كيف أجعل طفلي محبّاً للصلاة مُقبلاً عليها (3-7) سنوات؟

  • 2/23/2015
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

المرحلة الأولى: كيف أجعل طفلي محبّاً للصلاة مقبلاً عليها في الطفولة المبكرة (3-5)؟ •     ينبغي أن يُدْرك المُربي أنّ من خصائص مرحلة الطفولة المبكرة التقليد والمحاكاة والاستقلال وإحساس الطفل بذاتيته؛ فيبْتكر الوسائلَ التي تحبِّبُ الطفلَ في الصلاة بما يناسب المرحلة العمرية. •     يحاول المربي أن يُصلي في مكان يراه أطفاله, ولا يمنعهم من الاقتراب منه, أو قطع صلاته, أو الوقوف بجانبه, أو الصعود على ظهره وهو ساجد, بل ويطيل في السجود لو صعد أحدهم على ظهره؛ اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم, فعن عبدالله بن شداد عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسناً أو حسيناً، فتقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوضعه ثم كبَّر للصلاة فصلى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي: فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها، حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك، قال: (كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني, فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته). [رواه النسائي وصححه الألباني]. وفي هذا من اللطف والقرب ما يجعل الطفل يحب الصلاة ويأنس بها, لا كما يفعل بعض الناس من دفع أطفالهم بشدة لو تحركوا وهم بجانبه أو اقتربوا منه وهو يصلي, وهذا من التنفير والعياذ بالله. •     التشجيع على المحاكاة, كم هو جميل أن يضع المربي في جيبه قطعة حلوى؛ فيعطيها طفله كلما قلده في الصلاة أو الوضوء أو الذكر. •     في هذه المرحلة لا مانع أن يدخل الطفل المسجد ولو مرة واحدة ليرى المصلين ويقف بجانبهم, ويحْسُنُ من جماعة المسجد الاحتفاء به والسلام عليه وتشجيعه والصبر على حركته وعبثه, فهذا يُعطي الطفل انطباعاً جميلاً عن المسجد وعن الصلاة, ولو نهره أحد المصلين أو الأب نفسه فربما بقي الأثر السيئ من المساجد ملازماً له حتى بعد الكبر. والدليل على أن الأطفال الصغار كانوا يدخلون المسجد, ما رواه بريدة بن الحصيب -رضي الله عنه- يقول: كانَ النَّبيُّ صلَّى الله علَيهِ وسلَّمَ يخطُبُ، فجاءَ الحسنُ والحُسَيْنُ رضيَ الله عنهما، وعليهما قميصانِ أحمرانِ يعثُرانِ فيهما، فنزلَ النَّبيُّ صلَّى الله علَيهِ وسلَّمَ، فقَطعَ كلامَهُ، فحملَهُما ثمَّ عادَ إلى المنبرِ، ثمَّ قالَ: (صدقَ الله: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} رأيتُ هذينِ يعثرانِ في قميصَيهما، فلم أصبِرْ حتَّى قَطعتُ كَلامي فحَملتُهُما) [رواه النسائي وصححه الألباني]. •     يحسن بالأم أثناء الصلوات الجهرية أن ترفع صوت التلفاز قليلاً؛ ليشاهد أطفالها حركات المصلين في الحرم المكي أو الحرم المدني ويستمعوا لقراءة الفاتحة والقرآن. تنبيه: إذا صادف أن الطفل يشاهد مسلسل كرتوني وقت الصلاة وكان منسجماً معه, فلا تتعسف الأم وتضع القناة التي تعرض الصلاة بالقوة, لأن ذلك ربما ينفِّر الطفل. •     ربط التدريب على الصلاة بالمتعة والمرح وتجنب الأمر أو التعديل. •     في هذه المرحلة يحرص المربي على تعليم طفله سورةَ الفاتحة وقصار السور بطريقة مشوِّقة ودون إجبار. أرأيت أيها المربي في هذا السن كم يحفظ أطفالنا من الأناشيد؟ّ!.  المرحلة الثانية: كيف أجعل طفلي محبّاً للصلاة مقبلاً عليها في الطفولة المتوسطة (5-7)؟ •     ينبغي أن يتعرَّف المربي على خصائص المرحلة, فالطفل أكثر إدراكاً للمحسوسات حوله ويستطيع التمييز بين الثنائيات: (الجنة, والنار), (الحق والباطل), وتكثر أسئلته عن (الإله وعن اليوم الآخر). •     التعليم بالترفيه, يجلب المربي لطفله كتيب تلوين موضحاً عليه بالصور كيفيِّة الوضوء والصلاة عملياً, ويشاركه متعة الاكتشاف, ويشرح له بعض الصور. •     الاحتواء العاطفي, كلما وقف الطفل بجانب أبيه أو وقفت الطفلة بجانب أمّها لتأدية الوضوء أو الصلاة؛ فعلى الوالدين أن يُغدقا على صغيرهما بالاحتضان, والقبلة, والتربيت على الكتف, فإن ذلك ينقل عاطفة الطفل الفياضة إلى الصلاة ذاتها. •     ليحرص المربي على المكافأة الفورية, ولتكن بعد الصلاة مباشرة؛ ليرتبط الأثر الجميل بسجادة الصلاة أو المسجد. •     تحميل المقاطع التعليمية للوضوء والصلاة في أجهزة الطفل (الآيباد, الآيبود) والتي فيها أفلام الكرتون وصور وألوان وأناشيد, تساعد على تدريب الطفل على الوضوء والصلاة بمتعة وتسلية. •     أن يربط المربي شيئاً محبباً للطفل بالصلاة ارتباطاً شرطياً, كأن يقول للطفل هيَّا نذهب للصلاة وفي طريقنا نشتري حلوى. •     في هذا السن يستوعب الطفل نِعَم الله المحسوسة, مثال: أنت لديك أم وزميلك فلان يتيم!, فيحسن بالأب والأم تعريفه بنعم الله وتعليمه الشكر, وتذكيره بمحبة الله ورحمته, وأن الله يحب الذي يصلي. •     البعد عن الأمر المباشر بالصلاة أو التعديل عليه؛ لأن وقت الأمر لم يحن بعد, وهذا وقت ترغيب وتحبيب بالصلاة. •     تهيئة الطفل للأمر بالصلاة وتشويقه لها, والقول له إنك إذا بلغت السابعة فحبيبك الرسول -صلى الله عليه وسلم- يأمرك بأداء الصلاة لكي يحبك الله. •     التأكد من أن الطفل يجيد الطهارة والاستنجاء, وذلك استعداداً لسنّ السابعة مرحلة الأمر المباشر بالصلاة.  المقال القادم إن شاء الله – سيكون بعنوان: كيف أجعل طفلي محبّاً للصلاة مقبلاً عليها (7-12) سنة؟ نايف القرشي تويتر: @naif_odian

مشاركة :