرف الصحي، مما تسبب في إلحاق الأذى بسكان الحي؛ الذين يشكون باستمرار حتى هذا اليوم من أمراض حمى الضنك، وبقايا الحميات الأخرى، ويشكون أيضاً انقطاع السبل مع الجزء الشمالي من الحي الذي يخترقه المجرى الكئيب، مما يجبرهم على ارتكاب المخالفات المرورية كل ثانية، وأرى أن يكون لهم الأولوية القصوى من حيث تغطية المجرى ليكفيهم شر ذلك البعوض، ويكفيهم عبء ارتكاب المخالفات المرورية المجبرين عليها رغم أنوفهم، بالإضافة إلى ما يتسبب به من أذى للأطفال الذين يلعبون عن جهل في ذلك المجرى الموبوء بكل الأمراض. وفي جانب آخر نجد أن فروع الأمانة الشرقية والجنوبية تتباطأ إلى درجة النسيان في تنفيذ بعض المشروعات لديها، وتفتقد تماماً لزراعة الحدائق وتجهيزها وبناء مسارات ممارسة رياضات المشي وردم الحفر المتقادمة وبناء الأرصفة المكسرة من عدة سنوات.. وندائي إلى معالي الأمين ومساعديه أن يلتفتوا إلى تلك الأحياء كالتفاتهم إلى أحياء أخرى، فالمدينة وسكانها وحدة واحدة، والجميع أمام ولي أمرنا -حفظه الله ورعاه- واحد، وهذا ما ينادي به -أعزه الله- في كل محفل من المحافل الاجتماعية، لكن هناك تفريط في التنفيذ، يوحي للمتابع أن هناك تقصير في تطبيق قِيَم "الأمانة" المنتسبون إليها، وهو ما يستوجب أن نراه واقعاً ملموساً في كل مسارب مدينتنا الحبيبة "جدة".. والله من وراء القصد. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (43) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :

مشاركة :