خواطر في فواتير القيم

  • 2/23/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عبداللطيف الزبيدي هل ثمّة شيء أخطر على سلامة البلدان اليوم، من القانون الدولي والمنظمات الأمميّة؟ لو كانت المسألة مقتصرة على «حاميها حراميها»، لهان الأمر، فالكارثة صارت قاضيها هو القاضي عليها. الدول التي تعدو عليها الذئاب تجد عزاءها لدى المتنبّي:«كفى بك داء أن ترى الموت شافيا..وحسب المنايا أن يكنّ أمانيا». الفيلسوف الفرنسي ميشيل أونفري، ليس ممّن يلقون الأفكار جزافا: «الحضارة الغربية انتهت»، بصيغة الماضي المقضي، لا المضارع الاستقبالي. الفيلسوف يرى الواقع العينيّ والمستتر، من خلال منظومة قيم، أو لا يكون ولا تكون الفلسفة. الحضارة أيضاً لها وجه من هذا القبيل. من تعريفاتها العميقة: «الحضارة هي الطبيعة يضاف إليها الإنسان». على هذا الأساس: لا تكون الحضارة قانون الغاب، تضاف إليه همجيّة الآدميّ وأكاذيب أطماعه. من العسير الانخداع بأغلوطة أن الشعوب العربية هي التي ذهبت بريح الجامعة العربية، وجرّدتها من الفعل. كلّ ما هنالك هو أن الإمساك بمعروف لم يعد ممكناً مع المنظمة العربية الأولى، فتسريح بإحسان بالثلاثة آلاف، لا بالثلاث. لو استفتي العرب ما رأيت أحداً يرضى ببقائها في العصمة. الشعوب تعرف من كانوا السبب في تجريدها من أمانة خدمة مصالح الدول العربية. القصة ذاتها تنطبق على منظمة الأمم، التي لم تعد تتّحد إلاّ في طاعة جبابرة الأرض. نادراً ما نرى مشهداً يشرح صدور المصدورين المصدوعين المصدومين دائماً بالقرارات الجائرة، في سوق القيم البائرة، وطغيان الدوائر الدائرة. كم في ذاكرتك من نظير للهزيمة الهائلة للسفيرة هايلي السيخيّة الأصل، التي شوتها الأصوات على سيخ رفض بيع الضمير. تلك كانت لعنة القدس، التي لم تبدأ بعد سلسلة لعناتها. فلسطين لن يستطيع أحد بيعها، حتى لو وقعت في فخ غسل الأدمغة مئة جامعة ومئة منظمة أمم. عالم القيم هو الآخر لا يباع، فإذا رأيت مناعة القيم تنهار، فاعلم أن جهاز المناعة في صدد تجديد معادلاته. لزوم ما يلزم: النتيجة التجارية: القيم لا تباع ولا تشترى، لكن فواتيرها دائماً باهظة. abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :