أكد خبراء سياسيون، أن دعوة وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن للدول العربية لفتح حوار إيجابي مع إيران وبناء علاقات طيبة مع تركيا، دليل على صحة الإجراءات والمقاطعة التي اتخذتها دول الرباعي العربي، السعودية والإمارات ومصر والبحرين، ضد قطر، لأنها دولة تعمل وفقاً لأجندة إيرانية وتركية على حساب المصالح العربية والخليجية. وأشاروا في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى أن دعوة وزير الخارجية القطري في هذا التوقيت، دعوة خبيثة خاصة بعد الاتفاق العسكري الأخير مع أنقرة، دليل على المؤامرات التي تتبعها قطر لتهديد أمن واستقرار دول الخليج والمنطقة العربية، خاصة بعد أن أصبحت قطر قاعدة عسكرية لأطراف إقليمية لهم مطامع استعمارية في المنطقة. وكان وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، قد صرح بأن الأزمة الخليجية بين قطر من جهة والسعودية والإمارات ومصر والبحرين من جهة أخرى لن تحل قريبا وأنه لا يوجد حل لها في الأفق، مطالباً دول مجلس التعاون الخليجي بفتح حوار «إيجابي» مع إيران كونها جزءاً من جغرافية الخليج من أجل حل القضية المحورية للأمن الإقليمي، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة بناء علاقات طيبة مع تركيا وإيران والعراق لأن هذه الدول تشكل جزءاً من الإقليم. الأطراف الإقليمية وأكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، أنه يجب التعامل مع هذه الدعوة بجدية لأنها تأتي في توقيت مهم وله دلالته، لأن قطر أصبحت الآن تتحدث باسم الأطراف الإقليمية في المنطقة خاصة إيران وتركيا والجانب الإسرائيلي للأسف في الملف الفلسطيني، مشيراً إلى أن دعوة وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن جاءت قبل عقد مؤتمر «بولندا» والمخصص لبحث السياسات المتوقع إتباعها ضد إيران، وقضايا كثيرة في الإقليم بأكمله، وأيضا خلال الترتيبات الجارية لعقد القمة العربية في مارس المقبل، مؤكداً أن قطر ترغب في أن تكون المتحدث باسم إيران وترسل رسائل للدول العربية قبل عقد المؤتمر من أجل تخفيف الوطأة عن طهران، وعلى أمل عدم توجيه أي تحفظات أو انتقادات لإيران. وأشار إلى أن دعوة قطر أيضا تأتي كمحاولة منها لرد الجميل لإيران التي تواجه اليوم صعوبات كبيرة سياسية واقتصادية بسبب فرض العقوبات الأميركية عليها بعد إلغاء الاتفاق النووي الإيراني الأميركي، وبدء فرض العقوبات الدولية على إيران واستمرار الضغوط الدولية عليها، لافتاً إلى أن النظام القطري يريد أن يؤكد لإيران أنهم يقفون معهم في أزمتهم الراهنة. وأكد أن دعوة وزير الخارجية القطري لم تغفل أيضاً الجانب التركي في إطار الحديث عن الأطراف الإقليمية، مشيراً إلى أن هذا يعود أيضاً إلى انصياع قطر لتركيا بعد تدعيم الاتفاق العسكري الأخير الذي تم بين الدوحة وأنقرة، وتطور التعاون والشراكة العسكرية والاستراتيجية مع أنقرة. وأوضح أن قطر تتحدث دائما باسم الوكيل في المنطقة، وتريد أن تفرض الخيارات الإقليمية على الخيارات العربية، وتسعى لمطالبة الدول العربية بمواقف إيجابية، وفي نفس الوقت لا تطالب تركيا بعدم التدخل في الشأن السوري وفي العمق العربي، وكذلك الحال بالنسبة لإيران التي تتغلغل في العواصم العربية بصورة أو بأخرى وتفرض انصياعها، مشيراً إلى أن قطر دائماً تحاول أن ترمي الكرة في ملعب الدول العربية بالتهدئة وليس في ملعب تركيا وإيران. وأكد أن هذه الدعوة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك صحة الإجراءات والمقاطعة التي اتخذتها دول الرباعي العربي، السعودية والإمارات ومصر والبحرين، ضد قطر لأنها دولة تعمل وفقاً لأجندة إيرانية وتركية على حساب المصالح العربية والخليجية، لافتاً إلى أنه بدلاً من عودة قطر إلى حضن الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، فإنها تتحرك بصورة معادية لهذه الدول في اتجاه إيران وتركيا. أشار إلى أن دول الخليج العربي يعملون الآن بمواقف ثابتة مع مصر فيما يتعلق بمقاطعة قطر، والمبادئ الحاكمة للأزمة الخليجية لم تتغير، مؤكداً أن دول الخليج تحقق الآن نجاحات كبيرة في المشهد السياسي، خاصة دولة الإمارات العربية المتحدة التي انطلقت بصورة كبيرة في مجالات عدة سياسية واقتصادية، لافتاً إلى الزيارة المهمة التي سيقوم بها بابا الفاتيكان فرنسيس الثاني لدولة الإمارات الشهر المقبل، وغير ذلك من التحركات الكبيرة التي تقوم بها السعودية والإمارات ومصر، والتي تؤكد أن موقف هذه الدول ثابت ولم يتغير في هذه الفترة. مؤكداً أنه يجب على القطريين أن يغيروا من أنفسهم في هذا الجانب. مطامع استعمارية من جانبه استنكر الدكتور سعيد اللاوندي أستاذ العلاقات الدولية، دعوة وزير الخارجية القطري بضرورة فتح حوار إيجابي مع إيران من قبل الدول العربية، وكذلك بناء علاقات طيبة مع تركيا، مؤكداً أن قطر بهذه الدعوة تُدين نفسها مرة أخرى أمام العالم، لأن إيران وتركيا لهما مطامع استعمارية في المنطقة، ويحاولان دائماً التدخل في شؤون الدول العربية والخليجية وفرض السيطرة الإقليمية في المنطقة. وأشار إلى أن هذه الدعوة تؤكد أن هناك تعاوناً وتحالفاً وثيقاً بين إيران وقطر ضد الأمن القومي العربي، مؤكداً أن العالم أجمع يعلم سياسة إيران العدائية في كثير من الدول، وكذلك سعيها لفرض سياستها التخريبية بدعمها جماعة الحوثيين المنقلبين على الشرعية في اليمن، وكذلك تدخلها في سوريا ودعم حزب الله والمعارضة السورية هناك، لافتاً إلى أن هذه السياسة العدائية تهدف إلى تقويض الأمن ونشر الفوضى والتدخل في شؤون الدول العربية والخليجية، بما يحقق الأهداف الإقليمية القطرية والإيرانية لعدم الاستقرار في المنطقة. وقال اللاوندي إن الدعوة القطرية تؤكد على صحة موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في قطر، مشيراً إلى أن النظام القطري دعم علاقاته السياسية والاقتصادية أيضاً مع تركيا، ووافق على تدشين قاعدة عسكرية تركية وإرسال جنود أتراك في الدوحة، وهو ما يعد نوعاً من الاستقواء العسكري بأنقرة، والذي أدى بدوره إلى زيادة الخلافات الأمنية بين دول الخليج وقطر، مؤكداً أن دعوة وزير الخارجية القطري دعوة خبيثة، ودليل على المؤامرات التي تتبعها قطر لتهديد أمن واستقرار دول الخليج والمنطقة، خاصة بعد أن أصبحت قطر قاعدة عسكرية لأطراف إقليمية لهم مطامع استعمارية في المنطقة.
مشاركة :