بعد نجاح ثورة الثلاثين من يونيو وإسقاط حكم «الإخوان» تآمرت دويلة قطر عبر أذرعها الإعلامية «قناة الجزيرة» على مصر من خلال التحريض على العنف والتخريب، وسلطت القناة بشكل لم تراع فيه أي ضوابط مهنية أو أخلاقية مجموعة من الإعلاميين المحسوبين على تنظيم «الإخوان» لينفذوا حملة منظمة ودقيقة هدفها ضرب الاستقرار المصري وجر قلب العرب إلى الفوضى ليلحق بليبيا وسوريا واليمن، غير أن مصر استطاعت التغلب على المؤامرة ووأدها في مهدها، لكن إعلام قطر بحسب خبراء مصريين لم يرتدع ولم يكف عن المحاولة من خلال نشر وتكريس الكراهية إلى أن أتت الصدمة الأخيرة التي زادت من حالة عدم الاتزان في الإعلام القطري وجعلته في حالة سعار. وقال رئيس تحرير جريدة الأهرام السابق الكاتب المصري أسامة سرايا، إن القطريين في السنوات الماضية وضعوا لأنفسهم منهجهم الخاص وسياساتهم في المنطقة، والتي كان جزءاً منها دعم وتمويل وإيواء العناصر والكيانات الإرهابية، واستغلوا في ذلك عدم رغبة الدول الخليجية ومصر في اختلاق أية أزمات بالمنطقة، وظنّوا أن تلك الممارسات والسياسات لن تنكشف ولن تتم عملية المواجهة، وأن الموقف القوي المتخذ ضد الدوحة منذ قرارات المقاطعة لم يكن في حسبانهم أبداً. صدمة وذهول وتابع: «لم يكن القطريون يدركون أنه سيحدث نوع من أنواع المواجهة من هذا النوع وبهذا الشكل القوي، وبالتالي عندما اتخذت قرارات المقاطعة والموقف القوي الذي اتخذته السعودية والإمارات والبحرين ومصر بدت قطر في حالة ذهول ومفاجأة، وعبّر عن ذلك صراحة الإعلام القطري الذي تلقى القرارات بنوع من الذهول والتخبط والصدمة، ولم تجد قطر سوى إعلان بدء الحرب الباردة عبر إعلامها لمواجهة دول المقاطعة». وأفاد بأن قطر سخرت وسائل إعلامها منذ بدء الأزمة للسخرية من النظم السياسية للدول الأخرى وكذا السخرية من إعلام الدول الأخرى المقاطعة لها، مع نشر الشائعات والأخبار الكاذبة، وذلك يكرس ويؤكد أن السياسة القطرية لم تراوح مرحلة الذهول والتخبط والصدمة حتى اللحظة، وأن قطر فشلت في وضع الحلول لموقفها بعد ضبطها متلبسة بدعم وتمويل الإرهاب، ذلك أن سياسييها لديهم مراهقة سياسية وليست لديهم أية خبرة أو قدرة على المواجهة السياسية مباشرة، بالتالي يلجئون لطرق ملتوية وحرب باردة عبر الإعلام. ولفت الكاتب الصحافي المصري لـ «البيان»، من القاهرة، إلى أن قطر تعاني حالة من التخبط السياسي والإعلامي، وليس لديها أي ردود أو حجج منطقية للمواجهة، وبالتالي تم الاعتماد على ذلك الخطاب الإعلامي غير المسؤول والمستهتر، من أجل توجيه رسائل من خطاب المظلومية إلى الغرب، ورسائل أخرى للداخل القطري وللدول العربية بأن الدوحة تستطيع المواجهة و«رد الصاع صاعين». سعار وشدد على أن «السعار والهياج الإعلامي القطري» يكرس حالة من الكراهية غير المسبوقة في المنطقة. واصفاً ممارسات الإعلام القطري بأنها «جنون إعلامي» وسياسات من أشخاص فاقدين للأهلية والرؤية والانتماء، وأن قطر وإعلامها يتعاملون بطريقة بها نوع من الرعونة والاستهتار وعدم الوعي، وأن الدوحة لن تستطيع تحمل كل العقبات التي