استبشرنا أخيراً بقرار وزير البيئة والمياه والزراعة بتحويل بحيرة الأصفر في الأحساء إلى محميةٍ طبيعيةٍ وموقعٍ سياحيٍ بيئي وهذا ما كنا نأمله منذ زمنٍ طويلٍ كما نأمل أن تتحوَّل إلى موقعٍ سياحيٍ معتبرٍ يضم أنواع الحياة الفطرية من طيورٍ وحيواناتٍ فضلاً عن الخدمات الترفيهية والمرافق السياحية الجاذبة مع شق طريقٍ حديثٍ للوصول إليها بيسرٍ وسهولة وإقامة المهرجانات السياحية حولها والتعريف بها وجذب السياح إليها لتكون وجهةً سياحيةً مميزةً في الأحساء خاصةً أنها ضمن المواقع التي أهَّلت واحة الأحساء للدخول إلى قائمة التراث العالمي مما سيشجع المواطنين مستقبلاً على سكنى الوحدات السكنية المزمع إنشاؤها في هذا الموقع وقوامها 100 ألف وحدةٍ سكنيةٍ على أحدث طراز وموقعها يؤهلها لذلك عند تطويره حيث تقع شرق مدينة العمران بنحو 10 كلم ويقع العقير إلى شرقها بمسافة 35 كلم وتتألف في الأساس من مياه الصرف الزراعي التي تتجمع من مصارف صغيرة وأضيف إليها منذ سنواتٍ ناتج معالجة الصرف الصحي الصادر من محطة المعالجة الرئيسية وبقية محطات المعالجة في الأحساء وتحيط بالبحيرة الكثبان الرملية وتنمو حولها النباتات الصحراوية وعند انحسار المياه صيفاً تكون مرعىً غنياً للأنعام حيث يُخيِّم حولها جمع من الناس لهذا الغرض وتعد محطة استراحةٍ لهجرات الطيور المتنوِّعة التي تعبر مرتين في العام من الشمال إلى الجنوب والعكس وتتنوَّع هذه الطيور من بطٍ وأوزٍ وبلابل وعصافير كما تضم البحيرة أسماكاً وحيواناتٍ برمائية ويصل طولها إلى 25 كلم أما العرض فيتغير بين الصيف والشتاء لأنه عبارة عن ألسُن تمثل خلجاناً صغيرة وتعد البحيرة مكاناً جميلاً وماتعاً لمرتاديها من أهالي العمران والعيون والجشة والجفر والطرف لقربها منهم حيث يُخيِّمون فيها ويمارسون صيد الطيور في مواسم الهجرة ويُرجَّح أن يكون عمر هذه البحيرة مئات السنين وقد تكوَّنت نتيجة تدفق المياه الفائضة من عيون الأحساء الدفاقة واتصلت مع بعضها البعض لتكوِّن مجرى نهري مُحَلَّم وسليسل قديماً اللذين كانا يصبان في البحيرة مباشرةً لكن قنوات الصرف العملاقة حلت بديلاً عنهما لتصب في البحيرة وتأسر الطبيعة الخلابة في بحيرة الأصفر من يقف عليها فهي مياهٌ زرقاء ساكنة تزداد جمالاً ساعة سقوط أشعة الشمس على سطح الماء في الغروب وهدوء لا يكسر صمته سوى تغريد الطيور المهاجرة حيث تلتحم رمال الصحراء الذهبية مع الماء في تناغم ٍفريدٍ بين عناصر الطبيعة لتشكل صورةً من إبداع الخالق وسيكون لها شأن عظيم عند استثمارها السياحي وشدد أعضاء مجلس المنطقة الشرقية ولجنة الزراعة وحماية البيئة على ضرورة تكاتف الجهات ذات العلاقة ببحيرة الأصفر وكذلك المواطنين لبذل الجهود للمحافظة عليها كموقعٍ بيئيٍ طبيعي موجود منذ مئات السنين حمايتها من التلوث والحفاظ على الحياة البيئية والفطرية فيها بالإضافة إلى وضع الخطط المستقبلية لتطويرها .
مشاركة :