"كواليس المنكوس" بين الموروث الشعري والأكلات الشعبية

  • 3/1/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هيمن فن المطبخ على الحلقة الرابعة من برنامج "كواليس المنكوس" المصاحب لبرنامج "المنكوس"، البرنامج الفني الأول من نوعه، والمتخصص بلحن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل، والذي تنظّمه "لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي". الحلقة التي عرضت ليل أمس من خلال شاشة قناتي "الإمارات" و"بينونة"، افتتحها مقدم البرنامج عيسى الكعبي، بحديث عن الطبخ كوسيلة رئيسية للحصول على الطعام اللذيذ، وكونه هواية وفناً يصلان بصاحبهما إلى أضواء الشهرة، مقيماً مقارنةً بين المنكوس والطبخ كشغف يحتاج إلى معرفة دقيقة وممارسة مستمرة وإتقان وخبرة كبيرة. وتخلل الحلقة تقرير عن مجريات الحلقة الرابعة المباشرة وهي الأولى من المرحلة الثانية من برنامج "المنكوس"، والتحضيرات التي جرت خلف الكواليس، والتي شارك فيها فرسان المنكوس: سعد اليامي، علي محمد آل شقير، محمد آل دلبج المري وناصر الطويل من السعودية، وعبد الله بن عمر المنصوري وراكان عايض المنصوري من الإمارات. وفي مجلس "كواليس المنكوس"، استقبل فرسان الحلقة الرابعة المباشرة، في أجواء من الألفة الفنان فايز السعيد، وفي غياب زميلهم علي محمد آل شقير، تألق فرسان "المنكوس" الخمسة في حوار جاد وهادف مع السعيد الذي طالبهم بتعليمه ما يجهله وتثقيفه عن لحن المنكوس من الموروث الشعبي الفني العريق. وفي حديث شيّق عن الفن واللحن، برع المتسابقون في تحديد مواصفات مؤدي المنكوس وأوقاته ومحفزات إنشاده في البيئة البدوية والتركيز على ارتباطه بحياة البدوي سواء كان يعيش في المناطق الصحراوية أو البيئة الأصلية أو كان يعيش في المناطق البعيدة التي انتقل إليها بحكم ترحاله وانتقاله، محددين حالة مؤدي ألحان المنكوس في الغالب والتي تمحورت حول حالات الفراق وتفرّق الشمل ما بين مناطق الإمارات من الظفرة إلى العين ودبي وغيرها، أو في السعودية بين جنوب الجزيرة وشمالها وصولاً إلى الكويت. فالمنكوس بحسب توافق المتسابقين الخمسة هو لحن الوجد والحزن للفراق بعد التلاقي والحنين لأوقات السعادة والسهر وليالي السمر. واستشهد ناصر الطويل بعد إنشاده المنكوس بأبيات الشاعر حمد محمد ال صافيه، وقصته مع مرض أحد أبنائه في الكويت ومكوثه في المستشفى، وانتقال أهله "حيهم من دونهم يمسي يا الطارش خلا"، في محاولته الوصول إلى محبيه من الكويت إلى الربع الخالي. وبعد القصص الجميلة من موروث المنكوس، استمع المتسابقون واستمتعوا بغناء الفنان فايز السعيد، وهو يردد: "لي صاب شاعرنا محمد صابه قرم ومعنا من خيار اللابه، لكن عوق الود لي عايابه شهم خضع للي ينير اثيابه". ثم اجتمع المتسابقون الخمسة في محاورات راقية في الشعر والغناء والحديث الممتع من موروث المنكوس، منشدين جماعياً: "والرجــل لو يشفق على الشاص مالومة/ في ذمتي محدن على الشــــاص منلامي". ومع الضيافة الإماراتية، كان مسك ختام الحلقة الرابعة من "كواليس المنكوس"، حيث حلّت القيم الأصيلة من السنع الإماراتي العريق، وكان موعد المتسابقين لتلبية دعوة الشيف الإماراتي سلطان مانع سعيد العتيبة في منزله، الذي استقبلهم بترحيب كريم على عادة الإماراتيين، في الذبيحة للضيف والطبخ استقبالاً له، مستلهماً من البيئتين الإماراتية والسعودية بما يناسب زواره وضيوفه، متحدثاً عن العلاقة الوطيدة تبعاً لكل بيئة بين الشعر والطعام، والذائقة المتقاربة في الموروث الشعري والأكلات الشعبية التي جعلته يحتار في تحضير فوالة ضيوفه ومأكلهم في مجلسه.

مشاركة :