خواطر في القمّة الأدبية

  • 5/10/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عبداللطيف الزبيدي كيف نفسّر تواري رموز القمم الأدبية في كل اللغات؟ في تاريخ آداب كل لغة، يحتلّ أعلى قمّة فيها شخص واحد، هو إيفريست الأدب. المقارنة سهلة، أمّا لماذا التواري فهنا مكسّرات الرؤوس. يسيرٌ أن تقايس ذلك بتواري الزعامات السياسية التاريخية، وعمالقة الروّاد في الموسيقى والفنون التشكيليّة، وعظماء العلوم وكبار الفلسفة ومن ماثلهم. في ملاعب الثقافة، على الجهات ذات العلاقة، في مقدمتها المناهج طبعاً، أن تسعى إلى تهيئة البيئة الحاضنة للعمالقة. تطوّر الفكر التربوي الحديث يقتضي تهيئة التربة التي تعشق تنشئة المواهب. هذا هو جوهر رسالة التعليم. للقلم رأي يحتاج إلى التقدم في تناوله على طريقة مشي الفيل، الذي لا يقدّم قائمة إلاّ إذا كانت القوائم الأخرى راسخة. من معجزات التاريخ الاقتصادي، القضاء على الإقطاع الصغير، بالرغم من أن النعمة باتت نقمة، بظهور الإقطاع الكبير المتمثل في الرأسمالية المتغوّلة. لنأخذ الفكرة مجرّدة، سنرى أن الشبكة العنكبوتية فتحت عصراً جديداً، وهو ما سمّاه القلم شيوعيّة المعلومات، التي يمتزج فيها الاقتصاد بالثقافة والعلوم: في إمكان أيّ كان الحصول مجّاناً على مئات ألوف الكتب وعشرات آلاف الأعمال التشكيلية، وملايين الروائع الموسيقية، ومئات البرمجيات. لو كانت غير افتراضية لكان اقتناؤها بتسعة أصفار. نطبّق الفكرة على تحطيم المعايير الكلاسيكية في الآداب والفنون. مثلاً: لم يكن أحد بلا موهبة ومخزون أكاديمي وفير يتطفل على تأليف سيمفونية، لوحة تشكيلية أو نحت فريد، قصيدة كلاسيكية «عصماء» أو ملحمة. بعد تجاوز المقاييس«الإقطاعية» في الإبداع، صارت الأجناس ملكاً مشاعاً، لا تقل كحمار الحيّ. عاشت الحريّة، يسقط الإقطاعي المعرّي: أوّل من أدخل الموسوعية اللغوية إلى الإبداع. نصوصه تأسيس للمسرح والسينما في الأدب. أول عربي أقام الشعر على الفلسفة، أوّل عربي حطم جدران الخوف من الأفكار. الرقم القياسي في إعلاء سقف الكتابة بكل تحدّ. هو مجمع مبدعين في فرد فريد. لزوم ما يلزم: النتيجة الإنقاذيّة: نقّبوا في تربة معرّة النعمان، فقد تعثرون على نسخة لمناهج التربية والتعليم في عصر إيفريست أدبنا. abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :