إبداع البوابة| لست معي.. قصة لـنهى جلال

  • 2/26/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ربما كنت هنا بجانبى تعانقنى ولكنك بدونك. كلما كنت تقترب منى كنت ألمحها بين عباراتك. شبحها يطاردنى فى أنفاسك القريبة منى جدًا.فى تلك اللحظة عندما اقتربت منك أكثر لأبحث وأفتش عنى داخلك، تسللت داخل عيناك، عبرت أبحث عنى لأطمئن وأهدأ وأمزق جميع دفاترنا القديمة المليئة بالخذلان وأبدأ من جديد، ولكن عند دخولى لم أر سوى عتمة بقعة النور التى كنت أجلس بها داخلك وقد انطفأت.أنا لست هنا!!استدرت أتحسس جدار قلبك لألمسه مرة أخيرة قبل رحيلي؛ ولكنى رأيتها هي. كانت جالسة بدلال تبتسم تلك الابتسامة الواثقة.. ابتعدت سريعًا.. غادرتك، ولكنى ما زلت أبحث عنك. رأيتك هنا قريبا مني. اتجهت إليك لأعانقك.احتضنك فى قوة.. كنت تعانقنى عناقا جديدا تلك المرة، ضممتنى تلك الضمة الخائفة بعدما كنت أشعر داخلك بالأمان والهدوء والراحة. هنا شعرت بالخوف، بل الخوف الشديد، خوفى من أن أفتقدك أو أفتقد نفسي. ضممت رأسك بين أحضاني، وبت أداعب خصلات شعرك؛ قمت اليوم بدورك أنت.تبدلت الأدوار، ولكن سرعان ما اختطفك منى رنين هاتفك، لتبتعد باحثًا عنه فى ذعر وأمل فى أن تكون هي. لمحت نظرة الخذلان فى عينيك وأنت تنظر للهاتف، ولكن سرعان ما تحولت نظرتى إلى بركان يلتهم ما أمامه. غضبت وقمت بإلقاء هاتفك بعيدًا ليرتطم بالجدار ويسقط فاقد النطق؛ ولكن حتى فى تلك الأثناء فإن شبح الممثل البارع لم يغادرك أبدًا.أى لعنة تلك التى أجبرتنى على البقاء؟!. لما لا أغادر وأتركك وحدك؟أنت!! نعم، أنت تلك اللعنة، فأنت لعنة لكل من اقترب منك واشتم أنفاسك وتحسس ملامحك. أعلم جيدًا بأنى عندما اصطفيتك لم يكن حضورك يليق بي. تنازلت واقتربت منك، ولكنى أصبت بالمس بعد أول عناق بيننا، أخدت من داخلى جزءا لم أستطع العيش بدونه.أتعلم؟ أريد أن أصرخ باسمك الآن، ولكن أخشى أن يهتز الكون وأفقد صوابى للأبد. أعود وأتساءل كيف وصل بى الأمر لهذا الحال؟، فأنت تعرفنى جيدًا، لا يوجد فى قانونى غيري. لا أؤمن بقانون الدوران أبدًا، فأنا دائمًا نقطة الارتكاز، ناهينا عن تلك التفاصيل المزعجة والكلمات البالية. أريد أن أخبرك بأنك لا تملك أية صفة أو حتى عيب مميز يُبقينى جانبك؛ فأنت فارغ تمامًا الآن. خاوٍ من الداخل، مشتت أحيانًا، وطفل عابث مدلل أحيان أخرى.لقد مللت من ذلك الدور المرهق المخزي. سأترك لك خشبة المسرح بأكملها الآن، فأنت البطل وحدك، وذلك الشيء الذى غادرنى وسكنك سأتركه أيضًا. حاول أن تستمتع بما تبقى لك من وقت، فالعرض المسرحى أوشك على الانتهاء؛ وسوف نُعيد فتح الستارة ونبدأ جولة جديدة قريبًا.

مشاركة :