فر المئات ليل الاثنين/ الثلاثاء، من الكيلومترات الأخيرة تحت سيطرة تنظيم «داعش» في شرق سوريا، حيث تواصل قوات سوريا الديمقراطية «قسد» بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية المرحلة الأخيرة من هجومها الهادف لإنهاء وجود الإرهابيين في ريف دير الزور الشرقي، في وقت أكد التحالف أن قوات «قسد» تحقق تقدماً «بطيئاً ومنظماً»، في حين هز انفجار الجانب السوري من معبر السلامة الحدودي مع تركيا مخلفاً عدداً من الجرحى. وذكر مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، أن نحو 600 شخص خرجوا من الباغوز بعد منتصف الليل، مشيراً الى «اشتباكات عنيفة مستمرة» في المنطقة. ويخضع الخارجون من نقاط سيطرة التنظيم، في منطقة فرز مخصصة لهم، لعملية تفتيش وتدقيق أولي في هوياتهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية قبل نقل المشتبه في انتمائهم الى التنظيم إلى مراكز تحقيق خاصة، والمدنيين وعائلات التنظيم الى مخيمات في شمال شرق البلاد. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، إن أغلبية الخارجين هم من النساء والأطفال الأجانب، من جنسيات روسية وتركية وفرنسية وشيشانية، وبينهم كذلك 28 مقاتلاً من التنظيم في عدادهم سبعة أجانب، تم توقيفهم.وفي نقطة قريبة من خط الجبهة، قال قيادي ميداني من قوات سوريا الديمقراطية «بعد الهجوم المضاد «لداعش»، اندلعت اشتباكات عنيفة ونحن حالياً نثبت مواقعنا»، مشيراً إلى أن 20 في المئة من بلدة الباغوز لا تزال تحت سيطرة الإرهابيين وهي منطقة مملوءة بالألغام. وأسفر هجوم مضاد لتنظيم «داعش» الاثنين، عن مقتل 12 عنصراً من قوات سوريا الديمقراطية، وفق المرصد. كما أصيب صحفي إيطالي بجروح أثناء تغطيته تطورات المعارك، وفق ما كتب زميل له كان يرافقه على حسابه على «تويتر».وإلى جانب الألغام، تواصل هذه القوات تقدمها ببطء، وفق المرصد، نتيجة عوائق أخرى كالقناصة والأنفاق التي حفرها «الدواعش». يضاف إلى ذلك، وجود أسرى من قوات سوريا الديمقراطية لدى التنظيم المتطرف. وأوضح المتحدث باسم التحالف الكولونيل شون راين أمس، أن «التقدم بطيء ومنهجي مع تحصن العدو بشكل كامل، واستمرار مقاتلي التنظيم في شن هجمات معاكسة»، موضحاً في الوقت ذاته أن التحالف يستمر في «ضرب أهداف للتنظيم كلما كان ذلك متاحاً». وفي رسائل للأمم المتحدة نددت الخارجية السورية بالضربات التي قادتها الولايات المتحدة والتي أدت لمقتل 16 مدنياً في مخيم قرب باغوز بينهم نساء وأطفال. وقالت الوزارة «سوريا تطالب مجدداً مجلس الأمن بالوقوف ضد هذه الجرائم والاعتداءات، وأن يتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين وإجراء تحقيق دولي بهذه الجرائم وإدانتها والتحرك الفوري لوقفها ومنع تكرارها وإنهاء التواجد العدواني للقوات الأمريكية والقوات الأجنبية الأخرى غير الشرعي على الأراضي السورية». الى ذلك، ذكرت قناة إن.تي.في التلفزيونية التركية، أن انفجاراً وقع على الجانب السوري من معبر باب السلامة على الحدود التركية السورية، أمس. وقالت القناة إن الانفجار الذي وقع عند المعبر الحدودي بين بلدة أعزاز السورية وبلدة كلس التركية خلف عدداً لم يتم تحديده من الجرحى. (وكالات)
مشاركة :