خبراء مصريون لـ «الاتحاد»: دعوة قطر للحوار مع دول المقاطعة «أكذوبة مكررة»

  • 2/18/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

وصف خبراء ومحللون دعوة وزير خارجية قطر خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن إلى الجلوس مع دول الرباعي العربي لحل أزمة المقاطعة بـ«أكذوبة مكررة» اعتادت الدوحة على أن تطلقها بين الحين والآخر من دون أن تقدم أي ضمانة حقيقية تبرهن على صدق رغبتها في الحوار الجاد والهادف. وأكد الخبراء أن قطر لا تبدي أي مرونة نحو الاستجابة لمطالب وشروط دول المقاطعة، وفي مقدمتها التوقف عن دعم وتمويل الجماعات الإرهابية، والتوقف عن التدخل في شؤون الدول العربية الداخلية، والتوقف عن محاولاتها المستمرة لتعميق علاقاتها مع إيران وتركيا على حساب المصالح العربية. وأوضحوا أن هناك طريقاً واحداً أمام قطر لوضع نهاية لأزمتها الراهنة يتمثل في الاستجابة لمطالب وشروط دول المقاطعة، وإذا لم تفعل قطر ذلك فإن المقاطعة ستطول لسنوات عدة قادمة، وحينها ستكون قطر هي الخاسرة لا محالة. ومن جانبه قلل اللواء محمود منصور، أحد مؤسسي جهاز المخابرات العامة القطري، من شأن دعوة وزير خارجية قطر إلى الجلوس مع الرباعي العربي «الإمارات والسعودية والبحرين ومصر»، ووصفها بـ«دعوة عديمة الفائدة»، اعتادت قطر على أن تطلقها بين الحين والآخر من دون أن تقدم أي ضمانة حقيقية تبرهن على صدق رغبتها في الحوار الجاد والهادف. وقال اللواء منصور: منذ الإعلان عن قرار الرباعي العربي بقطع العلاقات مع قطر في الخامس من يونيو 2017، يصر النظام القطري على سياساته العدائية تجاه المنطقة العربية، وفي الوقت الذي يدعو فيه إلى الحوار لحل أزمته الراهنة، نجده لا يبدي أي مرونة نحو الاستجابة لمطالب وشروط دول المقاطعة، وفي مقدمتها التوقف عن دعم وتمويل الجماعات والتنظيمات الإرهابية، والتوقف عن التدخل في شؤون الدول العربية الداخلية، والتوقف عن محاولاتها المستمرة لتعميق علاقاتها مع إيران وتركيا على حساب المصالح العربية، ومن ثم فإنه من المؤكد أن تصريحات وزير الخارجية القطري في مؤتمر ميونيخ حول استعداد بلاده للجلوس مع دول المقاطعة الأربع ليس إلا تكرارا لتصريحات مستهلكة، تحاول قطر من خلالها خداع الرأي العام العربي والعالمي من خلال الإدعاء بأن لديها الرغبة في الحوار مع الرباعي العربي، وبالتأكيد هذه السياسة الماكرة التي تتبعها الدوحة لا يمكن للرباعي العربي أن ينخدع فيها، وما يؤكد ذلك تأكيد مصر على لسان وزير خارجيتها منذ أيام قليلة على أنه لا تصالح مع قطر مادامت لا تستجيب لمطالب وشروط دول المقاطعة. وأضاف: في ظل الخسائر الفادحة التي أصابت الاقتصاد القطري بسبب إجراءات المقاطعة، فضلا عن حالة العزلة الخانقة التي تعيشها قطر حاليا، فإن النظام الحاكم في قطر يحاول الخروج من ذلك كله بطريقة خبيثة تضمن له الاستمرار في سياساته العدائية وتعميق علاقاته مع إيران وتركيا، ويظن أن دعواته الماكرة إلى الحوار مع دول المقاطعة سوف يضعها في موقف محرج أمام الرأي العام الدولي، وهو ما يجبرها -أي دول المقاطعة- على الجلوس مع الدوحة والتنازل عن الشروط والمطالب التي سبق أن قدمتها للجانب القطري، والمؤكد هنا أن هذا الأمر لن يحدث على الإطلاق، ولن تتخلى دول الرباعي العربي عن أي شرط أو مطلب من شروطها ومطالبها، وسوف تستمر إجراءات المقاطعة حتى تستجيب الدوحة لصوت العقل، وتعود إلى رشدها، وتتوقف تماما عن سياسات الإضرار بالمصالح العربية والأمن القومي العربي. أما الباحث والمحلل، بلال الدوي، مدير مركز الخليج للدراسات، فقال: كان من المتوقع أن تستغل قطر مؤتمر ميونيخ لتحقيق مكاسب خاصة عبر الترويج لأكاذيبها المعتادة والمكررة، وفي مقدمتها أكذوبة استعدادها للجلوس مع دول المقاطعة الأربع لحل الأزمة الراهنة، وهو ما حدث بالفعل على لسان وزير خارجيتها الذي حاول أن يظهر بلاده في صورة الدولة المظلومة والتي تحاول القوى العربية الكبرى أن تنتهك سيادتها رغم أن لديها رغبة في الجلوس مع هذه القوى على مائدة التفاوض والحوار. وأضاف الدوي: لقد حاول وزير الخارجية القطري خلال حضوره في مؤتمر ميونيخ أن يطمس الحقائق والوقائع متوهماً أن بإمكان بلاده الخروج من هذه الأزمة منتصرة وبأقل الخسائر عبر الترويج لسلسلة طويلة من الأكاذيب والأباطيل وإتباع سياسة خلط الأوراق، ففي الوقت الذي دعا فيه إلى الحوار مع دول المقاطعة تجاهل تماما إصرار الدول الأربع على ضرورة التزام قطر بقائمة المطالب التي تسلمتها قطر منذ ما يقرب من عامين، ومن بينها عدم التدخل في شؤون الدول العربية والتوقف عن دعم الإرهاب، وهو الأمر الذي يؤكد أن دعوة وزير خارجية قطر للجلوس مع دول المقاطعة «زائفة» وغير حقيقية، وتقال فقط لمجرد الاستهلاك الإعلامي. وتابع: هناك طريق واحد أمام قطر لوضع نهاية لأزمتها الراهنة يتمثل في الاستجابة لمطالب وشروط دول المقاطعة، وإذا لم تفعل قطر ذلك فإن المقاطعة ستطول لسنوات عدة قادمة، وحينها ستكون قطر هي الخاسرة لا محالة.

مشاركة :