يقيني أنه حين تم إطلاق مسمى الأمانة على تلك المؤسسات الحكومية التي أوكل اليها تنفيذ الخدمات الأساسية للمدن كالتخطيط والنظافة وصيانة المرافق ومراقبة الأسواق وتنفيذ المشاريع أو الإشراف على تنفيذها فإن الهدف من تلك التسمية هو تعزيز قيمة الأمانة وتعظيم مكانتها في نفوس وسلوك القائمين عليها على مختلف مستوياتهم الادارية، لكن يبدو أن البعض من القائمين عليها ضاق ذرعاً بمضامين تلك التسمية فقرر أن يكفنها ويترحم عليها ويحسن دفنها تحت تلك المؤسسات. ولعلي هنا أستحضر بعض الدلالات المؤكدة التي تدل على صحة ما أشرت اليه واقتصر التمثيل على ذكر بعض الخدمات التي تقدمها أمانة محافظة جدة على سبيل المثال لا الحصر لأن الحال متشابه كثيراً مع أمانات مدن أخرى فأقول: من يتجول في شوارع مدينة جدة المسماة بالعروس يشعر بالألم لما وصلت إليه من سوء الصيانة فهنا حفرة وهناك مطب وهنا رصيف متكسر وهناك رصيف توقف العمل به قبل اكتماله وحتى لا أعمم الحكم فإني أستثني من ذلك طريق الملك ، وكم أتمنى أن تكون كل شوارعنا بتلك الروعة والجمال . اما النظافة فقد أصبحت بضاعة للتندر أمام قاطنيها وزوارها بعد أن تناثرت النفايات في العديد من مساربها وزواياها وتحول أغلب عمال النظافة بها الى متسولين عند اشارات المرور ومداخل الأحياء ،ويبدو أن الشركة القائمة على النظافة قد يسرت لهم تلك المهمة وأتمنى ألا يكون ذلك ضمن عقد العمل!!، ولعلي من هذا المنبر أقول إن الأمانة اذا لم تلتفت سريعاً لموضوع النظافة بمدينة جده فسوف نشهد قريباً ظهور الكثير من الأمراض كالضنك والكورونا وأمراض أخرى . كما أن بعض المشاريع نُفذت على أسوأ وجه بالرغم من تكلفتها المثيرة للاستغراب فعلى سبيل المثال لا الحصر أحد الأرصفة المنفذة حديثاً بحي الصفا 9 بطول 1600م وعرض 2م وبعدد هائل ومثير للاستغراب من أعمدة الانارة واستمر تنفيذه مايقارب عامين ولكن بعمالة لايتجاوز عددهم أربعة عمال والأغرب من ذلك والمثير للدهشة أن تكلفة ذلك المشروع كما دُوِّن باللوحة المعلَّقة له تقول إنها ( مائة وأربعة ملايين ريال) وأنا مسئول عن كل كلمة اقولها لمن يرغب الاستفسار ويقيني التام أن هنالك الكثير من المشاريع الأخرى كهذا المشروع وتستوجب المتابعة . ثم يبقى موضوع انارة الشوارع التي تعد الأسوأ على الاطلاق حيث تجد أغلب أعمدة الإنارة إما معطلة أغلب أيام العام أو مضاءة 24 ساعة دون انطفاء . وللحديث بقية لكني أكتفي بوضع هذه القضية المتشعبة أمام من يهمه الأمر . والله من وراء القصد.