مهرجان طيران الإمارات وثقافة التسامح

  • 2/23/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يوسف أبو لوز التظاهرات، أو الأصح، الأحداث الأدبية والفنية الكبرى، تحقق هي الأخرى ثقافة التسامح التظاهرات كجملة اعتراضية فقط، تحيل إلى الحدث السياسي وثقافة التسامح معطى عالمي حضاري بالدرجة الأولى، ومن أهم قنواته الآداب والفنون البصرية والمسرحية والسينمائية. عبر دوراته المتتالية بانتظام ومهنية إدارية وفنية، حقق مهرجان طيران الإمارات في دبي هذه الثقافة الإنسانية الرفيعة.. ثقافة التسامح من خلال الآداب والفنون، وإلى جانب ذلك من خلال هذه الرابطة الفكرية المعرفية والاجتماعية التي تمثلت في طبيعة ضيوف المهرجان وثقافاتهم وتخصصاتهم الإبداعية من الشرق والغرب والشمال والجنوب. وبكلمة بسيطة، أوجد المهرجان حقيقة فعلية على الأرض، وهي الحوار الثقافي والتعايش الأدبي، وتلاقي التجارب الشعرية والروائية والفنية في بيئة عالمية هي هنا في الإمارات، بيئة الأمن والاستقرار والإيجابية التي تكفل نمو قيم جميلة في حياتنا؛ المحبة، السلام، احترام ثقافة وتاريخ وموروث الآخر، والإصغاء لهذا «الآخر»، وقبول آدابه وفنونه وتراثه الشعبي، الذي يتشابه في بعض مفرداته مع تراثنا الشعبي العربي. مهرجان طيران الإمارات في دبي، بهذا المعنى، وبهذا التوصيف يحقق ثقافة التسامح سلوكاً وقيماً وممارسة عالمية، عنوانها الوفاق والألفة والاحترام المتبادل بين الشعوب ورموزها الأدبية والثقافية التي نستقبلها هنا في الإمارات، بكل حفاوة وتقدير. قيمة المهرجان الثقافية التسامحية، تكمن أيضاً في طبيعة المادة التي يتداولها ضيوف المهرجان سواء من الإمارات أو من العالم، وهي دائماً مادة أدبية ثقافية فنية جمالية تؤكد قيم الخير وكرامة الإنسان، واحترام آدميته وإبداعيته، وأيضاً احترام حريته وأفكاره شرط أن تنسجم هذه الأفكار مع تراث البلد وأخلاقياته وعاداته وتقاليده التاريخية الأصيلة. المهرجان حدث عربي إماراتي عالمي تتفاعل معه الجنسيات المقيمة في الإمارات، والمهرجان يلبي ثقافياً واجتماعياً المتطلب المعرفي والروحي والإنساني لهذه الجنسيات المقيمة، التي لا تشعر بالغربة أو ما يسمى الاغتراب الثقافي في الإمارات. فثقافات هذه الجنسيات التي تزيد على مئتين من جهات العالم، كلها محترمة ومصونة بالقانون وبالمؤسسات وبالحياة المدنية المشتركة، فلا تمييز في الإمارات، وأي شخص يصدر عنه سلوك عنصري يعاقب وفق قوانين إماراتية صارمة حازمة، تجرم الأنانية الثقافية، والاستعلاء وإهانة الآخر، أو التباهي المريض بطائفية أو مذهبية ما.. والقانون هو رأس العدل في الدولة. نتحدث عما تحققه الأحداث والمناسبات و«التلاقيات» الإنسانية والحضارية في الإمارات، وهي متحققات كثيرة تعايشية مدنية تسامحية، مرجعياتها دائماً تاريخ الإمارات وتراثها وثقافتها الشعبية، وروحها الماثلة دائماً في الذاكرة.. روح الاتحاد. yabolouz@gmail.com

مشاركة :