أكرم الملك سلمان بن عبد العزيز الوسط الثقافي بأمره بإعانة الأندية الأدبية بمبلغ عشرة ملايين ريال؛ تقديرا من مقامه الكريم للدور الهام للشأن الثقافي والأدبي في الوطن، إضافة إلى حرصه ــ أيده الله ــ على استثمار هذه الإعانة في ربط المجتمع بالشأن الأدبي.. وحقيقة أتمنى من جميع رؤساء الأندية الأدبية الموقرين أن لا يكون من أولى اهتماماتهم إنشاء مقار جديدة أو قاعات مسرحية ضخمة، فالأولى استثمار هذه المبالغ ثقافيا في تنشيط الفعاليات والعمل على استقطاب الأسماء المنبرية التي تضيف للحركة الثقافية، بالإضافة إلى الاهتمام بالإصدارات الأدبية التي تضيف للمكتبات المتخصصة وتضيف للمهتمين بالشأن الأدبي؛ لأن أبرز نشاطات النادي هي (الفعاليات المنبرية والإصدارات)، وهي أهم ما يميز أي نادٍ أدبي؛ لذلك هي فرصة ثمينة جدا أن يكرس أعضاء مجالس الإدارات الذين قاموا بترشيح أنفسهم لعضوية النادي ومن ثم تم انتخابهم أن يعملوا على هذا الهم الثقافي، بدلا من الانشغال بمهام تعد ثانوية وليست ذات أهمية، ولن تضاف لقيمة النادي الأدبية، فالعمل على إنشاء قاعة ضخمة تزيد فوق الحاجة الفعلية لمناشط النادي أو إنشاء مبنى بتجهيزات ومساحات كبرى أعتبره هدرا للمال العام. لأن المشكلة الأكبر أن البعض يعتقد بأنه بهذه الطريقة هو يخدم المؤسسة حينما يقوم بالتوسع في إنشاء مقر أو قاعة كبرى، بينما هو في الأصل يرهق المؤسسة الثقافية بأعباء مالية ضخمة قد لا تستطيع الميزانيات الحالية تغطيته على المدى البعيد وحتى لو تم زيادة الميزانية عن الحالية بنسبة 100%، فأيضا سترتفع بطبيعة الحال التكلفة التشغيلية وتحتاج إلى مصاريف وتمويل ودعم ومطالبات تعيق من عمل النادي، وبالتالي قد تتهالك وتتقادم المعدات والتجهيزات نتيجة لعدم صيانتها بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل؛ لذلك كنت أقول إنه المفروض أن يترك جانب إنشاء المقر لوزارة الثقافة والإعلام، ممثلة بالشؤون الهندسية أو إدارة المرافق المعنية بتوحيد المباني للأندية الأدبية في جميع أنحاء المملكة؛ مثل المدراس أو أن تقوم بإنشاء مقر يتناسب طرازه المعماري مع طراز المنطقة وفق دراسة واستقصاء عن الاحتياجات الفعلية للنادي من قاعات ومكاتب، ويتفرغ مجلس الإدارة (المنتخب) للمهام التي جاء هو من أجلها.
مشاركة :