يعززها موقفها وموقف إعلامها. ورأى سرايا أن أمير قطر لا يهمه استقرار المنطقة وتماسكها، بل إن قطر تحاول تكسير دول الخليج كما حاولت تكسير مصر، وتسعى لنشر حالة من الكراهية في المنطقة، في إطار «حرب باردة» المنطقة في غنى عنها وعن تبعاتها وليست في صالح أحد حتى قطر نفسها سوف تكون أكبر المتضررين منها، لاسيما أن الدوحة وإعلامها تمارس تلك الممارسات بينما تعاني حالة من الانهيار إثر حالة المقاطعة. وفي الاتجاه ذاته ذهب النائب البرلماني المصري عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب أسامة شرشر، واصفاً أداء الإعلام القطري بالانحطاط، مشيراً إلى أنه يعاني حالة من الازدواجية، مشدداً على أن إعلام الدوحة، ولاسيما قناة الجزيرة، يسعى إلى استجداء عطف الغرب من خلال نشر الشائعات والأكاذيب المضللة. تناقض وازدواجية وأفاد شرشر لـ«البيان»، من القاهرة، بأن وسائل الإعلام القطرية تحاول بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة استجداء الغرب، ومخاطبة الإعلام الغربي على وجه التحديد لخلق رأي عام غربي داعم لقطر، ويسعى الإعلام القطري من خلال معالجاته المختلفة للأزمة لإظهار أن قطر «ضحية»، رغم أن قطر لاعب حقيقي وواضح في تمويل ودعم العناصر والكيانات الإرهابية المختلفة في المنطقة. وتابع شرشر: استخدمت قطر قناة الجزيرة كذراع إعلامية رئيسية لتصدير الإرهاب إلى الدول العربية، والتحريض عليها، لإثارة الفوضى والقلاقل فيها.. ولا يخفى على أحد «الدور القذر» الذي لعبته تلك القناة في دعم العناصر الإرهابية والترويج لهم، لاسيما في كل من سوريا والعراق وتفاقم الأوضاع في ليبيا.. كما لا يخفى على أحد الدور الذي لعبته قطر بشكل عام في تمويل العناصر الإرهابية الأمر الذي كان سبباً في تفاقم بعض الصراعات في المنطقة ومحاولات إسقاط سوريا والعراق، من خلال ما قدمته الدوحة من دعم للدواعش والمتطرفين. وشدد عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب المصري على أن وسائل الإعلام القطرية حاولت أن تتكئ على الغرب ووسائل الإعلام الغربية في تعاملها مع الأزمة، وتلك الحلول لن تفضي إلا إلى سقوطهم عاجلاً أو آجلاً، لأن حقيقة دعم قطر للإرهاب واضحة للعيان. استراتيجية وفي السياق، شدد النائب البرلماني المصري على ضرورة وجود استراتيجية إعلامية عربية لمواجهة الإرهاب، تخرج من نطاق جامعة الدول العربية التي تقع على عاتقها تلك المسؤولية المُهمة، على أن يتم التنسيق مع الأجهزة المخابراتية في الدول العربية وكذا مع وسائل الإعلام العربية الوطنية في ذلك الصدد. وأوضح أنه من الضروري أن تتحد الدول العربية من خلال الجامعة العربية لوضع تلك الاستراتيجية لمواجهة الإرهاب، والتحرك على الصعيد الخارجي لمواجهة الأكاذيب والادّعاءات التي ينشرها أمير قطر وعائلته – عبر السياسات الإعلامية القطرية - من أجل تشويه الحقائق وادّعاء أنه مظلوم ونفي حقيقة دعمه وتمويله للعناصر والكيانات الإرهابية لإسقاط دول المنطقة، كما أنه من الضروري أن تكون هنالك قناة تتحدث باسم العرب؛ من أجل مواجهة هذه الهجمة الشرسة.
مشاركة :